الجزائر وفرنسا تطويان أزمة الوثائقيات "المسيئة"
الرئيس الجزائري يتلقى أول اتصال هاتفي من نظيره الفرنسي منذ قرار سحب السفير، ويبحثان العلاقات الثنائية والأزمة في ليبيا
أعلنت الجزائر وباريس، الأربعاء، تجاوز الأزمة الأخيرة التي حدثت بين البلدين على خلفية بث وسائل إعلام فرنسية برامج وثائقية عن الحراك الشعبي اعتبرتها الأولى"مسيئة للبلاد وجيشها وشعبها".
وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، بأن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الأول من نوعه منذ سحب الجزائر سفيرها من باريس للتشاور، نهاية الشهر الماضي.
وأكد البيان توصل الرئيسين إلى "صيغة" تنهي الخلاف بين البلدين ترتكز على "الاحترام الكامل لخصوصية وسيادة كلا البلدين".
وأشار البيان بأن تبون وماكرون استعرضا الجهود المبذولة لمنع تفشي جائحة كوفيد – 19، بالإضافة إلى استعراضهما "العلاقات الثنائية".
واتفقا الرئيسان الجزائري والفرنسي على "إعطاء دفع طموح للعلاقات الثنائية على أسس دائمة تضمن المصلحة المشتركة المتبادلة والاحترام الكامل لخصوصية وسيادة كلا البلدين".
كما استعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الجزائري – وفق بيان الرئاسة الجزائرية – الوضع في ليبيا ودول الساحل "في ضوء معاناة شعوبها من الحروب والنزاعات".
وفي هذا الصدد، اتفقا على "التنسيق من أجل وضع حد لذلك بالمساعدة على بسط الأمن والاستقرار في المنطقة".
ورأى متابعون أن فحوى المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيسين الجزائري والفرنسي تمثل "إيذاناً بطي البلدين أكبر أزمة بين البلدين" خاصة بعد الخطوة الجزائرية غير المسبوقة بحسب سفيرها "حالاً" من باريس للتشاور.
وفي 28 مايو/أيار الماضي، استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس للتشاور، وذلك على خلفية بث وثائقيات في فرنسا حول الحراك في الجزائر.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية الذي حصلت "العين الإخبارية" على تفاصيله أن "الطابع المطرد والمتكرر للبرامج التي تبثها القنوات العمومية الفرنسية والتي كان آخرها ما بثته قناة (فرانس 5) و(القناة البرلمانية) بتاريخ 26 مايو/ أيار 2020، التي تبدو في الظاهر تلقائية، تحت مسمى وبحجة حرية التعبير، ليست في الحقيقة إلا تهجما على الشعب الجزائري ومؤسساته، بما في ذلك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني".
وفي تعليقها على قرار الجزائر، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية حرصها على "مواصلة وتعميق العلاقات الثنائية مع الجزائر واحترام سيادتها".
وأوضح بيان عن الخارجية الفرنسية اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله بأنه "في إطار العلاقات العميقة والقديمة بين البلدين والتي نولي لها أهمية كبيرة، فإن فرنسا تحترم بشكل كامل السيادة الجزائرية.
غير أنها "تمسكت" بعدم تدخلها في مضامين وسائل إعلامها من منطلق "حرية التعبير التي يكفلها القانون الفرنسي" لمختلف وسائل إعلامها.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز