الجزائر تدخل سباق تصنيع الهواتف الذكية.. شراكة بين «خدماتي» و«ريلمي»

أعلنت شركة «خدماتي» المتخصصة في خدمات ما بعد البيع بالجزائر، عن توقيع شراكة جديدة مع شركة «ريلمي» العالمية، الرائدة في تصنيع الهواتف الذكية، وذلك في إطار استراتيجية لتوطين صناعة التكنولوجيا بالجزائر.
وتندرج هذه الشراكة ضمن خطة أوسع لتعزيز الصناعات الإلكترونية بالجزائر، حيث تعتزم "ريلمي" الاستفادة من القدرات الإنتاجية الجزائرية لتصنيع هواتفها الذكية داخل البلاد. وهو ما يعكس ثقة الشركة العالمية في الكفاءات الفنية الجزائرية والبنية التحتية الصناعية المتوفرة.
وتسعى الشراكة إلى تحويل الجزائر إلى مركز إقليمي لتجميع وتصدير الهواتف الذكية نحو الأسواق الأفريقية، في خطوة من شأنها دعم موقع الجزائر كمحور تكنولوجي ناشئ في شمال أفريقيا.
ووفق مواقع جزائرية يرى خبراء أن هذا التوجه يمكن أن يسهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد الجزائري، عبر خلق قيمة مضافة في قطاع التكنولوجيا وزيادة الصادرات غير النفطية.
من المتوقع أن تسفر هذه المبادرة عن خلق مئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، خاصة في مجالات التصنيع والتجميع والصيانة التقنية، مما يساهم في خفض معدلات البطالة ورفع كفاءة اليد العاملة.
وتتضمن الخطة إطلاق برامج تدريبية متخصصة لتطوير مهارات الفنيين والمهندسين المحليين، بما يتماشى مع أحدث تقنيات صناعة الهواتف الذكية.
وتعتمد الشراكة الجديدة على شبكة "خدماتي" الواسعة، التي تضم حالياً 8 مراكز صيانة تعمل بكامل طاقتها في مختلف أنحاء البلاد، ومن المقرر أن يتم افتتاح 8 مراكز إضافية قبل نهاية عام 2025، إلى جانب 26 شريكاً مرخصاً و120 وكيلاً معتمداً يقدمون خدمات الدعم الفني للمستخدمين.
ويرجح أن يؤدي هذا التوسع إلى تحسين مستوى خدمات ما بعد البيع، من حيث السرعة والموثوقية، بما يتوافق مع تطلعات المستهلك الجزائري.
من بين الآثار الإيجابية المتوقعة للشراكة، انخفاض أسعار الهواتف الذكية في السوق المحلية نتيجة التصنيع الداخلي وتراجع الاعتماد على الاستيراد، مما سيساعد على تقليل الضغط على احتياطيات العملة الأجنبية.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الحكومة الجزائرية الهادفة إلى التحول الرقمي وتنمية الصناعات التكنولوجية، ضمن رؤية شاملة للتنويع الاقتصادي وتخفيف الاعتماد على قطاع المحروقات.
ويرى مراقبون أن دخول الجزائر إلى مجال تصنيع الهواتف الذكية يمكن أن يشكل نواة لتطوير صناعات تكنولوجية أخرى، ويعزز من فرص بناء اقتصاد معرفي تنافسي قادر على مواكبة التطورات العالمية.
وقبل أيام أعلن وزير التجارة الجزائري الأسبق، سعيد جلاب، عن قرب إطلاق أول قائمة رسمية تضم 100 منتج جزائري تحمل علامة "صنع في الجزائر"، وذلك عبر منصة "SAF International Product DZ" الدولية، التي تهدف إلى الترويج للمنتجات الجزائرية على المستوى العالمي.
وفي منشور رسمي عبر حسابه على شبكة "لينكد إن"، أوضح جلاب، بصفته المشرف على هذه المبادرة، أن المنصة تشكل "أول نافذة دولية للمنتجات الجزائرية" في قطاعات حيوية تشمل الزراعة، الحرف التقليدية، الصناعات الغذائية، مواد التنظيف، الملابس، والأجهزة الكهرومنزلية.
وأكد أن اختيار المنتجات جاء بناءً على معايير دقيقة، أهمها الجودة واحترام المواصفات الفنية والصحية المعتمدة عالميًا، ما يضمن قدرة هذه السلع على المنافسة في الأسواق الخارجية.
وكشف جلاب عن التحضير لإطلاق منصة إلكترونية ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستكون مخصصة لمرافقة المصدرين الجزائريين، من خلال تقديم حلول تقنية تساعدهم على تحديد الأسواق المناسبة والوصول إليها بكفاءة.
ومن المقرر أن يتم تدشين هذه المنصة رسميًا منتصف شهر سبتمبر/أيلول 2025، في احتفالية ستُعلن تفاصيلها لاحقًا، وفق ما صرّح به الوزير الأسبق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز