جيش الجزائر يحذر من إرهاب الحدود و"الحملات المسعورة"
ناقوس خطر دقه الجيش الجزائري، السبت، من خطر الإرهاب الذي بات على حدود البلاد ومن تداعيات التطورات الدولية.
جاء ذلك خلال كلمة لقائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة خلال زيارة عمل وتفتيش إلى القطاع العملياتي (العسكري) بالناحية العسكرية السادسة في محافظة برج باجي مختار الواقعة على الحدود مع دولة مالي.
- مقتل 3 عسكريين جزائريين في اشتباك مع إرهابيين على الحدود مع مالي
- الجيش الجزائري يقضي على "آخر " مجموعة إرهابية شمالي البلاد
قائد الجيش الجزائري حذر أيضا مما أسماها "المؤامرات والدسائس التي تستهدف وحدة الجزائر الترابية والشعبية"، و"توعدها بالفشل".
وأوضح الفريق شنقريحة في تحذيراته بالقول: "إنه وفي ظل التحديات الأمنية الكبرى التي أفرزتها الأوضاع الجيوسياسية الدولية والإقليمية المستجدة، وفي عز الأزمات التي تعصف بمنطقتنا وما تشهده من هشاشة أمنية مزمنة، لا سيما مع تمدد الظاهرة الإرهابية بجوارنا الإقليمي المباشر وانتشار الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فإن بلادنا اليوم، في حاجة أكثر من أي وقت مضى، لتوحيد جهود كافة أبنائها المخلصين، لإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات ودسائس تستهدف وحدتنا الترابية والشعبية".
مخاطر وتحديات شدد المسؤول العسكري الجزائري على مواجهتها بعدة أسلحة، وأوضح ذلك عندما قال: "جهود قوامها الوحدة والانسجام والتلاحم، بين مختلف شرائح أبناء الشعب الجزائري".
تحذير لإرهاب الإخوان
كما عاد الفريق السعيد شنقريحة إلى ما وصفها بـ"الحملات المسعورة" التي تستهدف الجزائر، دون أن يكشف عن طبيعة الجهات التي تقف وراءها، لكن متابعين أكدوا أن المقصود هي حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية التي ضاعفت من حملاتها الشرسة ضد الجزائر بعد اعتقال عدد من عناصرهاالسوداء داخل وخارج البلاد.
وأشار إلى "أن المشهد واضح كل الوضوح، لأن المتمعن في الحملات المسعورة التي تتعرض لها بلادنا في الآونة الأخيرة، لا يحتاج لتفكير طويل وتحليل عميق، حتى يُدرك خبث نواياها ودناءة أهدافها وخساسة مروجيها، الذين خانوا وطنهم وباعوا ضمائرهم وشرفهم".
وشدد على أنه "في الوقت الذي تحتاج الجزائر لتعزيز وحدتها الوطنية، والتفاف كل القوى الحية حول المصلحة العليا للوطن، تحاول هذه الأطراف المأجورة، وعن قصد، زرع بذور التفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، وبين الشعب وجيشه، وهي أوهام وتخيلات لن تتحقق أبدا على أرض الشهداء، لأن منبت الشعب الجزائري وجيشه طيب ومعدنهما أصيل، لا غاية لهما سوى مصلحة الوطن ومستقبل أبنائه".
تهديد إرهابي
تحذير قائد أركان الجيش الجزائري من تمدد الخطر الإرهابي على حدود البلاد ورسائله التحذيرية التي جاءت من حدود مالي، تأتي عقب استشهاد 3 جنود جزائريين نهاية الشهر الماضي إثر اشتباك مسلح مع مجموعة إرهابية على الحدود مع دولة مالي.
وذكرت حينها وزارة الدفاع الجزائرية في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، وعلى إثر اشتباك مع مجموعة إرهابية على الشريط الحدودي بمنطقة تيمياوين بالقطاع العملياتي برج باجي مختار بإقليم الناحية العسكرية السادسة، استشهد اليوم الأحد 03 عسكريين".
رشاد والقاعدة.. وجهان لإرهاب واحد
كما جاءت تصريحات الفريق السعيد شنقريحة عقب الضربات الأمنية والعسكرية النوعية التي وجهتها الأجهزة الأمنية الجزائرية في الأسابيع الأخيرة لكل من تنظيم "القاعدة" الإرهابي وحركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية.
واعترف الإرهابي الموقوف في عملية سكيكدة العسكرية الشهر الماضي، المدعو أسامة أبوسفيان النيغاسي، بحقائق خطيرة تتعلق بنشاطاته منذ التحاقه بالجماعات الإرهابية، وكذا عن علاقة "رشاد" و"القاعدة"، إذ أكد أن "الأولى جزء لا يتجزأ من الثانية"، وكشف عن علاقة زعيم "رشاد" المدعو محمد العربي زيتوت بقيادات التنظيم الإرهابي "القاعدة ببلاد المغرب".
وكشف أمير الجماعة الإرهابية المقبوض عليه في عملية سكيكدة مؤخرا أسامة أبوسفيان النيغاسي عن أن أمير ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أبوعبيدة يوسف العنابي في تواصل مع حركة "رشاد" عموماً والإخواني العربي زيتوت على وجه الخصوص.
وفي اعترافات بثها التلفزيون الجزائري مطلع الشهر الحالي، كشف الإرهابي أن "العنابي كان على تواصل سري مع الإخواني زيتوت وعن طريق وسيط موثوق".
وكشف أيضا عن أن الإرهابي العنابي "أرسل له وإلى إرهابي آخر يدعى الشيخ نوح (قتل الشهر الماضي) وإلى الإرهابي عاصم مفتي الجماعة الإرهابية رسالة حول التعاون بين الطرفين".
ومما جاء في تلك الرسالة -بحسب اعترافات الإرهابي- أنها تضمنت "تطمين زيتوت بأنه لن يتم التواصل معه علنا حتى لا يتم إحراجه أمام البلد المقيم فيه، وأن التواصل آمن عن طريق وسيط ثقة".
وطلب الإرهابي العنابي من الإخواني زيتوت "التعاون والتعامل بالمقابل دعم رشاد لإسقاط النظام استغلالا للحراك الشعبي، وبناء على النقاط التي يتم التوافق عليها".