"جائزة كوفيد".. تحفيز غريب على لقاح كورونا في الجزائر
قبل زمن كورونا، كانت مسابقات السحب على الجوائز في برامج تلفزيونية أو لشركات تستثمر بها للتعريف بمنتجاتها وزيادة أرباحها.
لكن بعدما حل هذا الفيروس اللعين وطال بقاؤه، أصبح هذا النوع من المسابقات "طعماً" أو "فيروساً مضاداً لفيروس آخر"، كما هو الحال بإحدى مدن الجزائر الجنوبية.
- الجزائر تستنفر ضد "إرهاب كورونا" بتطعيم 3.5 مليون
- هاشتاق لإنقاذ الآلاف من كورونا في الجزائر.. "لا أستطيع التنفس"
اهتدت السلطات المحلية لولاية تمنراست الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري إلى حيلة غريبة لتحفيز مواطنيها على الإقبال بكثافة على لقاح كورونا.
مسابقة بعنوان "طمبولا كوفيد" أقرتها سلطات الولاية في 17 مركزاً بينها عيادات استشفائية بحسب بيان من الولاية حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، خصصت من خلالها جوائز للملقحين ضد فيروس كورونا.
ووصلت قيمة الجوائز المقدمة في عملية السحب بعد أن يتسلم المقبلون على التلقيح "تذكرة المسابقة" نحو 50 ألف دينار جزائري، أي ما يعادل نحو 370 دولاراً، وجوائز أخرى تمثلت في أدوات كهرومنزلية وحقائب مدرسية للأطفال.
و"طمبولا" هو اسم مسابقات سحب الجوائز اشتهرت بها وسائل الإعلام المحلية في الجزائر من تلفزيونات وصحف، وكان التلفزيون الجزائري أول من أدخل هذا المصطلح وفكرته منذ تسعينيات القرن الماضي، خصوصاً خلال شهر رمضان فيما كان يعرف بـ"طومبولا رمضان"، وامتدت هذه الظاهرة إلى الشركات الخاصة التي تقدم جوائز قيمة مقابل شراء كميات من منتجاتها.
وتباينت ردود فعل الجزائريين وخاصة سكان محافظة تمنراست إزاء فكرة سلطات المدينة لتحفيز المواطنين على التلقيح ضد فيروس كورونا، بين من "استهزأ بها" ومن اعتبرها "فكرة ذكية" قد تسهم في زيادة عدد الملقحين.
ومنذ الشهر الماضي، سرعت الجزائر من وتيرة التلقيح عبر جميع محافظاتها الـ58 بهدف الوصول إلى 60% من الملقحين في المجتمع الجزائري ضد فيروس كورونا، خصوصاً بعد انتشار سلالة "دلتا" بشكل رهيب في الجزائر عقب دخولها الموجة الثالثة.
وكشفت السلطات الجزائرية عن الحصيلة الأولية لإجمالي عدد الملقحين، وبلغ عددهم 3 ملايين و421 ألفاً و279 شخصاً تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا منذ اقتنائه وبداية منحه للجزائريين شهر يونيو/حزيران الماضي.
ومن أصل نحو 3.5 مليون جزائري، تلقى منهم 2 مليون و696 ألفاً و467 جزائري الجرعة الأولى من اللقاح، بينما بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية 724 ألفاً و812 شخصاً، فيما يفصل بين موعد الجرعتين شهر واحد.
وأشارت الحكومة الجزائرية إلى الارتفاع الكبير المسجل في الأيام الأخيرة لأعداد الملقحين، نتيجة إقبال الجزائريين على اللقاح، وبلغت ذروة التلقيح في 26 يوليو/تموز الحالي عندما وصل عدد الجزائريين الذين تلقوا جرعة لقاح كورونا 246 ألفاً و676 شخصاً.
كما كثفت الجزائر من اقتناء اللقاح المضاد ضد فيروس كورونا خصوصاً لقاح "سينوفاك" الصيني، وجلبت الأسبوع الماضي شحنة جديدة قدرت كميتها بـ8 ملايين جرعة، بينما تستعد لإنتاج اللقاح ذاته محلياً، الشهر المقبل، ولقاح "سبوتنيك" الروسي مع نهاية العام الحالي.
وقررت السلطات الجزائرية مؤخراً للمرة الأولى "إلزامية اللقاح" على العاملين في قطاعي التعليم والجامعات من موظفين وطلبة وأساتذة، مع تأجيل الدخول المدرسي إلى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، لضمان تعميم التلقيح ضد فيروس كورونا في الوسطين التربوي والجامعي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز