بالصور.. "النحت على الشمع".. حرفة تجد طريقها في السوق الجزائري
"النحت على الشمع" حرفة جديدة تنافس الحرف التقليدية في الجزائر..
عرفت الجزائر العديد من الحرف التقليدية المتوارثة منذ مئات السنين، منها ما حافظت عليها الأجيال الجديدة، ومنها المهددة بالاندثار.
- 40 عاما على النول.. "حمود" صانع سجاد يخشى اندثار حرفته
- سباق على المشغولات اليدوية في مهرجان الظفرة التراثي
ورغم ثراء الموروث من الحرف التقليدية في الجزائر، لكن هذا لم يمنع دخول حرف جديدة أصبحت تنافس صاحبة الأرض والدار، ومن بين هذه الحرف "النحت على الشمع" التي دخلت بيت الحرف الجزائرية.
ورغم أنها حرفة نادرة في الجزائر، إلا أن المعجبين بها يقولون إنها "تدق طبول المنافسة والاستقرار"، حيث زارت بوابة "العين الإخبارية" محلا لبيع مختلف الأشكال المصنوعة من الشمع في مدينة سطيف الواقعة شرق الجزائر.
هي أشكال مختلفة من الهرمية إلى المربعة وحتى إلى "الأزهار الشمعية" واليد والكؤوس وغيرها، وبمختلف العطور، ويمكن استخدامها لتعطير المحلات والمنازل أو للزينة في المنازل، لكنها تجعل الزائر يتوقف عندها لينبهر بإبداع الأنامل التي أضفت على الشمع جمالا وبريقا مميزا.
أنيس، البائع في هذا المحل، قال في حديث لبوابة "العين الإخبارية" إنه يساعد صاحبة المتجر في صنعها وبيعها، وأضاف أن "هذه الحرفة من أصعب المهن التي صادفتها في حياتي، فنحت أي قطعة يجب أن يكون بشكل سريع ودقيق في الوقت ذاته، وألا يتعدى ذلك ربع ساعة، ويجب أيضا اختيار درجة حرارة الشمع متوازنة بحيث تكون طرية".
ويقول أنيس "رغم صعوبتها ودقتها إلا أنك تحس بعد الانتهاء من كل شيء بأنك أنجزت تحفة وأن جهدك لم يذهب سدى، خاصة مع وجود الكثير من القوالب التي تزيد من إبداع الحرفي وتجعله يتحدى كل صعوبات هذه الحرفة، وعلى توسيع خياله".
وعن الإقبال عليها، يقول "إننا كنا متخوفين في البداية، لكننا تفاجأنا باهتمام الجزائريين بالقطع التي ننتجها، حتى أن بعضا منهم أصبح يطلب منا أشكالا معينة سواء للديكور أو لبعض المناسبات، ليس فقط من سطيف ولكن من كثير من المناطق".
ومن شدة جمال الأشكال قال أنيس "إن كثيرا من زبائننا يرفضون فكرة إشعالها، ويفضلون الاحتفاظ بها كما هي واستعمالها للزينة في منازلهم ومكاتبهم ومحلاتهم، رغم أننا نصنع أيضا أخرى بروائح منزلية".
يذكر أن حرفة النحت على الشمع دخلت إلى الجزائر في الخمس سنوات الأخيرة، وبدأت مع بعض المختصات والمختصين في لوازم العروس، ورغم عدم انتشارها إلا أن البعض منهم قرر أن يجعلها حرفة مستقلة بذاتها، وأن يجعل منها مصدر رزقه.