معهد أمريكي: حظوظ محدودة للأحزاب الإسلامية بانتخابات الجزائر
معهد "كارينجي" الأمريكي قال إن حظوظ الأحزاب الإسلامية في الانتخابات النيابية بالجزائر تبقى محدودة عكس ما حدث في تونس والمغرب.
في وقت الذي قررت فيه الأحزاب الإسلامية الجزائرية اتخاذ مواقع لها في الخارطة السياسية الجزائرية سواء بالاندماج أو بالتحالف أو الدخول بقوائم موحدة في سابقة هي الأولى من نوعها، ذكر معهد "كارينجي" الأمريكي، أن حظوظ هذه الأحزاب في الانتخابات النيابية المقررة في الرابع من مايو/آيار المقبل "تبقى محدودة عكس ما حدث في تونس والمغرب".
وفي آخر تقرير له عن الأحزاب الإسلامية في الجزائر قبيل الانتخابات، أشار تقرير المعهد الأمريكي، إلى أن "التحالفات الإسلامية الجديدة ترغب في استقطاب قاعدة انتخابية غير مستغلة تتعلق بالجبهة الإسلامية للإنقاذ، المحظورة في الجزائر، لكن من دون جدوى".
التقرير الأمريكي الذي أبدى اهتماماً بموقع الإسلاميين في الخارطة السياسية الجزائرية، عللّ توقعاته إلى أن "الإسلاميين منقسمون أكثر من أي وقت مضى، والدليل على ذلك أنهم مشتتون بين أحزاب وتيارات غير رسمية، تتصارع فيما بينها بنزاعات دينية وحب للزعامة"، وهي العوامل التي يرى التقرير أنها "أدت إلى خسارة مصداقيتها في عيون الجزائريين وتبقى بذلك على هامش السياسة ومنعزلة عن الواقع".
وأشار تقرير "كارينجي" إلى سعي هذه الأحزاب إلى "انتزاع حضور لها قبيل الانتخابات البرلمانية من خلال فكرة التحالفات والدخول بقوائم موحدة، وكذا من خلال إعادة النظر في النقاشات الجوهرية حول مشاركتهم في المنظومة السياسية من عدمها".
انتخابات 2017 مختلفة
وفي تعليقه على التقرير، قال أستاذ العلوم السياسية، أحمد ساسي، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية: "الإسلاميون كانوا يتوقعون فوزاً كاسحاً في آخر انتخابات برلمانية سنة 2012، محاولين الاستفادة من الربيع العربي، لكنهم تعرضوا لأكبر هزيمة لهم".
وأضاف: "انتخابات هذا العام تختلف عن سابقتها، نظراً لتزامنها مع ظروف اقتصادية صعبة جداً، وهو الرهان الذي يزيد من صعوبة اقناع الجزائريين، وكذا لبقاء الصورة النمطية عن الإسلاميين التي ارتبطت بالعشرية السوداء".
وعن التحالفات بين هذه الأحزاب، يرى ساسي "أنها تتعلق بمصلحة انتخابية وليست خياراً استراتيجياً، وهي محاولة منها لتفادي هزيمة مماثلة للعام 2012"، متوقعاً في الوقت ذاته "عدم استمرار هذه التحالفات بالنظر إلى صراع الزعامة الذي يغلب على هذه الأحزاب".
استنساخ تجارب عربية
أما المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، عبد العالي رزاقي، فقال، لبوابة "العين" الإخبارية"، إن الأحزاب الاسلامية في الجزائر لا تزال تحاول استنساخ تجارب عربية، رغم أن وعاءها الانتخابي لا يتجاوز 25%"، لكنه أرجع تلك التحالفات إلى "خوفها من نسبة 4% التي أجبرتها على التكتل والاندماج والتي يفرضها قانون الانتخابات، وبالتالي فقد وجدت نفسها مجبرة على هذا النهج حتى تضمن بقائها في المشهد السياسي".
وعن توقعاته يقول رزاقي: "خطاب الأحزاب الإسلامية ترنح في الفترة الماضية ما بين مواجهة السلطة والمشاركة في انتخاباتها، وكذا الانقسام الواضح داخلها حول موقعها في المعارضة أو في السلطة، ومن هنا يجد الناخب الجزائري نفسه أمام خطاب متناقض وتكتلات ظرفية، وهو ما قد يزيد حالة العزوف أكثر منها من مقاطعة الإسلاميين".