رئيس الجزائر في روسيا قريبا.. و"التعاون الاستراتيجي" بأفق العلاقات
يعتزم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، القيام بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، قبل نهاية العام الجاري.
زيارةٌ تمثل دفعة قوية للعلاقات بين البلدين التي يميزها تعاون عسكري وثيق.
وقال السفير الروسي لدى الجزائر، فاليريان شوفايف، في تصريحات له، إنه "يوجد قرار مبدئي لإجراء الرئيس تبون زيارة إلى روسيا قبل نهاية العام الجاري".
وأضاف "تنتظرنا أحداث مهمة في العلاقات بين الجزائر وموسكو حتى نهاية العام الجاري، وهذه التطورات المهمة تأتي ضمن مسعى مشترك لتوسيع مجالات التعاون المدني، ونعمل جاهدين لتقوية الشراكة في الطاقة والمناجم والصناعة والأبحاث العلمية".
وبحسب وسائل إعلام جزائرية فإن الزيارة التي من المرجح أن تتم في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، ستتضمن التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، في خطوة من شأنها أن تعزز العلاقات بين البلدين.
وتعتمد الجزائر في تسليح جيشها بنسبة كبيرة على السلاح الروسي، كما يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وسياسية متميزة تجلت مع الأزمة الأوكرانية، حيث دعمت الجزائر موقف موسكو سياسيا.
وفي وقت سابق أعرب وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، عن تفهم بلاده لـ "الانشغالات الأمنية لروسيا"، كما رفضت الجزائر الاستجابة للضغوط الغربية لزيادة إمدادات الطاقة لتعويض الغاز الروسي، رغم وفرة الإنتاج الجزائري وقربها الجغرافي من أوروبا.
فيما تحرص روسيا على استمرار وتطوير علاقتها بالجزائر خاصة في ظل ما يشهده جوارها من أزمات في ليبيا ومالي ودول الساحل، حرصا من موسكو على دورها في المنطقة.
السفير الروسي في الجزائر، شوفايف، نفى في تصريحاته اعتراض بلاده على زيادة الجزائر إمداداتها من الغاز لأوروبا.
وقال شوفايف "نتفهم رفع الجزائر إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد توقف الإمداد الروسي، وهذا الموضوع لا يزعجنا ، وإنما من حق شركائنا الاستفادة من الوضع الدولي، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الغاز".
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قد كشف خلال زيارته إلى الجزائر، في مايو/ أيار الماضي، عن ترتيبات لزيارة الرئيس الجزائري إلى موسكو، إلا أنه لم يحدد موعدا لها.
وتأتي زيارة تبون المرتقبة إلى موسكو تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي سابق بينهما.
وذكرت وسائل إعلام جزائرية أن وثيقة "التعاون الاستراتيجي" التي سيتم توقيعها خلال زيارة تبون لموسكو، ستؤدي إلى دعم العلاقات الجزائرية الروسية سياسيا واقتصاديا، إضافة إلى زيادة التعاون العسكري، القوي أساسا، بين البلدين.
ومنذ 2020، زار الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري روسيا، مرتين، كما شارك الشهر الماضي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الندوة العاشرة للأمن الدولي، التي نظمتها موسكو.
وبموجب الدستور الجزائري فإن الرئيس يشغل أيضا منصب وزير الدفاع الوطني.
من ناحية أخرى، أبدى شوفايف، موافقة بلاده على انضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس، مشيرا إلى أن الرئيس الجزائري تبون تحدث مع نظيره الروسي بوتين من قبل في هذا الشأن.
وتضمّ بريكس الدول الـ5 الأسرع نموا في العالم، وهي البرازيل، وروسيا ، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا.
وأعلن تبون، الشهر الماضي، أن بلاده مهتمة بالانضمام إلى بريكس، معتبرا أنها تستوفي كافة الشروط اللازمة لهذه الخطوة.
وتربط الجزائر وموسكو علاقات قوية في كافة المجالات، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في 2021، 3 مليارات دولار رغم أزمة جائحة فيروس كورونا.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط "أوبك +".
وحتى الساعة لم يصدر أي إعلان رسمي من قبل السلطات الجزائرية أو الروسية حول هذه الزيارة أو موعدها.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز