منظمة دولية: الجزائر أفشلت كل محاولات داعش لاختراقها
تقرير لمنظمة مجموعة الأزمات الدولية يقول إن الأجهزة العسكرية والأمنية في الجزائر تمكنت من إجهاض محاولات اختراق داعش لحدودها
ذكر تقرير لمنظمة "مجموعة الأزمات الدولية" أن الأجهزة العسكرية والأمنية في الجزائر تمكنت من إجهاض كل محاولات تنظيم داعش الإرهابي لاختراق حدودها خاصة الشرقية منها.
وفي تقريرها المفصل عن تحركات التنظيم الإرهابي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أشار التقرير إلى أن نجاح الجزائر في هزيمة تنظيم داعش" يعود إلى استراتيجية عسكرية وأمنية داخلية وخارجية".
داخليا، أشار تقرير المنظمة الدولية غير الحكومية إلى "مسارعة الجزائر إلى اعتماد نظام إنذار مبكر لرصد حركة المقاتلين الجزائريين في صفوف هذا التنظيم على قلة عددهم".
أما مواجهة التنظيم قبل الوصول إلى حدودها، فذكر التقرير "أن اهتمام الجزائر منصب وبتركيز كبير على عودة مقاتلي التنظيم الإرهابي إلى تونس التي تقع ضمن العمق الأمني والاستراتيجي للجزائر".
ويتأكد ذلك من خلال التعاون الأمني والعسكري المكثف بين الجزائر وتونس لمكافحة الإرهاب الموقع في 2015، حث ساهمت في رصد تحركات الإرهابيين على حدودهما المشتركة وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية عن الإرهابيين العائدين من صفوف التنظيم الإرهابي، وتجارة الأسلحة والجريمة العابرة للحدود.
التقرير عزا أيضا تقلص عدد الجزائريين المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي إلى عاملين أساسيين، حيث تمثل الأول في "تجربة الجزائر الرائدة في مكافحة الإرهاب على صعيد تفكيك الخلايا النائمة ورصد أي تحرك لهذه الخلايا باتجاه استقطاب أو تجنيد الشباب، ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي" التي يقول التقرير الدولي إن "الأجهزة الأمنية الجزائرية انتبهت إلى دور هذه المواقع الفاعل في عمليات التجنيد".
في حين يعود العامل الثاني بحسب تقرير مجموعة الأزمات إلى "بالتحفيز المبكر للجزائر في مجال مراقبة المساجد والمؤسسات الدينية، حيث عملت منذ فترة التسعينيات مع تنامي نشاطات الجماعات المتشددة والمتطرفة في البلاد، على تأميم مختلف المؤسسات الدينية ومنع نشاطات الأئمة المتشددين، وتحصين المساجد الجزائرية من أي اختراق للأفكار المتطرفة".
تقرير مجموعة الأزمات الدولية يأتي بعد شهرين من تحذيرات أطلقها قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، مما سماها "النوايا غير البريئة التي تستهدف الجزائر وجيشها"، وأن مصدرها "أطراف خارج حدود الجزائر تستهدف زعزعة استقرار الجزائر وجيشها".
كما حذر من "التحديات التي تتكاثر قرب حدود الجزائر المديدة، وتتجدد بأثواب مختلفة وبأساليب عديدة ونوايا غير مأمونة في أبعادها وليست بريئة تماماً من حيث الخلفيات".
وهي التصريحات التي ترجمها الخبراء الأمنيون أنها اعتراف بوجود محاولات "للزج بالجزائر في مستنقع داعش، لكن ما حدث هو العكس"، رغم تأكيدهم أن خطر هذا التنظيم يبقى قائما.
في سياق آخر، حذرت الخارجية الجزائرية مما أسمتها "مخاطر التحولات الإقليمية المتسارعة على حدودها"، داعية إلى "التعبئة الشاملة والانخراط في مبادرة وطنية من أجل صيانة الأمانة والمحافظة على استقلال وسيادة ووحدة البلاد".
وقال مستشار وزير الخارجية الجزائري، مصطفى بوطورة، في ندوة عقدت بمقر الخارجية الجزائرية "إن الوضع المضطرب على حدود البلاد يستدعي اليقظة العالية لإجهاض مخططات المساس بالأمن والاستقرار".
الخبير الأمني الجزائري، معمر بن جانة، اعتبر في حديث مع بوابة العين الإخبارية أن تقرير المنظمة الدولية "ارتكز على أسباب موضوعية وواقعية، خاصة وأن الجزائر هي أول بلد واجه الإرهاب الذي يستهدف مقومات الدولة والأبرياء قبل أن يعترف العالم بوجود هذه الظاهرة".
وأضاف أن "تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب قديمة ومتواصلة ومتجددة، وتعتمد على الاستمرارية الزمانية والمكانية، والتجديد ساهم بشكل كبير في إفشالها مخططات لتنظيم داعش الإرهابي لاختراق الحدود، ويعود ذلك بالأساس إلى بنك المعلومات الذي أصبحت تعتمد عليه الجزائر، والذي مكنها من تتبع والقضاء أو القبض على أفراد هذا التنظيم وبقية التنظيمات المتطرفة".
كما رأى الخبير الأمني "أن فشل داعش يعود أيضا إلى العملية العسكرية والأمنية الواسعة المستمرة منذ فترة طويلة والتي تبدأ من الحدود إلى مختلف المناطق التي يتواجد بها الإرهابيون، في مقابل حملة أمنية موازية إلكترونية وهو السلاح القوي لهذا التنظيم، إضافة إلى ارتكاز الخطة الأمنية على شبكات الدعم والإسناد التي مكنت التحقيقات مع أفرادها من كشف مخططات داعش وطرقه الملتوية والمتجددة في اختراق حدود الجزائر البرية والجوية والإلكترونية".
يذكر أن الجيش الجزائري يقود حملة عسكرية واسعة منذ أكثر من شهر ضد معاقل التنظيمات الإرهابية في وسط وشرق وجنوب البلاد، حيث مكنت العمليات من القضاء على عشرة إرهابيين على الأقل، وحجز كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة.