انتخابات الجزائر.. تنافس حزبي شديد والحكومة تسخر كل إمكانيتها
الكاتب الصحفي الجزائري محفوظ شخمان يرصد لـ"العين" الأوضاع قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في مايو/أيار المقبل.
قال الكاتب الصحفي الجزائري محفوظ شخمان إن المنافسة تشتد في الجزائر قبل الانتخابات البرلمانية في 4 مايو/أيار المقبل، لتجديد أعضاء البرلمان المنتهية ولايته، مع عكف الدولة بشكل كبير على توعية الشعب الجزائري بأهمية وضرورة المشاركة في الاقتراع، حتى لجأت لخطب يوم الجمعة بالمساجد.
وأضاف شخمان، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن الحكومة الجزائرية سخرت جميع الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذا المشهد السياسي، كما رحبت كل الأحزاب المتنافسة بالخطوات التي قامت بها الدولة، ومن ضمنها تعين الهيئة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، وأيضا دعوة المراقبين الدوليين لمتابعة سير الانتخابات في الجزائر.
وأوضح أن أعضاء الأحزاب المترشحين شرعوا في حملاتهم الانتخابية مباشرة بعد الانطلاق الفعلي للانتخابات، حيث يجوبون الأسواق والساحات العمومية وقاعات الرياضة لتعريف المواطنين بمشاريعهم وآفاقهم الحزبية في خدمة الوطن والمواطن، مشيرا إلى أن بعض الحملات الانتخابية لبعض الأحزاب لاقت مشاكل كثيرة أهمها الاعتراض على إلقاء الخطب في قاعات المحاضرات أو في المراكز الثقافية، وبعضهم اعترض على رؤساء القوائم.
ولفت شخمان إلى أن أحد المشاكل التي تسبب أزمة للأحزاب والدولة على حد سواء، هي عزوف الكثير من الناس عن مواكبة التطورات الحزبية ونشاطاتهم في مجال المنافسة الانتخابية بغية الوصول إلى قبة البرلمان، ولذلك استعانت الدولة بخطباء المساجد وشيوخ الزوايا لتوعية الناس بأهمية المشاركة في الانتخابات من أجل حماية الدولة من كل التهديدات، وكذا قطع الطريق أمام المتآمرين والمشككين في قدرة الدولة على الصمود.
وأشار شخمان إلى أن كلمة الخطباء ليوم الجمعة الماضي، أجمعت على ضرورة المشاركة في الحملة الانتخابية بصورة قوية من أجل قطع دابر الفتنة وتجار الفساد الذين يتربصون بالجزائر من أجل إيقاعها في مستنقع الحروب والنزاعات، لكن عند مساءلة الشعب عن الانتخابات وموقفه منها لايزال كثير منهم يبدي استياءه وتذمره من الانتخابات أو من المترشحين، خاصة أن كثيرا من الأحزاب كانت تكتسح مقاعد البرلمان في العهود السابقة ولكنها لم تأت بالجديد للمواطن.
وأكد الكاتب الجزائري أن "هذا ما جعل الشعب يزهد فيها لأنه متيقن بأن دار لقمان ستبقى على حالها"، إلا أنه أشار إلى أن بعض الأحزاب حرصت على ضم الشباب المثقف والمتعلم لقوائمها وهو ما جعل هذه الوجوه الجديدة المرشحة تسعى لكسب قلوب المنتخبين من خلال الشروحات التي يقدمونها لبرامجهم ويحاولون أن يجعلوها واقعية.
وقال شخمان إن المنافسة الانتخابية اشتدت في الأيام الأخيرة بين المرشحين من مختلف الأحزاب ما أدى إلى نشوب تنابز ورشق بالتهم المتبادلة، "بل ووصل الأمر إلى حرق بعض القسمات التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني في بعض الولايات وأيضا اتهام الأمين العام لنفس الحزب، ونشوب فوضى وتشابك بالأيدي لدى بعض المرشحين في بعض الأحزاب بسبب عدم التفاهم على المرشحين ومن يكون على رأس القائمة، لأن كل مترشح يحاول أن يبين أن برنامج حزبه هو الأمثل والأصلح".
وأردف شخمان قائلا إنه "حسب سبر للآراء مع بعض المواطنين فإن حزب التجمع الوطني الديمقراطي سيكون الفائز بأغلبية نسبية، ويرجع ذلك إلى قوائمه التي تزخر بإطارات شابة ومثقفة على غرار قائمة ولاية البليدة الواقعة جنوب غرب العاصمة".
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA= جزيرة ام اند امز