"بيجاسوس" يفجر العلاقة.. مراسلون بلا حدود تعتذر للجزائر
ساعات بعد إعلان الجزائر رفع دعوى قضائية ضدها، جاء "الاعتذار" من منظمة "مراسلون بلا حدود" على ما وصفته بـ"الخطأ".
ومساء الجمعة، قدمت منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية "اعتذارا رسمياً" للسلطات الجزائرية بعد إدراجها الجزائر ضمن قائمة الدول التي تملك وتستخدم برنامج "بيجاسوس" للتجسس، والذي أثار ضجة دولية غير مسبوقة في الأيام الأخيرة.
وأعلنت المنظمة غير الحكومية سحب الجزائر من قائمة الدول التي تمتلك برنامج التجسس من على موقعها الإلكتروني.
ومما ورد في نص الاعتذار الذي اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله أنه "للوهلة الأولى قمنا بإدراج اسم الجزائر ضمن قائمة البلدان الزبونة لشركة (NSO) (الشركة الإسرائيلية التي قامت بتطوير تطبيق بيجاسوس)".
وأكدت أن ما بدر منها تجاه الجزائر "خطأ" وأعربت عن أسفها واعتذارها من الجزائر، وتابع بيان "مراسلون بلا حدود" بالقول: "هذا الخطأ الذي نأسف عليه، وقد تم إصلاحه".
دعوى قضائية
وقبل ذلك بساعات، أعلنت السفارة الجزائرية في باريس رفعها دعوى قضائية ضد منظمة "مراسلون بلا حدود" ردا على مقال نشرته المنظمة الحقوقية في 19 من الشهر الحالي، زعمت فيه أن الجزائر من بين الدول التي تمتلك وتستخدم تطبيق "بيجاسوس" للتجسس.
وقام سفير الجزائر لدى فرنسا محمد عنتر برفع الدعوى القضائية أمام القضاء الفرنسي باسم الحكومة الجزائرية، واصفاً تلك المعلومات بـ"الكاذبة" بحسب ما أكدته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأكدت السفارة الجزائرية بباريس في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله أن "الجزائر وانطلاقاً من احترامها للحريات الأساسية والفردية والجماعية التي يكرسها دستورها ووفاء منها للمبادئ التي تحكم العلاقات الدولية تنفي قطعياً هذه الاتهامات".
وختم البيان بالتنويه إلى أن الجزائر "تؤكد أنها لا تمتلك إطلاقاً هذا البرنامج ولم تلجأ يوماً لاستخدامه أو للتعامل بأي شكل من الأشكال مع أطراف لديها هذه التكنولوجيا ذات الأهداف التجسسية من أجل المساس بشرف وسمعة بلد يحترم الشرعية الدولية".
تحقيق قضائي
وألمحت الجزائر، مساء الخميس، لأن تكون من "ضحايا" برنامج "بيجاسوس" للتجسس، بعد أن قررت فتح تحقيق قضائي حول "المساس بمصالحها" اعتمادا على التقارير الإعلامية الأخيرة التي تحدثت عن استهداف 6 آلاف شخصية جزائرية مدنية وعسكرية.
وأمرت النيابة العامة لدى محكمة "سيدي أمحمد" بالعاصمة فتح تحقيق حول عمليات تجسس تعرضت لها "مصالح" الجزائر وعمليات "تنصت" طالت شخصيات جزائرية رفيعة.
وبحسب البيان الذي حصلت عليه "العين الإخبارية" من النيابة العامة الجزائرية، فإنه وعلى "على ضوء ما تناولته بعض وسائل الإعلام الوطنية والدولية وتقارير واردة عن حكومات بعض الدول حول عمليات تجسس تعرضت لها مصالح الجزائر وتنصت طالت مواطنين وشخصيات جزائرية عن طريق برامج تجسس مصممة لهذا الغرض فإن النيابة العامة لدى مجلس قضاء الجزائر تطلع الرأي العام بأن نيابة الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد أمرت بفتح تحقيق ابتدائي للتحري حول هذه الوقائع".
كما أشارت إلى "تكليف مصالح الضبطية القضائية المختصة في مكافحة الجرائم السيبرانية والمعلوماتية"، مؤكدة في السياق أن "هذه الوقائع، إن ثبتت، تشكل جرائم يعاقب عليها القانون الجزائري".
وحددت الجرائم في "جناية جمع معلومات بغرض تسليمها لدولة أجنبية يؤدي جمعها واستغلالها للإضرار بمصالح الدفاع الوطني، وجنحة الدخول عن طريق الغش أو بطرق غير مشروعة في منظومة للمعالجة الآلية للمعطيات، وجنحة انتهاك سرية الاتصالات".
إدانة رسمية
وأحدثت المعلومات المتداولة في الإعلام الدولي "حالة استنفار" بالجزائر، إذ أعربت عن "استنكارها" ولوحت بـ"حقها في الرد".
وأصدرت الخارجية الجزائرية، مساء الخميس، بياناً حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أعربت فيه عن قلقها، وإدانتها "بشدة" لما وصفته بـ"الاعتداء الممنهج".
وأوضح البيان أن "الجزائر تدين بشدة هذا الاعتداء الممنهج والمرفوض على حقوق الإنسان والحريات الأساسية، الذي يشكل أيضا انتهاكا صارخا للمبادئ والأسس التي تحكم العلاقات الدولية. إن هذه الممارسة غير القانونية والمنبوذة والخطيرة، تنسف مناخ الثقة الذي ينبغي أن يسود التبادلات والتفاعلات بين المسؤولين وممثلي الدول".
ونوهت إلى أنه "وبما أنها مستهدفة بشكل مباشر بهذه الهجمات، تحتفظ الجزائر بالحق في تنفيذ استراتيجيتها للرد، وتبقى مستعدة للمشاركة في أي جهد دولي يهدف إلى إثبات الحقائق بشكل جماعي وتسليط الضوء على مدى وحجم هذه الجرائم التي تهدد السلم والأمن الدوليين، فضلا عن الأمن الإنساني".
وختمت وزارة الخارجية بيانها بالإشارة إلى أن "أي إفلات من العقاب من شأنه أن يشكل سابقة ذات عواقب وخيمة على سير العلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقا للقانون الدولي".
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية ذكرت أمس الأول، الثلاثاء، أن أرقام هواتف أكثر من 6000 شخصية جزائرية مدنية وعسكرية تم اختراقها من قبل فرد تابع لأجهزة الأمن المغربية باستخدام برنامج "بيجاسوس".
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز