الجزائر تخطط لمراقبة الكتب الدينية "لتأمين البلاد ثقافيا وفكريا"

وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، يعلن إنشاء لجان متخصصة لتنقية الكتب المستوردة حتى لا تشوش على الثقافة الوطنية والدينية.

كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، عن قرب إنشاء لجان متخصصة لتنقية قوائم الكتب المستوردة من العناوين التي تشوش على الثقافة الوطنية وتهدم المرجعية الدينية الإسلامية.

وأوضح عيسى، في تصريح له على هامش اختتام الصالون الدولي للكتاب، السبت، أن الحكومة وافقت على 3 مشاريع مراسيم تنفيذية لإنشاء لجان متخصصة على مستوى وزارات الثقافة والشؤون الدينية والأوقاف والتربية الوطنية؛ لتأطير إنتاج واستيراد وتسويق الكتب.

وأبرز الوزير، الذي يخوض حرباً ضد ما يسميه "مذاهب وطوائف دخيلة على المجتمع الجزائري"، أن هذه اللجان المتخصصة ستكون مهمتها "تنقية قوائم الكتب كي لا تتسبب في التشويش على الثقافة الوطنية وكذا تأمين الجزائر ثقافياً وفكرياً".

وأشار عيسى إلى أن "عملاً مماثلاً قامت به اللجنة الوطنية للصالون الدولي للكتاب، والتي تضم ممثلين لعدة قطاعات وزارية بينها الشؤون الدينية والأوقاف، تجاه بعض كتب التراث التي لا تتوافق مع المرجعية الدينية الوطنية، إلى جانب بعض الكتابات الداعية إلى العنف والفوضى والتمزيق الاجتماعي".

وأضاف عيسى أن الجزائر "تتحفظ على دخول بعض الكتب الدينية التي تعمل على نشر أفكار نحل وطوائف دينية بهدف خلق جماعات وتكتلات تخالف مرجعية المجتمع الجزائري لخدمة أجندات أجنبية".

وبحسب عيسى، فإن الجزائر ترفض بالمطلق "أن تكون ميداناً لحرب طائفية.. فهي متمسكة بالمرجعية الدينية الوطنية ممثلة في علماء الجزائر الذين أسهموا عبر التاريخ في الحضارة الإسلامية".

وباتت السلطات الجزائرية تبدي قلقاً بالغاً حيال ظهور جماعات تعتنق مذاهب دينية تعتبرها دخيلة على البلاد التي تتبنى رسمياً المرجعية المالكية في تفسير تعاليم الإسلام.

وأصبح مسؤولون سامون في الدولة، على غير المعتاد، يصرحون علناً بمخاوفهم من انتشار أفكار تدعو للتشيع أو اعتناق "القاديانية" أو اتباع مذاهب متطرفة.

وكان وزير الشؤون الدينية، في مايو الماضي، قد اتهم أطرافاً أجنبية لم يسمها، بتقوية حركات التشيع في المناطق الواقعة في الحدود الشرقية والغربية بالجزائر، وهو أول اعتراف رسمي بوجود هذا النوع من النشاط الذي ظل محل جدل على مستوى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.