مظلومية الجزيرة.. بضاعة إعلام قطر الفاسدة
بوضوح شديد.. طغى منهج المظلومية على الخطاب الإعلامي القطري
طغت فكرة المظلومية على الخطاب الإعلامي القطري في المرحلة الحالية التي تشهد جذباً وشداً بلغا أوجهما بين النظام القطري الداعم للإرهاب والدول العربية الأربع الداعية لمكافحته، والتي اتخذت إجراءات متتالية في هذا الشأن بدأت بالمقاطعة الدبلوماسية في الخامس من يونيو/حزيران الماضي.
قناة الجزيرة التي دخلت قفص الاتهام كونها الناطق باسم نظامٍ سخّر قدراته لتمويل الإرهاب حول العالم، وخاصة في المنطقة العربية، تسعى الآن لاستبدال المواقع والأدوار، حيث يبذل الإعلام القطري قصارى جهده في هذه المرحلة، لإقناع المجتمع الدولي بأن الدول الأربع متهمة بعدم قبول الرأي والرأي الآخر وتسعى لغلق قناة الجزيرة التي تلتزم المهنية والحياد.
- "الجزيرة" واستهداف البحرين.. 980 تقريرا محرضا منذ 2011
- "الجزيرة" بالإنجليزية.. فضائح قطرية وأكاذيب ودعم للإرهاب
لا يليق دور الضحية بمن تلطخت يده بدماء الأبرياء، إلا أن وسيلة إعلام احترفت تغييب العقول على مدار سنوات طويلة قد تبذل جهدها لإقناع العالم بأن الدماء التي تلطخ صورتها نتيجة لذبحها بأيدٍ عربية.
ما الهدف من تبني الإعلام القطري لفكرة المظلومية خلال إدارة أزمته مع دول مكافحة الإرهاب، وهل لدى قناة الجزيرة المتهمة بخدمة الإرهاب ما يمكنها من إقناع العالم بسلامة موقفها؟
قطر والبراءة المزعومة
يقول مكرم محمد أحمد، الكاتب الصحفي والمحلل الإعلامي والسياسي، إن إعلام الجزيرة فقد مصداقيته في مصر وفي كل الدول التي تضررت منه مباشرة، فسكان هذه الدول المتضررة عاينوا عن كثب كيف كان الإعلام القطري يختلق الوقائع ويُفبرك مقاطع الفيديو، وبات من النادر أن تجد بيتاً يتابع قنواته لاسيما الجزيرة القطرية، لكنها لا تزال أداة ابتزاز تستخدمها دولة قطر في مواجهة دول الخليج العربي.
وأوضح أن ما بدى من مندوب قطر في اجتماع وزراء إعلام العرب بجامعة الدول العربية، الأربعاء 12 يوليو/تموز الجاري، أظهر بوضوح ما تخطط له قطر في هذه المرحلة من لعب دور المجني عليه رغم أفعالها، فبرغم أنه ألقى كلمته في بداية الاجتماع إلا أنه طلب الكلمة مرة أخرى وأثار حالة من الفوضى فقط، ليتهم وزراء الإعلام العرب بالتجني على قناة الجزيرة، بعد أن سرد كل من وزيري الإعلام السعودي والبحريني في كلماتهم ما تقوم به قناة الجزيرة من فتنة في المنطقة العربية.
وتابع مكرم محمد أحمد في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية، أن مندوب قطر زعم أن قناة الجزيرة تغطي الأحداث بحياد وتقول الحقيقة دائماً والأزمة تكمن في العقلية العربية التي لا تقبل الرأي الآخر وتخاف الحقيقة، وعليهم أن يعلموا أننا لن نغلق الجزيرة، وبقوله هذا أثار استفزاز الحاضرين وأصرت الدول العربية على أن ينتهي الإرهاب وكل الوسائل الداعمة له، وتشددت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في طلبها إنهاء دور هذه القناة التي تمثل بوقاً للفتنة.
وأضاف أن قوة تأثير الجزيرة في الرأي العام العالمي من عدمه يتوقف على تمسك الدول العربية بموقفها من إنهاء الإرهاب وكل الأدوار الداعمة له أياً كانت، وما يُلاحظ حتى الآن من الدول الأربع أنها لن تترك لقطر طريقاً تكمل من خلاله نشاطها الداعم للإرهاب.
فبركة من نوع آخر
وفي السياق ذاته، يقول الخبير الإعلامي الدكتور صفوت العالم، إن الجزيرة إعلام محترف في فبركة الحقائق وخلق الوقائع الكاذبة، ويمتلك أدواته لإقناع المشاهد بذلك وطالما استخدمها على مدار السنوات الماضية لإشعال الفتن، وعلى نفس الطريقة يستخدم هذه الأدوات الآن للتأثير في الرأي العام الدولي وإقناعه بأن قطر باتت مجنياً عليها من الدول الأربع، مصر ، السعودية، الإمارات والبحرين، وهي التي أخذت على عاتقها مهمة مكافحة الإرهاب.
وأوضح العالم في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية، أن اللجوء لفكرة المظلومية وتطبيقها هو أسلوب تكتيكي تلجأ له القنوات الإعلامية، لتبرير مواقف حكوماتها خاصة عندما يزداد الموقف سوءاً، وما تفعله قناة الجزيرة وما يصدر من الإعلام القطري بشكل عام كان متوقعاً في هذه المرحلة.
وأضاف: "الخطاب الإعلامي القطري الآن يُعبر عن موقف سياسي مُخطط كما يفعل تماماً المحامي المحترف، الذي يدرك جيداً أن موكله مُدان، وبرغم ذلك وبتكتيك مدروس، يطلب له البراءة بكل ثقة!".
وقال إن الخطاب الإعلامي القطر سيظل متقمصاً دور الحمل الوديع حتى تهدأ العاصفة، وقد تطول هذه الفترة إلى حد كبير، الأمر مرتبط بطول نفس القيادات السياسية على جانبي الأزمة.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز