الجيش الجزائري يؤكد جاهزيته غداة اعتقال إرهابي بارز
أكدت الجزائر جاهزية قواتها المسلحة لمواجهة جميع التحديات الأمنية، بالتزامن مع تطورات أمنية محيطة بحدودها الشرقية والجنوبية.
وحذر قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة من "التطورات الجيوسياسية المحيطة" ببلاده في كلمة له بمقر قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم التابعة للقوات الجوية، الخميس.
- الجزائر تعتقل إرهابيا أطلق سراحه في صفقة أسرى مالي
- سقوط مطلوبين.. الجيش الجزائري يوجه ضربات موجعة لفلول الإرهاب
وقال المسؤول العسكري الجزائري إن الجيش "حريص دائما على أن تكون استراتيجيتنا متكاملة الأبعاد ومتماسكة المعايير ومتكيفة بانسجام شديد مع التطورات الجيوسياسية المحيطة بنا، وعليه فقد سعينا وسنبقى نسعى بقوة إلى أن يكون استعدادنا لمواجهة التحديات الأمنية القائمة والمحتملة".
وأوضح أن ذلك "لا يعتمد فقط على توفير الموارد البشرية والوسائل المادية الضرورية، بل نود دائما أن يكون الوعي لدى الأفراد العسكريين بحجم هذه التحديات في أعلى درجاته، لأن الوعي بحساسية مهامنا، هو حجر الزاوية لأي خطوة نخطوها في اتجاه المحافظة على أمن الجزائر وتثبيت ركائز استقرارها".
ووجه الفريق شنقريحة تعليمات صارمة للقوات الجوية المسلحة، وخاطب أفرادها بالقول: "إني على يقين، بأنكم واعون أكثر من أي وقت مضى بالمسؤولية الملقاة على عاتقكم، ومدركون تمام الإدراك بأن الاضطلاع بهذه المهام لن يتأتى إلا بتحضير مختلف الوحدات تحضيرا مثالياً يتناغم مع جسامة هذه المهام النبيلة، لاسيما من خلال التحكم في التجهيزات العصرية والأسلحة المتطورة الموجودة في الحوزة"
وأعلنت الجزائر، الأربعاء، اعتقالها إرهابياً من جنسية جزائرية أياماً فقط بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة بين الحكومة المالية مع تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" الإرهابي.
وكشف بيان عن وزارة الدفاع الجزائرية، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه بأنه تم ألقاء القبض على الإرهابي "مصطفى درار"، يوم الثلاثاء، بمحافظة تلمسان الواقعة غربي البلاد.
وأوضحت بأن العملية تأتي في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات، مشيرة في السياق إلى أنها تمت بعد مراقبة ومتابعة مستمرة للمعني منذ دخوله عبر الحدود الوطنية إلى غاية جمع واستكمال المعلومات حول تحركاته المشبوهة، كما نشرت صوراً للإرهابي.
كما كشفت "الدفاع الجزائرية" عن هوية الإرهابي الكاملة، وأكدت بأن المعني "التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2012، وتم إطلاق سراحه بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمالي، بعد مفاوضات قامت بها أطراف أجنبية، وأسفرت عن إبرام صفقة تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من 200 إرهابي و دفع فدية مالية معتبرة للجماعات الإرهابية مقابل الإفراج عن ثلاثة رهائن أوروبيين".
وكشف الإرهابي "مصطفى درار" في اعترافات مثيرة بثها التلفزيون الجزائري الحكومي عن قيمة صفقة تبادل الأسرى، وقدرها بين "10 ملايين دولار إلى 30 مليون دولار" بعد مفاوضات طويلة بين الحكومة المالية وتنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، فيما أكد أن عدد الإرهابيين المفرج عنهم كان "207 إرهابيين" من مختلف الجنسيات.
وللمرة الأولى، تكشف الجزائر عن موقفها الرسمي من صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة المالية والتنظيم الإرهابي، واستهجنت وزارة الدفاع الجزائرية تلك الخطوة واعتبرتها "غير مقبولة ومنافية للقرارات الأممية التي تجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية".
وشدد البيان أيضا على أن هذه "التصرفات من شأنها أن تعرقل الجهود المبذولة قصد مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله".
وأكدت في المقابل أن هذه "العملية النوعية مرة أخرى على فعالية المقاربة التي يعتمدها الجيش الوطني الشعبي في استتباب الأمن والطمأنينة عبر كامل التراب الوطني ومحاربة ظاهرة الإرهاب في المنطقة".
وبلغ عدد من أفرج عنهم في صفقة الإفراج عن زعيم المعارضة في مالي والرهينة الفرنسية 182 سجينا، وفق مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية".