أديلتون لـ«العين الرياضية»: هذه خطة تونس ضد البرازيل.. والهواتف عدوة للاعبين
تألق أديلتون بيريرا بشكل كبير خلال مغامرته مع نادي الترجي التونسي في بداية القرن الحالي.
وانضم بيريرا إلى شيخ الأندية التونسية عام 2000 قادماً من نادي بورتوغيزا، ولعب معه لمدة 3 مواسم فاز خلالها بعدة ألقاب محلية.
وقبل احترافه في الدوري التونسي، لعب أديلتون بيريرا مع عدة فرق عريقة في البرازيل، على غرار سانتوس وباهيا وسانتا كروز وغوياس.
وظهر "أدي"، كما يلقب في البرازيل، بشكل مميز مع نادي "الدم والذهب"، ما دفع الاتحاد التونسي لكرة القدم لتجنيسه عام 2001، ليلتحق بمواطنيه كلايتون وسيلفا دوس سانتوس.
واكتفى أديلتون بخوض مباراتين وديتين مع منتخب تونس أمام توغو وليبيريا، دون أن ينجح في تسجيل أو صناعة أي هدف.
وبعد مغادرته للترجي، لعب أديلتون مع عدة فرق عربية وأوروبية، قبل أن ينهي مسيرته الكروية عام 2011 بقميص نادي "ميليكوسكين بالو-47" الفنلندي.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث أديلتون بيريرا عن أبرز ذكرياته في تونس مع الترجي وكذلك منتخب "نسور قرطاج"، كما تطرق للمواجهة الودية المنتظرة بين تونس والبرازيل، المقرر إقامتها الثلاثاء المقبل في مدينة ليل الفرنسية.
وأبدى أديلتون تفاؤله بقدرة "نسور قرطاج" على تحقيق نتائج جيدة في كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2026.
وكشف أديلتون أيضاً عن آخر تطورات ملف حصول نجله أليسون، نجم سبورتنغ لشبونة، على الجنسية التونسية بهدف تمثيل المنتخب الوطني.
وفي سياق آخر، أثنى أديلتون على خطوة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بالاستعانة بالمدرب االإيطالي كارلو أنشيلوتي ، موجهاً في المقابل انتقادات للنجم فينيسيوس بسبب تذبذب مستواه، قبل أن يشرح أسباب ندرة المواهب البرازيلية في الفترة الحالية، مقارنة بالماضي.
ذكريات سعيدة في تونس
أبدى أديلتون فخره الكبير بمغامرته الاحترافية في تونس، حيث قال: "لقد قضيت أوقاتاً سعيدة للغاية في تونس، صحيح أنني لم ألعب كثيراً مع (نسور قرطاج)، لكنني شعرت بإحساس خاص عندما ارتديت قميص بلداً أحببته كثيراً".
وتابع: "لا أنسى الاتصال الهاتفي الذي تلقيته من رئيس الترجي السابق سليم شيبوب، والذي هنأني فيه بحصولي على الجنسية التونسية. إنها ذكرى رائعة ستظل محفورة إلى الأبد في حياتي".
وواصل: "أستغل هذه المناسبة من أجل توجيه تحية خاصة لجماهير الترجي الكبيرة التي ساندتني كثيراً وأشكرهم على دعمهم الكبير خلال الفترة التي قضيتها في تونس".

خطة تونس لمواجهة البرازيل
وفي معرض حديثه عن المواجهة الودية المنتظرة بين منتخب تونس والبرازيل، قال أديلتون: "من الجيد خوض مباريات قوية مع منتخبات عالمية مثل البرازيل قبل المشاركة في بطولة كأس العالم".
وأكمل: "أعتقد أن المواجهة ستكون مفيدة للطرفين، خاصة وأن منتخب تونس بصدد التطور بشكل رائع وبات قادراً على مقارعة أفضل المنتخبات العالمية".
وأضاف: "نصيحتي للاعبين التونسيين هي اللعب على حقيقة إمكاناتهم، كرة القدم تغيرت كثيراً ولم تعد هناك منتخبات لا تقهر كما كان عليه الحالي في الماضي، المستوى الفني أصبح متقارباً ولم تعد هناك مباريات غير متوازنة".
وأوضح: "لو كنت مدربا لتونس، فسأطلب من اللاعبين التحرر من الخوف والتقدم لخط الهجوم، المنتخب البرازيلي سيكون مطالباً بصنع اللعب، وهذا يفتح مساحات يجب استغلالها بالهجمات السريعة".
وأتم: "بالنسبة لي ستكون مباراة عاطفية لأنها بين بلدين أنتمي إليهما.. كنت أتمنى التواجد في الملعب لأعيش الأجواء عن قرب، أتمنى أن يقدم منتخب تونس مباراة قوية وينجح في إحراج السيليساو، ولما لا تحقيق فوز تاريخي".

حظوظ تونس في كأس أمم أفريقيا وكأس العالم
وفي معرض حديثه على منتخب "نسور قرطاج"، تعرض أديلتون لحظوظ "نسور قرطاج" في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2026.
وقال في هذا الصدد: "منتخب تونس يضم نخبة من المواهب الواعدة المتخرجة من مدارس شبان الأندية الأوروبية، شخصياً أؤمن بقدرته على الذهاب بعيداً في كأس إفريقيا وحتى في كأس العالم.
وأشار: "تونس بحاجة لإنجاز شبيه بالذي حققه منتخب المغرب خلال نهائيات كأس العالم 2022 من أجل تسويق صورة جيدة عن كرة القدم التونسية".
وتابع حديثه: "لعبت في تونس وانبهرت بشغف الجماهير وثقافتها الكروية العالية. في السنوات الأخيرة، غابت الإنجازات على صعيد الأندية والمنتخبات لأسباب عديدة وأعتقد أن الوقت قد حان لكي تستعيد كرة القدم التونسية ريادتها على الصعيد القاري ولما لا كتابة التاريخ عالمياً".

تجنيس أليسون
وفي هذا السياق، تحدث أديلتون عن تطورات ملف نجله أليسون، جناح نادي سبورتنغ لشبونة، الذي يتواجد على رادار الاتحاد التونسي لكرة القدم الساعي للاستفادة منه في المستقبل القريب.
وبخصوص هذا الموضوع، قال أديلتون: "تحدثت كثيراً مع نجلي حول إمكانية تمثيله لمنتخب تونس، هو متحمس جداً لفكرة التجنيس، خاصة وأنني أبديت له رغبتي في رؤيته بقميص نسور قرطاج. لا أرغب في الضغط عليه، وأفضل أن يتخذ قراره النهائي بمفرده".

بصمة أنشيلوتي
وفي إجابة عن سؤال وجه له بخصوص بصمة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع منتخب البرازيل، قال أديلتون: "أنشيلوتي مدرب ذكي جداً، وهو بصدد إحداث تغييرات في طريقة اللعب بطريقة تدريجية، أعتبره شخصياً من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم العالمية ومنتخب البرازيل سيتطور من جميع النواحي تحت قيادته".
واستطرد: "أعتقد أن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم قام بخطوة ذكية للغاية عندما تعاقد مع أنشيلوتي بعد أن أصبح المدربين المحليين في قفص الاتهام بسبب تذبذب خياراتهم الفنية والتكتيكية خلال السنوات الأخيرة".

فينيسيوس مطالب بتطوير مستواه
وفي ذات السياق، وجه أديلتون سهام انتقاده لمهاجم ريال مدريد، فينيسيوس جونيور بسبب تراجع مستواه بشكل لافت.
وقال في هذا الصدد: "فينيسيوس مطالب بالقيام بعملية نقد ذاتي من أجل استعادة المستوى الذي جعله في فترة من الفترات مرشحاً للفوز بجائزة الكرة الذهبية، الجميع غير راضٍ عن أدائه الحالي، ويجب عليه أن يكون واعٍ بهذه المسألة وأن يسعى للتغلب على جميع العوائق التي تمنعه من الظهور بمستواه الحقيقي".
وتابع حديثه: "أعتقد أن فينيسيوس قادر على قيادة منتخب البرازيل للفوز مجدداً بكأس العالم، لو استعاد جانباً كبيراً من تركيزه ومهاراته التهديفية".

ندرة المواهب في البرازيل
وفي خاتمة حواره مع "العين الرياضية"، تعرض أديلتون لظاهرة ندرة المواهب الواعد في البرازيل خلال السنوات الأخيرة.
يقول أديلتون: "في الماضي المال كان قليلاً غير أن المواهب لا تحصى ولا تعد، اليوم انقلبت الصورة الأموال كثيرة والمواهب نادرة، برأيي، أحد العوامل التي أثرت على كرة القدم بشكل سلبي هي شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام".
وأتم: "في البرازيل، الهواتف اليوم أصبحت عدواً كبيراً للشباب. في الماضي لم تكن لدينا مواقع التواصل الاجتماعي، كنا نفكر فقط في التدريب واللعب، اليوم المواهب الصاعدة يطالبون بإنهاء التمارين بسرعة لمعرفة ما يحدث على الإنترنت، الشغف تراجع بشكل كبير لدى الشباب وأصبح التركيز منصباً على الاستعراض في شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا أمر محزن".