سخرية جزائرية لاذعة من غياب الأحزاب.. "تبحث عن دواء كورونا"
تغريدات وتدوينات تنتقد غياب الأحزاب في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي كانوا ينتظرون ظهور قياداتها و"لو بالنصائح" كما علق أحدهم
أثار غياب الأحزاب السياسية الجزائرية بمختلف توجهاتها عن ساحة مجابهة جائحة كورونا موجة انتقادات شعبية، أجمعت على وصفها بأنها "حجر سياسي في زمن انتهاء المصالح الحزبية".
- كورونا الجزائر.. دولة تكافح الوباء و"إخوان" يتشبثون بـ"الجهل"
- إخوان الجزائر بعد بوتفليقة.. أيتام تائهون وأقنعة تتساقط
وقارن جزائريون بين ظهور الأحزاب السياسية طوال عمر الأزمة السياسية التي مرت بها البلاد وخلال الاستحقاقات الانتخابية مع "غيابها التام" عن المشاركة في الجهود الوطنية لمواجهة تفشي انتشار فيروس كورونا، رغم ما تملكه غالبيتها من إمكانيات مادية وبشرية هائلة، على حد تعليقاتهم.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تنتقد وأخرى تسخر من غياب الأحزاب في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه ظهور قياداتها و"لو بالنصائح" كما علق أحدهم.
ومن بين أكثر المنشورات تداولا: "أكثر الناس انضباطاً والتزاماً بالحجر الصحي هي الأحزاب السياسية... لا أثر لهم في الساحة ولا دور لهم"، وآخر كُتب فيه: "لم يتمكن الحراك الشعبي من إزالتهم من المشهد السياسي، فجاءت كورونا لتنقرض أحزاب المناسبات".
وبعضهم علق ساخرا بالقول إن "الأحزاب في تربص (معسكر) مغلق على أعلى مستوى لبحث سبل إعادة التموقع وبسط الهيمنة"، و"الأحزاب تبحث عن دواء كورونا"، بينما طالب آخرون بحل جميع التشكيلات السياسية.
فيما دعا مغردون إلى إعلان حالة الطوارئ وتحويل موازنة البرلمان بغرفتيه وبعض الوزارات إلى وزارتي الصحة والدفاع "لأنها هي التي تحارب فيروس كورونا".
وخلال المظاهرات المطالبة بالتغيير الجذري العام الماضي، حمل المتظاهرون لافتات تنتقد دور الأحزاب السياسية، وطالبتها بـ"الابتعاد عن الحراك الشعبي".
كما حملوها جزءا من مسؤولية استمرار نظام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بينما رأى مراقبون أن الأحزاب السياسية تعيش حالة من الجمود السياسي قبل جائحة كورونا نتيجة التحولات الحاصلة في البلاد.
إرهاب الإخوان يطل من جديد
من جانب آخر، خرج الرأس الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة الإخواني علي بلحاج بمواقف متطرفة أكدت مرة أخرى، وفق مراقبين، "أن الفكر المتطرف والسلوك الإرهابي متلازمة في عقيدة جماعة الإخوان".
وحاول بلحاج استغلال جائحة كورونا للعودة إلى المشهد السياسي، محرضا على الجيش وقياداته بشكل مباشر.
وزعم الإخواني أن الفريق الطبي الصيني الذي وصل إلى الجزائر "موجود في مستشفى مصطفى باشا العسكري لعلاج جنرالات الجيش المصابين بكورونا"، ودعا "الجزائريين إلى التحرك".
كما انتقد غلق المساجد والحجر الصحي، واعتبر أنها "تستهدف الحراك الشعبي"، لتنهال التعليقات المنتقدة والساخرة من الجزائريين، وراحت بعضها تذكره بأنه "السبب في مقتل ربع ضحايا سنوات التسعينيات، وبأنه من أفتى بقتل وذبح الشعب والجيش والأمن وكل مخالفيه".
وشددت تعليقات أخرى على أن "الجزائريين لن يلدغوا من الجحر مرتين"، في إشارة إلى أن نجاح التنظيم الإخواني في اختراق عقول الجزائريين سنوات التسعينيات ودغدغة مشاعرهم بخطابات دينية.
يذكر أن الإخواني علي بلحاج ممنوع من ممارسة النشاط السياسي بموجب ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لعام 2005، وفرضت عليه السلطات الجزائرية "إقامة جبرية" ومنعته في العامين الأخيرين من دخول المساجد بعد أن استغل السماح له بأداء صلاة الجمعة ليقيم "دروسا" في مسجد "القبة" بالعاصمة "أساء فيها لعلاقات الجزائر مع بعض الدول".
كما حاول ركوب موجة الحراك الشعبي والتحريض على العنف، مما اضطر الشرطة الجزائرية إلى اقتياده إلى مركز الشرطة.
وفي يوليو 2011، قضى الأمن الجزائري على نجل الإخواني علي بلحاج بعد دخوله العاصمة مع مجموعة من الانتحاريين لتنفيذ عمليات إرهابية.