ضربة موجعة للإخوان بالجزائر.. عسكري هارب: استعملوني
ضربة موجعة يتكبدها تنظيم "رشاد" الإخواني بتسلّم الجزائر من إسبانيا عسكريا هاربا يعتبر ثاني أخطر عميل للتنظيم الإرهابي، وفق إعلام محلي.
ومساء الأحد، بث التلفزيون الجزائري الحكومي اعترافات العسكري المسترجع المدعو محمد بن حلمية، الذي أقر رسمياً بأنه "عضو فعال وفاعل" في حركة "رشاد" الإخوانية، وكشف عن معلومات خطرة تتعلق بمخطط التنظيم الإرهابي لاستهداف أمن الجزائر.
- ضربة لـ"رشاد" الإخوانية بالجزائر.. السجن لـ"أرشيف" التنظيم
- الجزائري محمد عبد الله.. عميل إخواني وجزاء من جنس العمل
الاعترافات التي كشف عنها "بن حليمة" والمسجلة في مقر المديرية العامة للأمن الوطني (الشرطة)، تحدث فيها عن مخطط رؤوس الحركة الإخوانية الإرهابية لضرب استقرار الجزائر، وفضح عمالتهم لمخابرات أجنبية، ويتعلق الأمر بـ"مرشد" الجماعة الإخوانية المدعو مراد بن دهينة، ورئيسها المدعو محمد العربي زيتوت، وكذا أحد أخطر عملائها المدعو "أمير ديزاد".
خيانة من أجل المال
العسكري المسترجع، فضح في اعترافاته بأن قيادات التنظيم الإخواني الإرهابي "رشاد" "لا تهمهم مصلحة الجزائر" كما يدعون في تصريحاتهم و"لايفاتهم" عبر منصات التواصل، بل "تحقيق مداخيل عبر مواقع مثل اليوتيوب" عبر الفيديوهات اليومية التي ينشرونها.
"بن حليمة" الذي حاول "زيتوت" تصويره على أنه "ضحية قمع واعتقال"، أكد في اعترافاته بأن عناصر "رشاد" الإخوان "هم المستفيدون، ويخدمو بولاد الناس، وحبو يدخلوا الجزائر في حيط".
وفي سياق اعترافاته المثيرة، أبدى العسكري الهارب والمسترجع من السلطات الإسبانية، على "ندمه على ما فعله"، وكشف عن تقديمه "طلباً للعفو" من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومن "كل الأشخاص الذين قام بقذفهم".
مخطط إخواني ماكر
العسكري "بن حليمة" فضح أيضا المدعو محمد العربي زيتوت زعيم التنظيم الإخواني "رشاد"، عندما تحدث عن ضغوط مارسها عليه لـ"تسريب معلومات عسكرية حساسة".
وفي إفادته، كشف "بن حليمة" بأن الإخواني زيتوت "طلب مني تسريب معلومات عن وثائق وبرقيات كانت ترسل من وزارة الدفاع والشرطة" في الجزائر.
ونبه في اعترافاته الخطرة إلى أن رأس التنظيم الإخواني الإرهابي (زيتوت) يملك "استراتيجية، وهي تقسيم المهام على كل تابعيه، وأن هدفه هو تكسير المؤسسة العسكرية" في الجزائر.
"سجل تجاري"
ومن بين المعلومات التي كشفها العسكري المسترجع محمد بن حليمة بأن الإخواني محمد العربي زيتوت "يشتغل مع شقيقيه اسماعيل وميود"، وهو ما أكد مرة أخرى التقارير التي نشرتها "العين الإخبارية" في وقت سابق وكشف عن حجم "إمبراطورية السحت" التي يملكها رأس التنظيم الإخواني "رشاد" مع أفراد من عائلته.
وأوضح في اعترافاته بأن "اسماعيل زيتوت (شقيق رأس حركة رشاد) لديه أكثر من 17 هاتفا نقالا وبها يشرف على أكثر من 24 صفحة فيسبوك".
كما كشف عن واحدة من أخطر المعلومات عن الإخواني المدعو محمد العربي زيتوت، عندما تحدث عن قيادته "شبكة معقدة ومتفرعة لحركة رشاد بالتنسيق مع مراد دهينة".
ومراد دهينة أحد الأعضاء السابقين في "الجيش الإرهابي" للإنقاذ بالجزائر الذي نفذ مجازر بشعة تسعينيات القرن الماضي، وبات "مرشد رشاد" الإخوانية منذ 2007.
وعن الفيديوهات التي نشرها مؤخرا من البرتغال، أكد العسكري الذي استعادته الجزائر، بأنها كانت "بطلب من زيتوت"، وأكد بأن الأخير كان يهدف لـ"حماية نفسه وأشقائه بعد اعتقاله".
خيانة الإخواني "زيتوت" لم تكن لبلده الجزائر فقط، بل حتى للعسكري الهارب محمد بن حليمة وفق إفادة الأخير التي اطلعت "العين الإخبارية" على محتواها.
وأكد بأن الإخواني محمد العربي زيتوت "أوهمه" بدفع 14 ألف يورو للمحامي الذي دافع عنه في البرتغال، وعاد ليؤكد مرة أخرى بأن رأس التنظيم الإخواني الإرهابي "لم يدفع أي أتعاب لأي محامٍ حول قضيته".
وختم اعترافاته بالتأكيد أيضا على أن القيادات البارزة في حركة "رشاد" الإخوانية" "تتاجر بقضايا الناس لأجل المال"، ووصفها بـ"المرتزقة التي تتاجر بمآسي الناس".
العسكري بن حليمة الذي بدا نادماً على ارتباطه بالتنظيم الإخواني الإرهابي، شدد في اعترافاته بالقول: "لو كنت على علم بوجود مبادرة للعفو من السلطات الجزائرية لحملت جواز سفري ودخلت الجزائر، كنت مثل المغرر به وكنت أتلقى تعليمات وزيتوا وأمير ديزاد استعملوني".
ثاني أكبر أرشيف
وفيما لم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي عن السلطات الجزائرية حول تسلمها العسكري المذكور، كشفت مصادر أمنية جزائرية مطلعة لـ"العين الإخبارية" عن تفاصيل استرجاع ما وصفته بـ "ثاني أكبر أرشيف" لحركة رشاد، وذلك بعد دخوله إلى البرتغال قادماً من فرنسا.
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر الأمنية، أن الجهات الأمنية في لشبونة سارعت إلى اعتقاله بموجب مذكرة اعتقال دولية أصدرتها الجزائر، لكنها سلمت المتهم للسلطات الإسبانية باعتباره "طالب لجوء سياسي" في هذا البلد الأوروبي.
إسبانيا –وبحسب المصادر ذاتها – سارعت هي الأخرى إلى اعتقال العسكري الجزائري الهارب والتحقيق معه لمدة 3 أيام، بعد أن تم نقله إلى مركز الترحيل، وهناك تم إكمال بقية الإجراءات القانونية لترحيله نحو بلاده، بعد التأكد من تورطه في "الانضمام إلى منظمة إرهابية" (حركة رشاد الإخوانية).
وتم نقل العسكري الهارب محمد بن حليمة في رحلة بحرية من ميناء إليكانت الإسباني نحو ميناء الغزوات الجزائري (غرب).
ضربة موجعة
يأتي ذلك، بعدما أصدرت محكمة جزائرية، الأحد الماضي، حكماً نهائياً "في قضية واحدة فقط" ضد محمد عبد الله، بعد نحو 6 أشهر من التحقيقات، في انتظار محاكمته في القضاء العسكري عن تهم أخرى.
وأدانت محكمة "بئر مراد رايس" بالجزائر العاصمة، محمد عبد الله، الدركي السابق الذي كان هارباً في إسبانيا بعقوبة 6 سنوات سجناً نافذاً وغرامة مالية قدرت بــ100 ألف دينار جزائري (حوالي 7 آلاف دولار)، لارتباطه "بجماعة إرهابية" في إشارة إلى حركة "رشاد".
ووجه القضاء الجزائري عدة تهم ثقيلة للدركي السابق، ترتبط أساساً بـ"الانخراط في جماعة إرهابية، وتمويل جماعة إرهابية (في إشارة لحركة رشاد)، ونشر وترويج معلومات كاذبة، وتوزيع منشورات من شأنها المساس بالمصلحة الوطنية، والمساس بالحياة الخاصة للأشخاص".
وفي أغسطس/ آب 2021، سملت السلطات الإسبانية للجزائر محمد عبد الله، بموجب اتفاقية قضائية بين البلدين لتسليم المتهمين، وذلك بعد تأكد تورطه وانضمامه لـ"حركة رشاد" الإخوانية.
والعسكري الهارب محمد بن حليمة من الأسماء التي أصدرت ضدها السلطات الجزائرية مذكرات اعتقال دولية العام الماضي، وهو من المنتمين إلى حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية المصنفتين على لوائح الإرهاب.