كورونا الجزائر.. دولة تكافح الوباء و"إخوان" يتشبثون بـ"الجهل"
الإخواني الجزائري جاب الله ينتقد غلق المساجد بسبب كورونا وجزائريون يعتبرونه "خارج مجال التغطية ويحاول ركوب الوضع على حساب صحة الناس".
أثارت تصريحات قيادات إخوانية جزائرية انتقدت فيها قرار الحكومة الجزائرية غلق المساجد خشية انتشار فيروس كورونا، موجة من الاستياء العارم والسخرية من قبل الجزائريين.
ووصف جزائريون موقف الإخوان من أزمة كورونا التي تجتاح العالم بـ"الجهل"، واعتبروها محاولة لـ"ركوب موجة كورونا".
- الجزائر تقرر غلق المساجد وإبقاء الأذان خشية كورونا
- الجزائر تفرض حظر تجول وتضع محافظة بالحجر خشية كورونا
وفي تصريح لأحد المواقع الإخوانية الإلكترونية الجزائرية، عارض الإخواني عبدالله جاب الله رئيس ما يعرف بـ"جبهة العدالة والتنمية" الفتوى التي أصدرتها وزارة الشؤون الدينية الجزائرية بتعليق صلاة الجمعة والجماعة درءا لانتشار فيروس كورونا في البلاد.
الإخواني جاب الله وصل به الأمر إلى حد "التشكيك في هيئة الفتوى" التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية عندما تساءل عن الأدلة الشرعية التي استندت إليها في إصدارها فتوى تعليق صلاة الجماعة والجمعة وإغلاق المساجد.
ورغم خطورة وباء كورونا الذي انتشر في غالبية دول العالم وتسبب في مقتل الآلاف، بما فيها الجزائر التي تمدد في 36 محافظة وأصاب 409 أشخاص وتسبب في وفاة 26 آخرين، إلا أن ذلك "لم يشفع" للإخواني "الذي نصّب نفسه "العالم الوحيد بالدين".
وأثبتت جماعة الإخوان مرة أخرى، وفق المتابعين، تعصبها الديني وتقوقعها في زمن آخر وترديدهم أسطوانات بالية بعيدة عن الدين وعن الواقع الذي تعيشه كل المعمورة.
وزعم الإخواني الجزائري عبدالله جاب الله تفسير "تجنيب السلطات الجزائرية كارثة صحية من خلال الاختلاط في المساجد واحتمال انتقال عدوى الفيروس بشكل كبير" بأنه "قرار لا يعدو أن يكون إلا تقليداً أعمى لبعض الأنظمة".
وادعى جاب الله أن قرار تعليق الصلوات الخمس "عديم الحجج والبراهين عند أهل العلم" رغم إقراره من كبار العلماء والهيئات الإسلامية بعدة دول بينها السعودية ومصر.
ومع ذلك، لم يقدم الإخواني جاب الله أي تفسير ديني أو علمي لانتقاده قرار غلق المساجد وتعليق المساجد، وقارن بين تجمعات المساجد وبقية التجمعات في الأسواق والمقاهي والإدارات.
وأثبت جاب الله جهله بحزمة القرارات التي اتخذتها السلطات الجزائرية بغلق جميع المقاهي وقاعات الحفلات ومنح عطل إجبارية مدفوعة الأجر لـ50% من الموظفين، وغيرها من القرارات الاحترازية التي أجمع الاختصاصيون على أنها جاءت في وقتها وبإمكانها الحد من انتشار الفيروس.
كما أكد تصريح الإخواني الجزائري عبدالله جاب الله وفق المتابعين لكلامه "جهله التام بنوع وطبيعة فيروس كورونا وحديثه فيما لا يعلم" كعادة التيارات الإخوانية الجزائرية التي تسعى لانتقاد كل شيء، و"المعارضة من أجل المعارضة" كما علق أحد الجزائريين.
وأكدت دراسات العلماء أن أخطر خاصية لفيروس كورونا هي سرعة انتشاره، وحذروا من خطورة التجمعات مهما كان نوعها على حياة الناس، وتسبب الإبقاء على صلوات الجماعة في تركيا وإندونيسيا إلى زيادة رهيبة في عدد المصابين بالفيروس.
ويجمع علماء الأمتين العربية والإسلامية في إصدار فتوى غلق المساجد وتعليق صلاة الجماعة والاكتفاء بالصلاة في المنازل إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
مرض وجهل إخواني
وأجمعت كثير من ردود أفعال الجزائريين على تصريحات الإخواني عبدالله جاب الله على وصفها بـ"خارج مجال التغطية" وبعضهم دعا له بالهداية والشفاء، ومنهم من علق على تصريحاته بأنها "سعي لفرض الاختلاف في غير زمانه ومكانه، وتعبر عن مرض صاحبها".
وأظهرت تعليقات الجزائريين علمهم بتعاليم الدين الإسلامي وخطورة الوباء في الوقت ذاته أكثر من الإخواني الذي لم يجد حرجاً في ادعاء "الكمال في العلم الشرعي والطبي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى علم الفيروسات".
ومن التعليقات المثيرة للانتباه، لجزائري طالب الإخواني جاب الله تقديم فتوى في "جواز اسمه جاب الله" قبل الحديث عن أمر أكبر منه ديناً وعلماً.
ركوب موجة كورونا
التصريحات المثيرة التي أطلقها الإخواني عبدالله جاب الله أكدت مرة أخرى وفق تعليقات الجزائريين "تخصص التيارات الإخوانية في ركوب أي شيء من أجل الظهور ولو على حساب الدين أو أمن الوطن أو سلامة الناس"، كما فعلت أيام الحراك الشعبي.
واتهمت تعليقات الجزائريين الإخواني بمحاولة إثارة الفتنة وركوب موجة الجائحة، والتجارة بالدين في زمن الكورونا، ومنهم من تساءل "من الفيروس: الإخوان أم كورونا؟"، وعدوا ركوب الإخوان الوضع الصحي الخطر الذي تمر به الجزائر بـ"الفيروس الذي لا يقل خطورة عن كورونا".
وأجمعت كثير من ردود الأفعال الغاضبة أو الساخرة من كلام الإخواني عبدالله جاب الله على دعوته إلى "التزام بيته والقيام بالحجر النفسي لدرء للفتنة الإخوانية" التي عدوها أخطر من فيروس كورونا.