عاصم أبوحيان.. "مفتي القاعدة" بقبضة جيش الجزائر
اعتقل الجيش الجزائري "مفتي" فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في عملية عسكرية نوعية واستباقية شرقي البلاد.
"مفتى القاعدة" هو الإرهابي المدعو "لسلوس مداني" والمكنى "عاصم أبوحيان"، والذي التحق بالجماعات الإرهابية بداية من عام 1994.
- صيد ثمين بالمناطق الساحلية.. ضربة جزائرية قاصمة للإرهاب
- الجيش الجزائري يقضي على "آخر " مجموعة إرهابية شمالي البلاد
وجاء اعتقال أبوحيان عقب عملية عسكرية نوعية واستباقية شنها الجيش الجزائري على آخر معاقل فلول الجماعات الإرهابية بسواحل البلاد، وتحديدا في مرتفعات محافظة "سكيكدة" الواقعة شرقي الجزائر.
والخميس، ذكر بيان لوزارة الدفاع الجزائرية حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه "في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها وحدات قواتنا المسلحة في مجال مكافحة الإرهاب ومواصلة لعملية البحث والتمشيط بغابة واد الدوار قرب بلدية بني زيد دائرة القل بولاية سكيكدة بالناحية العسكرية الخامسة، ألقت مفارز (وحدات عسكرية) الجيش الوطني الشعبي، يوم 16 مارس/آذار، القبض على 7 إرهابيين وعثرت على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في العملية الأخيرة التي جرت في 19 فبراير/شباط الماضي".
وجرى خلال العملية مصادرة 8 بنادق رشاشة من نوع "كلاشنيكوف" وكميات معتبرة من الذخيرة وأغراض أخرى، وفق البيان.
وفي هذا التقرير، تستعرض "العين الإخبارية" بعض المعلومات المتوفرة عن "أقدم مفتٍ" للجماعات الإرهابية في الجزائر والذي وقع في قبضة الجيش.
"أمير سابق"
قليلة جدا هي المعلومات المتوفرة عن الإرهابي "لسلوس مداني"، لكن اسمه تردد كثيرا في مختلف وسائل الإعلام المحلية منذ تسعينيات القرن الماضي.
الإرهابي المدعو "مداني" بدأ نشاطه الإرهابي عام 1994 بمحافظة المدية الواقعة وسط البلاد، عندما التحق بصفوف "الجيش الإرهابي للإنقاذ" والذي كان الجناح العسكري لـ"الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة التي كانت "راعية للإرهاب" في الجزائر، وتسببت في مقتل نحو 250 ألف جزائري فيما عرف بـ"العشرية السوداء".
كما كان مداني "أميرا" لـ"الجماعة السنية للدعوة والقتال" منذ 1998، والتي دخلت في صراع دموي مع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، على من "يكون أكثر ولاء لتنظيم القاعدة" في الجزائر.
ونهاية 1998، تداول الإعلام الجزائري المحلي تسجيلا صوتياً للإرهابي لسلوس مداني "حذر فيه أتباع" الإرهابي عبدالمالك درودكال (أحد القادة المقتولين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب)، ووصفهم بـ"المأجورين الذين لا علاقة لهم بالقاعدة ويسعون لإفساد الجهاد"، ما أكد حالة الصراع بين الجماعات الإرهابية خلال تلك الحقبة.
"والجماعة السنية للدعوة والقتال" تنظيم إرهابي منشق عن "الجبهة الإرهابية للإنقاذ"، ركز عملياته الإرهابية ضد عناصر الجيش والأمن في وسط الجزائر.
وكانت الجماعة تضم في صفوفها نحو 50 إرهابياً، حيث انتهجت تكتيكاً إرهابياً مختلفاً اعتمد على توزيع عناصرها في جماعات صغيرة تتحرك في عدة محاور وغابات وسط الجزائر، وتحديدا في محافظات المدية وتيبازة وعين الدفلى وتيسمسيلت.
ولم يبدأ الصراع بين التنظيمين الإرهابييْن "الجماعة السنية للدعوة والقتال" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلا بعد تولي الإرهابي عبد المالك درودكال قيادة التنظيم الأخير، والذي تأسس على يد الإرهابي حسان حطاب الذي سلم نفسه للسلطات الجزائرية عام 2007.
فيما ذكرت وسائل إعلام جزائرية أخرى في وقت سابق، أن الإرهابيين حسان حطاب ولسلوس مداني كانا "رفيقي سلاح" منذ التحاقهما بالعمل الإرهابي، فيما تباينت الروايات حول ما إذا كان "لسلوس مداني" انشق عن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أم أسس تنظيمه الإرهابي منشقاً عن "الجبهة الإرهابية للإنقاذ".
ومع اشتداد الضربات العسكرية للجيش الجزائري على معاقل الإرهابيين وسط البلاد منذ مطلع الألفية الحالية، تمكن الإرهابي المكنى "عاصم أبوحيان" من الفرار مع عدد من عناصره إلى شرقي البلاد، وهناك تشكلت جماعة إرهابية جديدة كان فيها "أبوحيان" مفتي فلول الجماعات الإرهابية بصفته "رئيس اللجنة الشرعية".
غير أن البيان الأخير لوزارة الدفاع الجزائرية ألمح إلى انتقال "فكر" الإرهابي لسلوس مداني من استهداف العسكريين والأمنيين إلى استهداف المدنيين بعد سنوات من "معارضته" استهداف تنظيم الإرهابي درودكال للمدنيين العزل وسط البلاد.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg
جزيرة ام اند امز