رئيس الجزائر: نقف بالمرصاد لـ"لوبيات" تستهدف الجيش
تبون يتهم أطرافاً خارجية لها أذرعها داخلياً باستهداف الجيش ويصفها بـ"الحاقدة والمتسترة بلوبيات مازلت أسيرة ماض تولى إلى غير رجعة"
اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، "لوبيات" باستهداف الجيش بحملات وصفها بـ"اليائسة"، مؤكداً وقوفه بالمرصاد في وجه هذه الأطراف، من دون تسميتها.
وفي كلمة له أمام كبار قادة الجيش بمقر وزارة الدفاع، تابعت تفاصيلها "العين الإخبارية"، أوضح الرئيس الجزائري بأن هناك أطرافاً وصفها بـ"أعداء الجزائر والحاقدة والحاسدة والمتسترة بلوبيات مازلت أسيرة ماض تولى إلى غير رجعة"، في إشارة ضمنية لجهات فرنسية تعتبرها الجزائر "دوائر مشبوهة ومعادية".
واتضح كلام تبون عندما أصاف أن هذه "اللوبيات معروفة في مهدها وامتداداتها، ومعروفة بأدواتها ونحن لها بالمرصاد"، وهو التصريح الذي تزامن مع المعلومات التي تناقلتها وكالة الأنباء الرسمية والتلفزيون الحكومي في الأيام الأخيرة والتي اتهمت "الدولة العميقة وأحزاباً سياسية بالتخابر مع دوائر فرنسية مشبوهة في العهد الماضي، خاصة خلال فترة الحراك الشعبي والأزمة السياسية" التي شهدتها الجزائر 2019.
وقال الرئيس الجزائري، متحدثاً أمام كبار ضباط الجيش،: "إنه لا عجب أن يسترسلوا في حملاتهم الهستيرية للنيل من معنوياتكم لأنهم لم يتعلموا من تجارب التاريخ، وإلا لأدركوا أن هذه الحملات اليائسة ضد سليل جيش التحرير الوطني ومهما تنوعت فنون وشرور أصحابها في التضليل لن تزيد شعبنا إلا التفافاً حول جيشه، ولن تزيد جيشنا إلا انصهارا في الشعب".
وشدد على أن الشعار الذي رفضه المتظاهرون في حراكهم "جيش شعب خاوة خاوة" (إخوة) "ساهم في إنقاذ البلاد من المصير المجهول الذي كان مسطرا لها والقفز بها إلى عهد الأمل واستعادة الثقة بالنفس"، وأثنى على وقوف الجيش الجزائري مع مطالب الحراك.
كما أعرب تبون عن "فخره" بالمناورات العسكرية التي يجريها الجيش الجزائري، وأكد على نجاعة الاستراتيجية التي تبنتها المؤسسة العسكرية في تحديث وعصرنة القوات المسلحة، والتي قال تبون إنها "ترفع درجة احترافيها في العالم وفي المنطقة وتمسكها بتعزبز السلم والأمن في العالم".
وأطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على مقر وزارة الدفاع بالعاصمة تسمية "الفريق أحمد قايد صالح" قائد الجيش السابق الذي توفي نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي "عرفاناً لما قدمه للجيش ولإنقاذ البلاد" وفق ما جاء في لافتة التدشين.
وتعد هذه المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الجزائري مقر وزارة الدفاع منذ تسلمه السلطة بعد زيارته الأولى أوائل مارس/أذار الماضي.
وشهدت المؤسسة العسكرية في الجزائر في الشهرين الأخيرين تغييرات كبيرة، شملت إقالة رئيسا جهاز الأمن الداخلي والخارجي والقوات البرية والمحكمة العسكرية بالبليدة وبعض النواحي العسكرية، في مؤشر على "بسط تبون نفوذه على الجيش".
وأشار خبراء أمنيون في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" بأن التغييرات التدريجية والبطيئة "والخاطفة" التي يجريها تبون على الجيش تحمل عدة دلالات، أبرزها "إبعاده فرضية أنه واجهة للجيش ويملك القدرة على إحداث التغيير المطلوب فيه".
بالإضافة إلى رغبته في "إبعاد القيادات التي أشرفت على التسيير الأمني للأزمة السياسية، والاعتماد على وجوه وكفاءات جديدة بشكل يتماشى مع وعوده في إحداث التغيير الجذري".
وطرحت الرئاسة الجزائرية مؤخراً مسودة تعديل الدستور، تضمنت للمرة الأولى "احتمال إسقاط عقيدة الجيش القديمة بعدم المشاركة العسكرية خارج البلاد".
وأضاف المشرع فقرة ثانية في المادة 31 من الدستور تنص على أنه "يمكن للجزائر في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وفي ظل الامتثال التام لمبادئها وأهدافها أن تشارك في عمليات حفظ واستعادة السلام".
بالإضافة إلى المادة 91 التي ورد فيها أن "رئيس الجمهورية الذي يتولى مسؤولية الدفاع الوطني يقرر إرسال وحدات من الجيش إلى الخارج بعد مصادقة البرلمان بأغلبية الثلثين من أعضائه"، وهو ما يعني رغبة تبون في الاحتفاظ بمنصب وزير الدفاع على غرار سلفه بوتفليقة.
وأثار المقترح انقساماً شعبياً وسياسياً بين من اعتبرها "خطوة خطرة قد تزيف من استنزاف قدرات الجيش وتورطه في مستنقعات حروب إقليمية ودولية".
فيما اعتبرها آخرون "ضرورة تنسجم المتغيرات الحاصلة في السياسة الدولية والأوضاع الإقليمية والدولية، وتضمن حماية مصالح الجزائر الاستراتيجية وتقوي مقاربتها في الحرب على الإرهاب".