علي حميدة مطرب "لولاكي".. مصدر البهجة يتألم

"لا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها" جملة قالها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وتعلق بها المطرب المصري علي حميدة واعتبرها دستور حياة.

عاش حميدة الشهير بمطرب "لولاكي" ظروفا بالغة الصعوبة، وعندما قرر دخول عالم الفن واجهته صعوبات كثيرة، وحاول البعض محاربته وإجباره على العودة إلى مسقط رأسه مرسى مطروح، لكنه صمد وتحمل كثيرا حتى حقق أحلامه وبات مشهورا.

• بالصور: علي حميدة في فراش المرض.. ورم بالرئة يحجب صوت صاحب "لولاكي"

اسمه الحقيقي "علي حميدة عبدالغني جميعي" من مواليد 20 مايو/ أيار 1965، بمحافظة مطروح شمالي مصر، شق طريقه في مجال الغناء في فترة الثمانينيات، ولم يفكر في ركوب الموجة أو تقليد أحد وفضل أن يقدم لونا مختلفا، ولم يجد أفضل من تراث مدينة مطروح والغناء البدوي.

ابتسم الحظ للفنان علي حميدة عندما التقى الملحن والمطرب الليبي حميد الشاعري، وتلاقت وجهات نظرهما، وأثمر التفاهم بينهما عن ميلاد ألبوم غنائي كامل بعنوان "لولاكي" حقق نجاحا كبيرا، والغريب أنه طرح في زمن لا يعرف ثورة الإنترنت أو مواقع التواصل ورغم ذلك وصل صداه للعالم وبلغت مبيعاته 6 ملايين نسخة.

تصور الكثيرون أن حميدة جنى أرباحا طائلة، والحقيقة أنه حقق شهرة ولم يحصد أرباحا، إذ كان الألبوم أولى تجاربه الغنائية، وحتى يخرج للنور تنازل عن كل شيء وذهبت الأرباح لشركة الإنتاج فقط، وحاول حميدة كثيرا التفاوض مع الشركة ولم يصل لنتيجة.

الغريب أن مصلحة الضرائب المصرية طالبته بمبالغ طائلة، ومن أجل سداد هذه الديون باع شقته وسيارته أيضا.

بعد 3 سنوات قرر حميدة العودة للساحة وطرح ألبوما بعنوان "ناديلي"، ولكن مزاج السوق كما يقول أصحاب شركات الإنتاج كان قد تغير، وظهرت موجة جديدة ولم يحقق النجاح.

يضم الأرشيف الفني لـ"حميدة" 6 ألبومات غنائية هي "لولاكي، ناديلي، نن العين، خان العشرة، احكي لي، كوني لي" كما شارك في فيلمين هما "مولد نجم" و"لولاكي".

اختفى حميدة عن الأضواء وغاب سنوات طويلة، لكنه عاد في نهاية 2020 ليكشف عن تدهور حالته الصحية، وعدم قدرته على تحمل نفقات علاجه، وكانت استغاثته مؤثرة ومحزنة.

وتحركت النقابات الفنية سريعا، فالجميع يعرف قيمته ويدرك أنه فنان حقيقي وصاحب لون مختلف، وتم حجزه في أحد مستشفيات العاصمة القاهرة لعلاجه على نفقة الدولة، وبعد 20 يوما خرج من المستشفى وطلب العودة إلى أسرته في مرسى مطروح.

ترك حميدة القاهرة مصحوبا بدعوات المحبين، وعاد لمطروح وفي كبده ورئته ورم لا يحتمل، وكأنه يقول للجميع إن النهاية اقتربت ويود الرحيل بين أهله وأسرته.