نثر الحبوب لإطعام الطيور.. عادة إنسانية قديمة تحييها ثلوج الجزائر
مع تساقط الثلوج في المرتفعات تعود عادة أمازيغية قديمة لإنقاذ الطيور من الموت جوعا.. تعرف على "أقدم عادة إنسانية" بالجزائر.
"انثروا القمح فوق رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين"، مقولة تاريخية تحولت لعادة إنسانية نبيلة في منطقة القبائل الأمازيغية الواقعة شرقي الجزائر.
- أشعلت السوشيال ميديا بالجزائر.. قصة صورة تناغم فريد بين فارس وجواد
- دراسة تكشف: البشر الأوائل تسببوا في انقراض بعض الطيور
وفي كل عام، يتأهب سكان قرى ولاية تيزيوز" ويعدون العدة في رحلات جماعية، ليس بغرض السياحة أو التنزه أو جمع الحطب، بل لإنقاذ الطيور من الهلاك.
لا يرتاح بال ولا ضمير أهل القبائل في الجزائر مع تساقط الثلوج كل عام بالمرتفعات المحيطة بهم، إلا بعد أن يضمنوا توفير ما تحتاجه الطيور من دفء من نوع آخر، وهي الحبوب.
ومع كل عام تتساقط فيه الثلوج بكثافة في مرتفعات جبال جرجرة، يتطوع ويتوزع سكان القرى على مجموعات للصعود إلى الجبال والمرتفعات، محملين بأكياس كبيرة وثقيلة من القمح.
والهدف واحد: نثر حبوب القمح أمام الأشجار ووسط حشيش الغابات، لتكون زاد الطيور التي تصارع من أجل البقاء، ولتجد قوتها اليومي.
يستعمل سكان منطقة القبائل الجزائرية عدة وسائل في عادة "نثر الحبوب للطيور"، منهم من يستعمل قارورات ماء فارغة، ويربطها على الأشجار بشكل عكسي.
ومنهم من ينشر في الهواء الطلق الآلات الحبوب كتلك المخصصة للدواجن، فيما يبسط آخرون لوحة كبيرة ينثرون عليها القمح تُمكن أكبر قدر ممكن الطيور من الوصول إليها بسهولة.