أول سائقة مترو بالجزائر.. أم 4 أطفال محاطة بالضغوط النفسية
بالرغم من التحديات التي تواجه المرأة الجزائرية طوال حياتها، إلا أن هناك نماذج من الجزائريات يصممن على تخطي هذه العقبات.
بالرغم من التحديات التي تواجه المرأة الجزائرية طوال حياتها، وتضاعف حالات العنف الموجهة ضد المرأة بالمجتمع الجزائري خلال عام 2016، بأكثر من 8 آلاف حالة، مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن هناك نماذج من الجزائريات يصممن على تخطي هذه العقبات، والتحلي بالروح القتالية لمنافسة الرجال في بعض المهن، التي يظن المجتمع أنها تفوق كفاءة المرأة.
"سميرة مرزقان" هي واحدة من ضمن السيدات الجزائريات اللاتي قررن خوض التجربة، لتصبح أول سائقة مترو بالجزائر، وسط 40 رجلًا يعملون معها في نفس القطاع.
وفي مقابلة مع صحيفة "الشروق" الجزائرية، قالت مرزقان الأم لـ4 أطفال، أن الدافع الأساسي لها لخوض التجربة والعمل بمهنة قيادة المترو، هو التأكيد للمجتمع الجزائري أن المرأة تستطيع تخطي التحديات، فضلًا عن بحثها الدائم لأفضل الطرق التي توفر لأطفالها حياة كريمة.
وسردت مرزقان الطريقة التي تقدمت بها للوظيفة، حيث كانت تعمل داخل شباك تذاكر المترو، وغالبًا ما يتم اختيار سائقين المترو من بين الموظفين العاملين في محطات المترو وشباك التذاكر ومراقبي الخطوط، وبعد الإعلان عن وظيفة سائق مترو، تقدمت مرزقان للوظيفة بكل شجاعة، واستطاعت إثبات نفسها في الاختبار المتعلق بتوضيح الأزرار بلوحة التحكم، والدور الرئيسي في قمرة القيادة، خاصة وأن الوظيفة تتطلب قدرة على التركيز، وبعد فترة اختبار استمرت 45 يومًا، عينت بشكل رسمي سائقة للمترو.
وتواجه أول سائقة مترو عدة تحديات، نظرًا لأن المهنة تحتاج ليقظة وتركيز عالي، حيث يعد العامل النفسي جزءًا أساسيًا يجب أن يراعيه سائق المترو، حيث أوضحت مرزقان أن الاختبار الرئيسي والهام من اختبارات المهنة هو الاختبار النفسي، وخضعت لعدة اختبارات خاصة بالقدرة على التركيز والقيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت، مضيفة أن التحكم في لوحة التحكم والقدرة على إيقاف القطار في كل محطة بزمن تقاطر معين أمر يتطلب يقظة وانتباه، خاصة وأن الموضوع مرتبط بأرواح ركاب ومسافرين عند الدخول والخروج ولحظات إغلاق الأبواب.
كما تواجه مرزقان تحدي المواجهة والتعامل مع زملاء العمل والمسافرين، حيث التحقت بالوظيفة منذ أكثر من 6 أشهر، فوجدت خلال هذه الفترة الكثير من المواقف الصعبة، وبالرغم من نظرة المجتمع لها، إلا أنها لم تترك هذه المواقف أي أثر سلبي في نفسها، وذكرت قائلة: "الكثيرون ينظرون بنظرة ازدراء، والبعض الآخر يتعجب من وجود امرأة في هذا الموقع، في حين أن آخرون يسارعون من أجل التقاط الصور، مقدمين لها تحية وثناء على هذا التحدي".
وربما كانت النساء هن أكثر الداعمات لمرزقان في عملها، حيث تحرص العديد من الفتيات والنساء على تقديم الشكر لها بابتسامة عريضة لتشجيعها أثناء تواجدها في قمرة قيادة المترو، وأخريات يعبرن عن إعجابهن الشديد بشخصية وشجاعتها، لخوض هذه التجربة في فترة يضع المجتمع العديد من المعوقات أمام عمل المرأة، متمنين أن تسير بناتهن على نفس الدرب وتقتحم المجال نفسه، وفي كل الأحوال تؤكد مرزقان أنها تبتسم لكل ردود الفعل المختلفة، ولا تبالي آراء الآخرين فيها، طالما اتخذت قرارها وبدأت في تنفيذ الحلم.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA=
جزيرة ام اند امز