خبير عسكري يكشف لـ"العين الإخبارية" أسلحة الجزائر بمواجهة الإرهاب
توقع خبير عسكري، وهو عقيد متقاعد بالجيش الجزائري، أن تكون مواجهة الجزائر لخطر الإرهاب على الحدود بتكثيف التنسيق الأمني مع دول الجوار.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية" رجح بن عمر بن جانة الخبير المختص في الشؤون الأمنية والإرهاب، أن تكون مواجهة الجزائر لتمدد الخطر الإرهابي على حدودها بتكثيف التنسيق الأمني والمخابراتي مع دول الجوار التي تعاني من ظاهرة الإرهاب، وكذا مساعدتها للقضاء عليه.
- جيش الجزائر يحذر من إرهاب الحدود و"الحملات المسعورة"
- مقتل 3 عسكريين جزائريين في اشتباك مع إرهابيين على الحدود مع مالي
واستبعد بن جانة في المقابل أن تتجه الجزائر لإخراج جيشها خارج الحدود لمواجهة خطر تمدد الجماعات الإرهابية خصوصاً عبر الحدود مع دولتي مالي والنيجر.
الخبير العسكري الجزائري تحدث أيضا عن أهمية ودلالات العمليات العسكرية النوعية للجيش الجزائري مؤخرا والتي أسقطت رؤوساً إرهابية خطرة، وكذا عن مختلف أسلحة الجزائر لمواجهة تعدد الظاهرة الإرهابية بين فلول الجماعات الإرهابية وحركة "رشاد" الإخوانية، وتحولها أيضا إلى خطر داهم على مختلف حدود البلاد، خصوصاً من جهات مالي والنيجر وليبيا.. وإلى نص المقابلة
ما هي أوراق الجزائر في مواجهة الإرهاب الممتد على حدودها الجنوبية والشرقية؟
للجزائر حلول معنية، ولها تكتيكها في مواجهة خطر الإرهاب في محيطها الأمني، وسوف تكون المناداة بالتنسيق الأمني هي الأساس، وهي القوة الوحيدة التي بإمكان الجزائر أن تصد بها هذا الخطر الإرهابي في حال ما إذا حاولت استهداف الجزائر.
وبالتالي فإن التنسيق مع القوات الأمنية والعسكرية للدول المجاورة مباشرة للجزائر تساعد في دحر الإرهاب والضغط على الجماعات الإرهابية، ومعظم الدول المجاورة تتوافق مع الجزائر في تنسيق أمني محكم يحد من حركية الإرهاب ومن محاولات اختراق الحدود.
وللجزائر القدرة على مساعدة دول الجوار التي تشكوا من ظاهرة الإرهاب في القضاء على بؤر الإرهاب، وأعتقد بأن هذا هو الحل الوحيد لمكافحة الإرهاب خارج الوطن.
وهل تعني بالتنسيق مع دول الجوار إرسال قوات خارج الحدود أم تنسيقا استخباراتيا؟
أعتقد لحد الآن الجزائر لم تتخذ قرار الخروج بجنودها خارج الحدود، لأن ليس هناك ضرورة قصوى تحتم على الجزائر الدفع بأبنائها خارج البلاد".
قد يأتي ذلك اليوم حينما تكون هناك مؤامرات وعمليات خطرة تستهدف الجزائر، وفي هذا الظرف يمكن إقحام الجزائر خارج الحدود".
وبما أن الجزائر متحكمة ومسيطرة على حدودها أعتقد أنها لن تدفع بجيشها خارج الوطن.
كيف تنظرون إلى سقوط رؤوس إرهابية كبيرة في الجزائر مؤخرا.. سيما عملية سكيكدة؟
تواجد تلك المجموعة الإرهابية في تلك المنطقة بالتحديد (سكيكدة) يعود بالدرجة الأولى إلى التضاريس الطبيعية، وهي منطقة جبلية شديدة الصعوبة لكونها منطقة غابية أيضا، وساهمت في حماية الإرهابيين.
كما أن تلك الجماعة الإرهابية هي من آخر الجماعات الإرهابية التي باتت تنشط في الجزائر منذ التسعينيات، ووفق اعترافاتهم فقد تنقلوا بين عدة مناطق، وحتى وإن بقيت بعض المجموعات الصغيرة فإن الأمور تتجه نحو القضاء عليهم بصفة نهائية.
وعملية سكيكدة العسكرية أكدت بأن هذه المجموعات الإرهابية أصبحت منبوذة شعبياً ولم يعد لها حاضنة اجتماعية كما كان في السابق، وهي اليوم متشردة من منطقة لأخرى، وملاحقة ومتابعة من القوات المسلحة الجزائرية، وحتى من الناحية الشعبية.
الشعب الجزائري أصبح شريكاً في الحرب على الإرهاب، وبات يبلغ عن الإرهابيين، وساهم في وقف الدعم الذي كانت تتلقاه الجماعات الإرهابية، وأصبحت الأخيرة بدون حاضنة اجتماعية وبدون غطاء، وباتت مكشوفة، وبالتالي يسهل القضاء عليها وملاحقتها.
ولاحظنا أنه كلما حاولت تلك الجماعات الإرهابية القيام بعمليات إرهابية أو التحرك من مناطقها إلا ويتم كشفهم وتتم ملاحقتهم.
في اعتقادي فإن هذه الجماعات الإرهابية تعيش آخر أيامها، على الرغم من وجود عناصر للأسف ضعيفة الإيمان وهاربة خارج البلاد، لأن خطابها هو خطاب خونة تحاول توظيف ذلك الخطاب للمساس بأمن الجزائر.
وكيف يوازن الجيش الجزائري في حربه على الإرهاب بين إرهاب الداخل من فلول الإرهاب وبين الخطر القادم من الحدود؟
قضية إرهاب الخارج (رشاد) للجزائر وسائلها مثل بقية الدول، أبرزها السلاح الدبلوماسي عبر السفارات والقنصليات.
في اعتقادي يمكن محاصرة واحتواء هؤلاء الخونة وضعفاء العقول المتواجدين بالخارج عبر التحركات الدبلوماسية خاصة عندما تكون أدلة دامغة تثبت تورطهم في عمليات إرهابية وإجرامية وصلاتهم بمنظمات إرهابية، مثل حرائق الغابات (صائفة 2021).
وحتى الاعترافات الأخيرة للإرهابيين الموقوفين في عملية سكيكدة العسكرية أثبتت علاقة "رشاد" بتنظيم القاعدة الإرهابي، وكل هذه الاعترافات والأدلة تكون سندا قوياً لسفارات وقنصليات الجزائر في الخارج.
خاصة وأن كل دول العالم مجبرة ويجب عليها محاربة الإرهاب، ولا يمكن لأي دولة أن تغطي على مجموعة إرهابية أو على عناصر إرهابية تقوم بالتخريب والإجرام، لأن الأمر مرتبط بكفاح دولي وحرب عالمية على الإرهاب.
ويمكن تعزيز ذلك من خلال تفعيل الاتفاقيات القضائية التي وقعتها الجزائر مع عدة دول، وكذا اللجوء للقضاء الدولي، وكذا تبادل المعلومات في المجالات القضائية والاستخباراتية والأمنية والعسكرية بين الجزائر وكثير من الدول.
وهي كلها وسائل وأشكال يمكن للجزائر اللجوء إليها في خارج حدودها لضرب واحتواء هذه المجموعات الإرهابية التي تنشط في الخارج، ومع ذلك هناك دول من بينها بريطانيا (مقر حركة رشاد الإخوانية) إذ توجد صعوبة في التعامل القضائي معها.
يشار إلى أن الجيش الجزائري دق ناقوس الخطر من خطر الإرهاب الذي بات على حدود البلاد ومن تداعيات التطورات الدولية.
والسبت الماضي، كشف الفريق السعيد شنقريحة قائد أركان الجيش الجزائري عن جملة التحديات والمخاطر التي باتت تواجه الجزائر أمنياً، كان من بينها "تمدد الظاهرة الإرهابية بجوار الجزائر الإقليمي".
وفي كلمة له من منطقة برج باجي مختار الحدودية مع دولة مالي، قال الفريق شنقريحة إنه "في ظل التحديات الأمنية الكبرى التي أفرزتها الأوضاع الجيوسياسية الدولية والإقليمية المستجدة، وفي عز الأزمات التي تعصف بمنطقتنا وما تشهده من هشاشة أمنية مزمنة، لاسيما مع تمدد الظاهرة الإرهابية بجوارنا الإقليمي المباشر وانتشار الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فإن بلادنا اليوم، في حاجة أكثر من أي وقت مضى، لتوحيد جهود كافة أبنائها المخلصين، لإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات ودسائس تستهدف وحدتنا الترابية والشعبية".