علي النعيمي بمؤتمر التواصل الحضاري: جئناكم لنكون شركاءكم في الإنسانية
الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، يلقي كلمة خلال مؤتمر التواصل الحضاري بين أمريكا والعالم الإسلامي.
قال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن بلادنا تجاوزت ثقافات الماضي بفضل قيادات بالمنطقة تحملت كسر قوالب الحذر من الآخر وثقافة الإقصاء، مضيفا: "هذه القوالب التي وضعت لنا على مدى عقود من الزمن للهيمنة علينا".
- انطلاق مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي
- مستشار مفتي مصر: مؤتمر التواصل الإسلامي الأمريكي يعزز مواجهة الإرهاب
وأوضح النعيمي، في كلمته بفعاليات مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، في نسخته الثانية بمدينة نيويورك، أن قيادات المنطقة سعت لإبراز الدين كدين، وليس كأيدولوجيات تسيطر علينا، مستطردا: "جئناكم اليوم بهذا الطرح من الشرق، من رحم المعاناة، بخطاب فيه اعتراف بالآخر ووجوده وكيانه، ولدينا طموح بأن نكون شركاء معكم في الإنسانية".
وتابع: "في المؤتمرات الأكاديمية دوما يجري الحديث عن الكفاءات العالمية، لكن يُغفَل الحديث عن القيم العالمية، ومسؤوليتنا جميعا إبرازها".
واستطرد: "لا يجوز أبدا أن نبقى أسرى للماضي، فالماضي بات في الماضي، وعلينا أن نتجاوزه كما تجاوزَنا"، موضحا أن "هذا اللقاء ليس لقاء الحوار، بل علينا إطلاق مبادرات ومشاريع وبرامج نحققها على الأرض، وللجميع، تؤكد أننا نؤمن بالآخر، فضلا عن برامج تمكين المرأة".
واعتبر النعيمي أن "المطلوب الآن أن نُشرِك الشباب في هذه المبادرات، ليكون لهم دور حقيقي في صناعة مستقبلهم"، مشددا على ضرورة إيجاد ممكنات النجاح للعيش المشترك وفهم الآخر.
وقال رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: "علينا ألا نضع أنفسنا مكان السياسيين، وإلا سنحمل أنفسنا مسؤوليات لا قدرة لنا عليها، وستقودنا للفشل"، مشيرا إلى ضرورة إيجاد "مبادرات على الأرض يراها شبابنا، وتكون في المجتمعات المحلية وجامعاتنا ومدارسنا وفيها القسيس والشيخ والكاهن والحاخام".
وأكد ضرورة النظر إلى برامج مشتركة، للتعرف على الآخر على الأرض، مضيفا: "ينبغي أن تكون لدينا مبادرات تعليمية، وأن يكون الشباب هنا في العام المقبل".
وتابع: "ينبغي أن يكون لدينا طلاب من الجامعات الأمريكية ليشاركوا ويسمعوا بآذانهم، وأن يكون هناك طلاب من العالم الإسلامي بالجامعات الأمريكية، لنعرف بعضنا على الأرض وليس عبر المنصات فقط".
وقال: "علينا جميعا أن نتحمل مسؤولية نجاح هذا المؤتمر، والتسويق لأفكار من كانوا على المنصة حتى لو لم نتفق معهم"، متمنيا "تبني ما طُرح هنا من مبادرات على الأرض، ولا نرهن أنفسنا بمشاريع سياسية تفرقنا وتكون عائقا أمام اجتماعنا".
واختتم النعيمي كلمته قائلا: "لا نريد فقط كسر الجليد، نريد العمل معا، وتمكين المرأة المسيحية واليهودية والمسلمة".
وانطلقت فعاليات مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، الذي تقيمه رابطة دول العالم الإسلامي، الخميس، في مدينة نيويورك الأمريكية، بحضور أكثر من 400 شخصية إسلامية وأمريكية من جميع الأطياف الدينية والحكومية والبرلمانية والفكرية والمجتمعية.