تقرير.. هل يعيد نجم الجزائر أسطورة باولو روسي؟
هل يستطيع نجم منتخب الجزائر تكرار أسطورة باولو روسي نجم منتخب إيطاليا في مونديال 1982؟
يخضع التاريخ دائما لأصحاب القصص الإنسانية أيا كانت قسوتها وسوء ماضيها.. قرار خاطئ قد يحول أحلامك إلى كابوس.. لكن القدر أحيانا يكون رحيما ويمنحك الفرصة لأن تحيا من جديد وتسطر أسطورتك بحروف من نور.
يوسف بلايلي، نجم منتخب الجزائر، وفريق الترجي التونسي، أحد هؤلاء الذين خضع لهم التاريخ، وباتوا على موعد مع تسطير صفحات مضيئة لمحو أخطاء الماضي والتكفير عنها.
القصة بدأت من الموسم الاستثنائي، والأداء الرائع، الذي قدمه اللاعب الشاب الموهوب، وقاد به فريقه صاحب الشعبية الكبيرة (اتحاد العاصمة الجزائري) لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بعد غياب طويل عن الساحة القارية.
وبدأت الفرق الأوروبية وقتها في تسليط أنظارها تجاه اللاعب الموهوب بعد أدائه الرائع.. لكن فجأة وبدون مقدمات في سبتمبر/أيلول 2015 حدثت الصدمة.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم قرر فرض عقوبة على اللاعب بالحرمان من اللعب لـ4 سنوات، بعد ثبوت تعاطيه الكوكايين عقب الكشف عليه خلال مواجهة شباب العلمة في مجموعات دوري أبطال أفريقيا، وهي العقوبة التي أيدها الفيفا، قبل أن تقلصها محكمة التحكيم الرياضي لسنتين.
تحول بعدها حلم الشاب الصاعد في الحصول على لقب دوري أبطال أفريقيا مع اتحاد العاصمة إلى كابوس يهدده بالقضاء على مستقبله مع كرة القدم.
محفوظ قرباج، رئيس الرابطة الجزائرية آنذاك، قال لوسائل الإعلام المحلية: "بلايلي تفادى الأسوأ باعترافه أمام اللجنة الطبية، لأن عدم اعترافه كان سيعرضه لإقصاء لأربع سنوات.. أمر مؤسف ما حدث له، والأمر المؤسف أكثر وقوعه في خطأ جسيم من هذا النوع".
بينما قال رابح ماجر، أسطورة منتخب الجزائر السابق: "أتأسف لهذا الخبر خاصة أن الأمر يتعلق بلاعب شاب يتمتع بإمكانات كبيرة، وقد ضيع على نفسه مشوارا كبيرا وحافلا".
وفي سبتمبر 2017، بعد مرور عامين كاملين، انضم المهاجم الجزائري يوسف بلايلي إلى أنجيه الفرنسي في صفقة انتقال حر، بعد انتهاء إيقافه.
وأمضى بلايلي أشهرا قليلة في صفوف أنجيه، ليعود في يناير/كانون الثاني 2018 إلى الترجي التونسي، ويقوده لحصد لقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري، بعدما تسبب في الحصول على ركلة جزاء في مباراة الذهاب وسجلها بنفسه، وقدم أداء رائعا في مباراة الإياب، ليقود الفريق للتتويج والمشاركة في كأس العالم للأندية بالإمارات.
وواصل بلايلي تألقه مع الترجي، وتوج معه بلقب كأس تونس، والدوري التونسي، بجانب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي، حيث سجل هدفا رائعا في مرمى الوداد المغربي في مباراة الإياب التي لم تكتمل، قبل أن يقرر الاتحاد الأفريقي سحب اللقب وإعادة المباراة مجددا بعد كأس أمم أفريقيا المقامة حاليا بمصر.
ولم يكتف بلايلي بالتألق مع الترجي، بل فرض نفسه على تشكيلة جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الجزائري.
ورغم صعوبة المنافسة مع لاعبين يلعبون في أعتى الدوريات الأوروبية، على غرار رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، وياسين إبراهيمي نجم بورتو البرتغالي، فإن بلايلي أصبح أحد الأعمدة الرئيسية في الخضر، وتنتظر منه الجماهير الجزائرية استعادة اللقب الأفريقي الغائب منذ عام 1990.
بلايلي لديه فرصة قوية لقيادة المنتخب الجزائري لتحقيق كأس أفريقيا، في سيناريو أشبه بما حققه النجم الإيطالي السابق باولو روسي، عندما قاد الآزوري بكأس العالم 1982 بعد خروجه من السجن.
وكان روسي واجه مشاكل قانونية أدت إلى إيقافه لمدة سنتين بسبب قضية المراهنات وأوقف عن اللعب وتم سجنه لفترة.. وعاد بعد الإيقاف ليشارك في 3 مباريات فقط، سجل خلالها هدفاً واحداً.. لكن عودته الحقيقية كانت عندما استدعاه مدرب المنتخب الإيطالي آنذاك إينزو بيرزوتي لقائمة مونديال 1982 الذي أقيم في الملاعب الإسبانية.
وشكك الكثيرون في قدرة روسي على تقديم الإضافة للمنتخب الإيطالي وقتها، لكن الهداف روسي سجل ثلاثية رائعة في مرمى المنتخب البرازيلي مهديا لقب كأس العالم لبلاده، وعاد بطلا بعد أن كان على وشك الانهيار داخل السجون.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA=
جزيرة ام اند امز