مناورات بحرية بين الجزائر وروسيا لمواجهة "الأخطار والتهديدات"
3 سفن حربية روسية تشارك مع القوات الجزائرية في مناورات بحرية، من المقرر ختامها اليوم الأحد.
شاركت القوات البحرية الجزائرية والروسية، خلال اليومين الماضيين، في مناورات عسكرية بالمياه الإقليمية الجزائرية، ومن المقرر أن تختتم اليوم الأحد.
- الجزائر تفكك شبكة تهريب أسلحة تركية على الحدود مع تونس
- الجيش الجزائري يقضي على 5 إرهابيين شرق وجنوب البلاد
وشهدت المناورات العسكرية الضخمة مشاركة 3 سفن حربية تابعة للقوات البحرية الروسية، بالإضافة إلى مشاركة الجزائر بعدة سفن حربية ووسائل جوية وفريق اقتحام من الرماة البحريين.
وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان لها، أن المناورات العسكرية جاءت "تطبيقاً لبرنامج التعاون الثنائي العسكري الجزائري الروسي لعام 2019، والمصادق عليه من طرف القيادة العليا للجيش".
كما أوضحت أن الهدف منها "تعزيز قدرات الطرفين في مجال التعاون البحري من خلال العمل المشترك لمواجهة أي تهديدات أو خطر محتمل بإمكانه المساس بالأمن البحري".
ونفذت القوات البحرية الجزائرية والروسية المناورات العسكرية على 3 مراحل، تركزت حول تنفيذ اجتماعات تقنية وإجراء مناورات تكتيكية وعمليات للمنع البحري مع تفعيل مركز العمليات البحرية المشترك لقيادة التمرين.
يأتي ذلك، بعد شهرين من تنفيذ الجيش الجزائري مناورة بحرية كبيرة في المياه الإقليمية، قامت خلالها للمرة الأولى بتجربة "إطلاق صواريخ هجومية من غواصة وضرب أهداف أرضية".
وأشرف قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح في 29 سبتمبر/أيلول الماضي على مناورة عسكرية بحرية بغواصات بحرية من نوع "كيلو 636" الروسية الصنع، وتم إطلاق صواريخ منها تجاه أهداف أرضية، وهي التجربة التي وصفها الخبراء الأمنيون بـ"التقدم النوعي الذي أصبحت تتمتع به القوات البحرية الجزائرية في مجال التحكم بآخر التكنولوجيات العسكرية".
رسائل مشفرة
وأجمع كثير من وسائل الإعلام الجزائرية الصادرة، الأحد، على أن المناورات العسكرية البحرية تحمل في طياتها "رسائل مشفرة" إلى أطراف أجنبية، مرجعة ذلك إلى "تدخلها في الأزمة السياسية" التي تعيشها الجزائر منذ 9 أشهر.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن ما أسمته "الخطر المحدق بالجزائر"، مؤكدة بأن ما يحدث هو "أكبر من أزمة سياسية داخلية، بل أجندة مرتبطة بتدمير الدول العربية، والمستفيدة من الأزمات السياسية، تقف وراءه قوى أجنبية خسرت نفوذها التقليدي والتاريخي في الجزائر".
كما تأتي المناورات المشتركة في سياق أزمة صامتة بين الجزائر وكل من فرنسا والاتحاد الأوروبي، على خلفية دعوة نائب فرنسي في البرلمان الأوروبي إلى "مناقشة الأزمة السياسية في الجزائر وقضية معتقلي الرأي".
بالإضافة إلى اتهام رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المجيد تبون والمرشح المستقل لانتخابات الرئاسة "دوائر فرنسية مشبوهة" "بخلط أوراق الأزمة السياسية من خلال عملائها في الداخل".
غير أن متابعين، استبعدوا فرضية "الرسائل المشفرة لقوى أجنبية"، خاصة أن القوات البحرية الجزائرية نفذت في العشريتين الأخيرتين مناورات عسكرية بحرية مع عدة دول، بينها إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة والصين وإسبانيا وباكستان، وحتى مع فرنسا، كما أن المناورات الأخيرة بين الجزائر وروسيا مبرمجة ضمن السنة التحضيرية 2019 - 2020 وفق ما أكده بيان وزارة الدفاع الجزائرية.
في مقابل ذلك، كشفت وسائل إعلام إسبانية، أكتوبر/تشرين الماضي، عن ما أسمته "المخاوف الأوروبية من القفزة النوعية وقدرات الردع العسكرية الجزائرية خاصة على مستوى القوات البحرية".
وعلقت صحيفة "ABC" على مناورات الغواصات الجزائرية بالقول إن "الجزائر هي الدولة الثانية في البحر المتوسط بعد إسرائيل التي لها قدرات حقيقية على إطلاق صواريخ كروز انطلاقاً من غواصات".
شراكة متنوعة
لكن خبراء أمنيين أكدوا في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، أن المواقف الرسمية الأوروبية مختلفة عما يثار في بعض إعلامها، وذكّروا بالتعاون العسكري بين الجزائر وألمانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وتعتبر الجزائر أكبر دولة مستوردة للأسلحة الألمانية خارج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بأكثر من مليار يورو، بالإضافة إلى المناورات العسكرية التي تجريها البحرية الجزائرية مع نظرائها الأوروبيين، والتي تهدف إلى "حماية حوض البحر الأبيض المتوسط من أي تهديدات إرهابية".
ونفذت البحريتان الجزائرية والأمريكية أبريل/نيسان الماضي مناورات عسكرية بحرية لمدة ثلاثة أيام، شاركت فيها المدمرة الأمريكية "Donald Cook DDG 75"، ووحدة عائمة من القوات البحرية الجزائرية، وأشرفت البحريتان على عملية "منع في البحر، والمراقبة البحرية والتدخل السريع".
وتعد الجزائر ثالث مستورد للسلاح الروسي في العالم، بينما تعتبر روسيا مصدر الأسلحة التاريخي للجزائر، إذ تقتني 60% من أسلحتها من موسكو، وتمتلك 6 غواصات روسية الصنع، بالإضافة إلى اقتنائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي "س 400".