قضاء ونفي واجتماعات.. مزاعم التجسس تثير غضبا دوليا
توالت ردود الأفعال الدولية للرد على تحقيق نشره اتحاد من المؤسسات الإعلامية، الأحد الماضي، يزعم استهداف الهواتف الذكية للصحفيين ونشطاء وغيرهم من قبل برامج إسرائيلية.
مزاعم أثارت غضبا دوليا، وتنوعت ما بين النفي والاجتماعات واللجوء إلى القضاء، التقرير التالي يرصد أبرز ردود الأفعال.
اللجوء إلى القضاء
ردا على مزاعم التقرير، قرر المغرب رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية بباريس ضد منظمتين للتشهير به في قضية برنامج "بيجاسوس".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محام معين من قبل المغرب لمتابعة رفع الدعوى ضد منظمتي "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية.
وتدور القضية حول استخدام المغرب لبرنامج "بيجاسوس" الإسرائيلي للتجسس،
وبحسب بيان المحامي فإن "المملكة المغربية وسفيرها لدى فرنسا شكيب بنموسى كلفا أوليفييه باراتيلي لرفع الدعويين المباشرتين بالتشهير" ضد المنظمتين على خلفية اتهامهما الرباط بالتجسس باستخدام البرنامج.
كانت صحيفة " لوموند" الفرنسية ذكرت الثلاثاء الماضي، أن أرقام هواتف أكثر من 6000 شخصية جزائرية مدنية وعسكرية تم اختراقها من قبل فرد تابع لأجهزة الأمن المغربية باستخدام برنامج "بيجاسوس" الإسرائيلي.
في السياق أمر القضاء الجزائري، أمس الخميس، بفتح تحقيق بشأن عمليات تجسس تعرضت لها مصالح البلاد وطالت شخصيات محلية.
وجاء في بيان للنائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر: "على ضوء ما تناولته بعض وسائل الإعلام الوطنية والدولية وتقارير واردة عن حكومات بعض الدول حول عمليات جوسسة تعرضت لها مصالح الجزائر وتنصت طالت مواطنين وشخصيات عن طريق برامج تجسس مصممة لهذا الغرض، فإن النيابة العامة تطلع الرأي العام بأن نيابة الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد أمرت بفتح تحقيق ابتدائي للتحري حول هذه الوقائع".
وأضاف ذات المصدر: "تم تكليف مصالح الضبطية القضائية المختصة في مكافحة الجرائم السيبرانية والمعلوماتية، علما بأن هذه الوقائع، إن ثبتت، تشكل جرائم يعاقب عليها القانون الجزائري".
وتتمثل هذه الجرائم في "جناية جمع معلومات بغرض تسليمها لدولة أجنبية يؤدي جمعها واستغلالها للإضرار بمصالح الدفاع الوطني" و"جنحة الدخول عن طريق الغش أو بطرق غير مشروعة في منظومة للمعالجة الآلية للمعطيات" وكذا "جنحة انتهاك سرية الاتصالات".
اجتماع فرنسي
وعلى وقع مزاعم التجسس أعلنت فرنسا أنها ستقوم بالتحقيق في تلك المزاعم رسميا، وقال المتحدث باسم الحكومة جابرييل أتال، في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" أمس الخميس، إن الرئيس إيمانويل ماكرون يتعامل مع الأمر "بجدية بالغة".
وذكر مصدر مقرب من الرئاسة إن ماكرون رأس اجتماعا خاصا لمجلس الدفاع والأمن القومي لبحث الأمر.
وقد تم تحديد ماكرون والعديد من أعضاء الحكومة الفرنسية كأهداف محتملة لهجمات التجسس عام 2019، بحسب ما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وبحسب ما ورد تم العثور على أحد أرقام الهواتف المحمولة لماكرون في قائمة لأهداف التجسس المحتملة.
وسارع قصر الإليزيه إلى الإشارة إلى أن إدراجه في القائمة لا يعني أن هاتف ماكرون قد تعرض للاختراق بالفعل. ومع ذلك، إذا كانت الحقائق المبلغ عنها صحيحة، فهي "بالطبع خطيرة للغاية".
وذكرت صحيفة لوموند أيضا أن قائمة الأهداف المحتملة ضمت أيضا حوالي 30 صحفيا ورئيسا لمؤسسات إعلامية في فرنسا.
من جانبها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى ضرورة الحد من بيع برامج التجسس للدول التي لا توجد فيها رقابة.
وقالت المستشارة في المؤتمر الصحفي الصيفي السنوي لها: "من المهم ألا تقع البرمجيات المصممة لحالات معينة في الأيدي الخطأ... ولا ينبغي بيعها للبلدان التي قد لا تتوفر فيها مراقبة قضائية على مثل هذه الهجمات"، بحسب موقع "روسيا اليوم" الإخباري.
الإمارات والسعودية تنفيان
من جانبها نفت دولة الإمارات المزاعم بشأن التجسس على صحفيين وأفراد باستخدام برنامج بيجاسوس، وأكدت أنها ليس لها أساس وهي كاذبة بشكل قاطع.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها، إن "المزاعم التي وردت في التقارير الصحفية الأخيرة التي تدعي أن الإمارات من بين عدد من الدول المتهمين بمراقبة استهداف الصحفيين والأفراد ليس لها أساس من الأدلة وكاذبة بشكل قاطع.
كما نفت السلطات السعودية الأربعاء الماضي استخدام جهة في المملكة برنامج تجسس باعته شركة إسرائيلية لمتابعة الاتصالات.
ونفي مصدر سعودي مسؤول في بيان له الأربعاء الماضي "المزاعم الواردة في بعض التقارير الصحفية المدعية استخدام جهة في المملكة برنامج لمتابعة الاتصالات"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس".
"بيجاسوس"
تثير مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية ضجة حول العالم حالياً، وسط مزاعم عن بيعها برنامج تجسّس أسيء استخدامه، فيما تنفي الشركة رسمياً دورها بأي انتهاكات.
وقال المتحدث باسم المجموعة: "في ضوء الحملة الإعلامية التي تم التخطيط لها وتنظيمها بشكل جيد مؤخرا بقيادة منظمة "Forbidden Stories" وبدفع من مجموعات المصالح الخاصة، وبسبب التجاهل التام للحقائق، تعلن NSO أنها لن تستجيب بعد الآن لاستفسارات وسائل الإعلام حول هذا الموضوع".
وتابع المتحدث قائلا: "القائمة ليست قائمة بأهداف أو أهداف محتملة لبيجاسوس.. الأرقام الواردة في القائمة لا تتعلق بمجموعة NSO.. أي ادعاء بأن اسما في القائمة مرتبط بالضرورة بهدف Pegasus أو هدف Pegasus المحتمل هو ادعاء خاطئ وخطأ".
وتابعت "إن NSO ID شركة تكنولوجيا. نحن لا نقوم بتشغيل النظام، ولا يمكننا الوصول إلى بيانات عملائنا.. ستحقق NSO بدقة في أي دليل موثوق على إساءة استخدام تقنياتها، كما فعلنا دائما، وستغلق النظام عند الضرورة".
من جانبه أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، أمس الخميس، أن "مؤسسة الدفاع الإسرائيلية تدرس حالياً ملف مجموعة "إن إس أو" المطوّرة لبرنامج بيجاسوس التجسسي".
وقال الوزير إن وزارة الدفاع الإسرائيلية لا تمنح تراخيص تصدير منتجات إلكترونية إلا "لأغراض أمنية، أو لمنع الجريمة فقط".
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMTk3IA== جزيرة ام اند امز