ردع وتحذير.. 4 رسائل من الجيش الجزائري للتهديدات الخارجية والداخلية
وجهت المؤسسة العسكرية الجزائرية، الخميس، 4 رسائل "تحذير وردع" للتهديدات والمخاطر المحيطة بالبلاد.
وأكدت أن الجزائر "ستظل عصية على الأعداء"، وعدت المساس بأمنها "ضرباً من الوهم والسراب".
جاء ذلك في افتتاحية مجلة "الجيش" الشهرية الصادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية والتي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها.
وكان لافتاً استخدام المجلة التي تعد "لسان حال المؤسسة العسكرية" الجزائرية، مصطلحات غير معهودة في خطاب التحذير من المخاطر التي تواجه البلاد، واستخدمت "عبارات تحذير شديدة اللهجة" لمن سمّتهم "أعداء الجزائر" دون أن توضح طبيعتها.
فيما اعتبر خبراء أمنيون أن الجماعات الإرهابية الناشطة بالساحل والغرب الليبي على الحدود مع الجزائر والجهات التي تقف ورائها "كانت مقصودة أيضا" في رسائل الجيش الجزائري.
ردع وتحذير
وزارة الدفاع الجزائرية عبر مجلة "الجيش"، وجهت تحذيرات شديدة اللهجة لأطراف لم تسمها من "مغبة المساس بأمن وحدود البلاد"، وشددت في افتتاحيتها على أن "الجزائر ستظل عصية على الأعداء، وأن التفكير في المساس بأمنها وسلامتها وسيادتها هو من قبيل الوهم والسراب".
وحددت الرسائل "نوعية الخطر" الذي يستهدف البلاد في 3 أطراف، وصفتها بـ"عناوين مشفرة" وفق المتابعين لبيان وزارة الدفاع الجزائرية، لخصتها في "التهديدات، أو مجرد النية بالتهديد، أو أي تحالفات ضد الجزائر".
وأكدت مجلة "الجيش" أن "الشعب الجزائري يدرك يقيناً ويؤمن بالقطع أن جيشه سيبقى درعاً متيناً وقوة ردع ضد أي تهديد أو حتى مجرد نية من أي جهة أو تحالف كان"، محذرة في السياق بأن "التفكير في المساس بأمن وسلامة وسيادة الجزائر الغالية هو من قبيل الوهم والسراب".
ووصفت الجيش الجزائري بـ"السند القوي للشعب، وبأن الأخير يمثل العمق الاستراتيجي للجيش وأن زاده البشري لا ينضب".
وأكدت المجلة الإعلامية العسكرية أن "الجيش الجزائري سيظل يواجه التحديات الأمنية المتسارعة في محيطنا الجغرافي ويتصدى لكل المحاولات العبثية و الآمال الوهمية".
كما أبرزت القوة التي بات يتمتع بها الجيش الجزائري، وشددت على "استعداده التضحية في سبيل التصدي للتهديدات التي تواجه البلاد".
وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية بالدور الذي قامت به القوات المسلحة "على عدة جبهات"، خصوصاً فيما يتعلق بالقضاء على فلول الإرهاب أو محاربة التهريب والجريمة المنظمة، أو النشاط العملياتي والتحضير القتالي، معتبرة أن جائحة كورونا لم تؤثر على دور ومهما الجيش الجزائري.
وتوقفت مجلة "الجيش" عند الأموال التي تم استرجاعها، نهاية العام الماضي، بعد تدمير 5 مخابئ لإرهابيين بمرتفعات "جيجل" وبلغت قيمتها 80 ألف يورو، وكذا الأسلحة والذخيرة، وأكدت بأنها كانت "موجهة أساساً لضرب الاستقرار الذي تنعم به الجزائر".
رسالة للداخل
واعتبرت وزارة الدفاع الجزائرية بأن النجاحات التي حققها الجيش الجزائري طوال 2020 تعتبر "حقائق ورسالة إلى من أسمتهم "حفنة من المرتزقة والمتسلقين".
واتهمت تلك الأطراف بـ"الإدمان على الاصطياد في الأوحال وتعودوا على تأويل الأحداث على أهوائهم لكونهم يتجاهلون أو يجهلون أن الرابطة بين الأمة وجيشها ليست حديثة النشأة أو ظرفية أملتها أحداث استثنائية غير متوقعة".
ووصفت العلاقة الجيش والبلاد بـ"الوجدانية الربانية التي ستظل قائمة، بل تزداد ترسخاً وعمقاً ولا تحتاج لتبريرات وأدلة"، مرجعة ذلك إلى أن "الشعب هو أصل ومنبت الجيش و كلاهما شرب من ينبوع الوطنية الخالصة" وفق ما ورد في افتتاحية مجلة "الجيش" الجزائرية.
وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية في وقت سابق، أن 2021 سيكون "عام القضاء على فلول الجماعات الإرهابية من البلاد".
ومنذ الكشف عن صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة المالية والتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام" نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سارع الجيش الجزائري لتنفيذ عمليات عسكرية استباقية وضخمة ضد معاقل فلول الجماعات الإرهابية التي تبايع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وتمكن نهاية الشهر الماضي، من تدمير 5 مخابئ لإرهابيين بمنطقة جيجل واسترجاع مبلغ مالي قدره 80 ألف يورو "مثل الدفعة الأولى من عائدات الفدية" التي كانت محط الصفقة في مالي، وفق ما أكدته وزارة الدفاع الجزائرية.