فيضانات الجزائر تغرق أحياء سكنية بأكملها.. والرئيس يتدخل
مصالح الأرصاد الجوية تؤكد أن معظم الولايات تضررت بعد سقوط كثيف للأمطار بينها محافظات تبسة وأم البواقي وباتنة وميلة.
شهدت الجزائر، الثلاثاء، تقلبات جوية صاحبها هطول كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة، التي تحولت إلى فيضانات وسيول عارمة أغرقت أحياء سكنية بأكملها في العاصمة.
وتسببت الأمطار الغزيرة في معظم المناطق الشمالية من الجزائر في وفاة طفل يبلغ من العمر 8 أعوام بعد أن جرفته سيول الأمطار، ولم تتمكن فرق الحماية المدنية (الدفاع المدني) من إنقاذه في منطقة "تاسويت" التابعة لمحافظة ميلة الواقعة شرقي البلاد.
- فيضانات وسيول عارمة تغرق العاصمة الجزائرية
- فيضانات السودان الأسوأ منذ قرن.. مواقع أثرية مهددة بالغرق
وشهدت ولاية ميلة، الشهر الماضي، أكثر من 20 هزة أرضية وصلت شدة إحداها إلى 4.9 درجات على سلم ريختر، وزادت التقلبات الجوية الأخيرة من معاناة بعض أهالي المدينة الذين غادروا منازلهم خشية الزلازل إلى مخيمات مؤقتة بالمدينة.
ووجد المتضررون من الهزات الأرضية أنفسهم أمام كارثة جديدة بعد الرياح القوية والأمطار الغزيرة التي أغرقت مخيماتهم.
وتداول الجزائريون عبر منصات التواصل فيديوهات وصوراً لرياح عاتية وغير مسبوقة ضربت ولاية ميلة دقائق قبل هطول الأمطار، ما أثار حالة من الرعب والهلع وسط السكان.
وأكدت مصالح الأرصاد الجوية أن معظم الولايات تضررت بعد سقوط كثيف للأمطار لمدة "15 دقيقة فقط"، بينها محافظات تبسة وأم البواقي وباتنة وميلة وقسنطينة وجيجل وسكيكدة (شرق)، وكذا بومرداس والعاصمة والبليدة وتيبازة وتيزيوزو وبجاية والبويرة (وسط).
وشهدت جميع تلك المحافظات فيضانات وسيول وتسربات للمياه داخل منازل السكان، وانقطاعات متكررة في الكهرباء وشبكة الهاتف، مع غرق أحياء سكنية بأكملها.
وشهدت العاصمة، الثلاثاء، فيضانات عارمة اجتاحت عدة مناطق وأحياء شعبية بينها "الرويسو وحسين داي والقبة وباش جراح".
وسط شلل شبه تام في حركة المرور لأكثر من 8 ساعات نتيجة السيول التي اجتاحت أيضا أنفاق وطرقات الولاية، بما فيها الطريق السريع، فيما أغلقت السلطات المحلية عددا من الطرقات والشوارع.
وخلفت الأمطار الغزيرة والسيول أضراراً بالغة خصوصاً على السيارات التي جرفتها الفيضانات، لا سيما عند مجلس قضاء الجزائر، فيما توقفت حركة سير "ترامواي" العاصمة من جهة منطقة الرويسو.
وأرجع وزير الموارد المائية الجزائري أرزقي براقي أسباب الفيضانات خصوصاً بالعاصمة إلى "تهاطل الأمطار بشكل كثيف في ظرف قصير".
غير أن السلطات الجزائرية أرجعت ذلك إلى "انسداد البالوعات"، وأظهر التلفزيون الجزائري الحكومي عينات منها في العاصمة، واعتبرت أنها سبب الكارثة في معظم مناطق الجزائر.
وتسببت الفيضانات في تشققات كبيرة في عدد من طرقات العاصمة ومدن أخرى، ونشر رواد مواقع التواصل صوراً لتحول طرقات في الشوارع والمدن إلى "حفر كبيرة" نتيجة انجراف التربة.
فيما انتقد آخرون ما اعتبروه "غش المقاولين في إنجاز الطرقات ومختلف المشاريع"، وسط تأكيدات رسمية عن فتح تحقيقات مع رجال الأعمال والمقاولين الذي أشرفوا على تشييد الطرقات والعمارات في عدد من المحافظات.
تحقيق عاجل
وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، الجهات الأمنية بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الخسائر الكبيرة الناجمة عن هطول الأمطار.
وأصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً، أشارت فيه إلى أن رئيس الجمهورية كلف المديرية العامة للأمن الوطني (الشرطة) "بفتح تحقيق فوري حول أسباب ارتفاع منسوب المياه عبر عدد من الطرقات والأنفاق بشكل غير طبيعي جراء تساقط الأمطار".
يأتي ذلك، فيما حذرت مصالح الأرصاد الجوية منذ الأسبوع الماضي، من أمطار غزيرة قد تتسبب في حدوث فيضانات وسيول عارمة، وهي التحذيرات التي يقول جزائريون إن "السلطات المحلية لمختلف المحافظات لم تأخذها على محمل الجد، ولم تسارع لتنظيف البالوعات".
وتسببت السيول الجارفة والرياح العاتية أيضا في سقوط جزء من جدار السفارة الفرنسية بمنطقة "حيدرة" بالعاصمة على بعض السيارات، دون وقوع خسائر بشرية، فيما سارع عمال صيانة الطرق لإعادة فتح الطريق المحاذية للسفارة.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg
جزيرة ام اند امز