145 براءة اختراع في الجزائر خلال 2017
الجزائر تحاول مؤخرا توفير المناخ المناسب للمخترعين رغم تشكيك الكثيرين في نجاحها.
بلغ عدد براءات الاختراع خلال عام 2017 في الجزائر 145 براءة اختراع، بحسب المدير العام للمعهد الجزائري للملكية الصناعية، عبد الحفيظ بن مهدي.
وقال المسؤول الجزائري، إن "براءات الاختراع المسجلة من بينها الصناعات الميكانيكية، الإلكترونية، والصيدلانية"، معتبرا في السياق ذاته، أنها "تمثل قيمة مضافة للاقتصاد الجزائري في حال تحويلها إلى مشاريع ناجحة واستغلالها في مختلف المجالات".
وتعد الجزائر واحدة من أكثر الدول التي تعاني من ظاهرة هجرة العقول، خاصة مع الأرقام الرسمية التي تشير إلى هجرة "مليوني جزائري" منذ بداية الألفية الجديدة، غالبيتهم مهندسون وأطباء.
وتحاول الجزائر مؤخرا توفير المناخ المناسب للمخترعين، حيث كشف المدير العام للمعهد الجزائري للملكية الصناعية عن أن وزارة الصناعة الجزائرية تحضر بالتنسيق مع الوزارات المعنية، مشروعاً لإنشاء مكاتب نقل التكنولوجيا، "تكمن مهمتها في التقريب بين المخترعين والمؤسسات الاقتصادية، لإخراج هذه البراءات من مراكز البحث والجامعات، واستغلالها في القطاع الاقتصادي ومن ثم إنتاجها".
وكشف عبد الحفيظ بن مهدي عن أن المعهد الجزائري للملكية الصناعية"تمكن من ربط الاتصال بين مخترعين و 3 مؤسسات اقتصادية خلال هذا الشهر، والاتصال ما زال في مرحلة التفاوض لتحويل هذه الابتكارات إلى منتوجات مختلفة".
237 براءة اختراع منذ 2011
من جانب آخر، كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، عن تسجيل 237 براءة اختراع منذ 2011 في القطاع، لكن "أغلبها غير مستغلة".
وذكرت المسؤولة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مايا شرفاوي في تصريحات صحفية "أن براءات الاختراع بحاجة إلى منح الرخص لإنشاء مؤسسات مبتكرة".
وأضافت أن الوزارة الجزائرية تعتزم "تركيز نشاطاتها الحالية والمستقبلية على إنشاء حاضنات داخل الجامعات، تسمح بمرافقة الطلبة في مشاريعهم الابتكارية، على أن يتوقف دور الحاضنات بمجرد حصول أصحاب المشاريع على سجلات تجارية".
صعوبات العودة إلى البلد الأم
يوجد عدد كبير من الجزائريين في داخل والبلاد وخارجها، من يملكون "مئات" براءات الاختراع؛ من بينهم البروفيسور الجزائري "بلقاسم حبة"، أحد "عباقرة البرمجيات وعالم الإنترنت، وكبير الموظفين في شركة جوجل".
وبحسب السيرة الذاتية للمخترع الجزائري، فإنه يمتلك في رصيده 1296 براءة اختراع في مجال الإعلام الآلي والإنترنت في الولايات المتحدة واليابان وغيرهما، من بينها 444 براءة اختراع في الولايات المتحدة، ما يعني بلغة الأرقام أنه سجّل أضعاف براءات الاختراع المسجلة في بلده الأم.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية، إلى أن براءات اختراع البروفيسور بلقاسم حبة، أسهمت في تطوير وظائف الرقائق الإلكترونية الموجهة لصناعة الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، وأجهزة إلكترونية أخرى عالية الدقة.
البروفيسور بلقاسم جبة، الذي ينحدر من ولاية "وادي سوف" الصحراوية جنوب الجزائر، وصاحب دكتوراه في الطاقة الشمسية عام 1988، هو نموذج فقط من الكفاءات الجزائرية التي أعطت الكثير للعلوم والتكنولوجيا في العالم.
وأكد البروفيسور الجزائري، أنه بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة "ستانفورد" في كاليفورنيا، قرر العودة والاستقرار في بلده الجزائر، "لنقل ما تعلّمه في الولايات المتحدة"، لكنه تفاجأ "ببقائه أشهراً كاملة دون عمل"، الأمر الذي اضطره إلى "مغادرة الجزائر" بسبب تردي الأوضاع الأمنية في التسعينيات و"ندرة مراكز البحث"، ليبقى "مبدعا خارج بلده" إلى يومنا هذا.
البروفيسور الجزائري بلقاسم حبة، الذي سجل أول براءة اختراع له عام 1990، هو اليوم واحد من المخترعين الذين يقدمون براءة اختراع "كل أسبوع"، من بينها 26 براءة اختراع في الأشهر الأولى من 2017، كما صُنف في قائمة "المائة مخترع الأكثر إنتاجاً في العالم" في أعوام 2012، 2014 و2015.