يوسف العتيبة: أكبر ثغرة الآن هي طريقة التعامل مع إيران
قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة إن الانتخابات الأمريكية تعكس وجهتي نظر مختلفتين بشأن دور الولايات المتحدة في العالم.
وفي مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية قبل انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني، قال العتيبة إن "الانتخابات تعكس وجهتي نظر مختلفتين بشأن دور الولايات المتحدة في العالم".
وأضاف: "هل يجب أن تشارك وتحاول أن تجعل المنطقة مستقرة أم تنسحب فقط؟".
ولم يوضح العتيبة أي مرشح رئاسي يعكس أيا من مدرستي الفكر، لكنه قال: "أنا من أكبر أنصار المشاركة الأمريكية. سواء كان رئيسا ديمقراطيا أو جمهوريا، فإن الأمر الوحيد الذي ظل ثابتا هو أن لدينا مصالح وقيما مشتركة، المنطقة بحاجة إلى الاستقرار"، مضيفا: "أعتقد أن هذا شيء يتفق عليه كلاهما".
وتابع: "هناك الكثير من القضايا المحلية الكبيرة التي تستهلك كل القدرات هنا في الولايات المتحدة، حيث يصبح باقي العالم مسألة هامشية.. لذلك هذا ما يقلقني، أن التركيز الداخلي يؤدي إلى إهمال قضايا السياسة الخارجية".
وقال العتيبة إن "أكبر ثغرة الآن هي كيفية التعامل مع إيران. لا يتعلق الأمر بما إذا كانت تشكل تحديا أم لا. هناك إجماع على ذلك. هناك خلاف حول كيفية التعامل معها".
وأوضح أن هذه "هي المسألة الوحيدة التي يختلف فيها الجانبان، في تكتيكات التعامل مع إيران، لقد كنا ندعو إلى وقف التصعيد والاستقرار، لذا أيا كان الفائز في الانتخابات فإن نهجنا سيكون ثابتا، ويتضمن هذا النهج الدعوة إلى اتفاق أفضل من خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية (الاتفاق النووي)".
وأشار إلى أن "العالم بأسره يدرك الآن أن هناك عيوبا معينة في اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة، سواء كون المدة وشروط انقضاء المدة قصيرة للغاية، أو غياب صوت عربي على الطاولة أثناء إجراء هذه المفاوضات".
ولفت إلى أن أحد العناصر المهمة هو أن نأخذ في الاعتبار "كل القضايا الأخرى التي نعاني منها في المنطقة: برنامج الصواريخ، والوكلاء، والتدخل، وذلك النوع من الموقف العدواني الذي نشهده من إيران".
وأردف: "نحتاج إلى إجراء محادثات حول سبل تعزيز خطة العمل الشاملة المشتركة، وكيفية معالجة أوجه القصور هذه".
ولدى سؤاله عما إذا كان الديمقراطيون يرون أوجه القصور هذه، قال العتيبة بثقة: "أعتقد ذلك.. أجل".
وأكد العتيبة أن العلاقات الإماراتية الأمريكية ستكون قوية بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، نافيا صحة التقارير التي تفيد بأن هذه العلاقات ستتأثر سلبا مع قدوم إدارة جديدة.
وشدد العتيبة على أن "الإمارات ظلت ثابتة. لا يحب الجميع مواقفنا طوال الوقت، لكن الانتقال من إدارة (الرئيس السابق جورج) بوش إلى إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما ثم إلى البيت الأبيض لترامب كانت كلها سلسة للغاية".
وتابع: "إذا حدث نفس الشيء، فلا شك لدي أن الإمارات ستكون قادرة على العمل مع إدارة بايدن".
لكنه استدرك بالقول: "أعتقد أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر استقطابا مما كانت عليه في السابق، لكني أعتقد أن هذه مسألة تخص الأمريكيين وليس الإماراتيين".
واعتبر العتيبة أن "اتفاق إبراهيم" هو أكبر انتصار في السياسة الخارجية لإدارة ترامب.
ومضى قائلا: "كان مهما لأنه يعكس أن المواقف والعقليات تتغير. نحن لا نكسر المحظورات فحسب، بل يحتذي الآخرون حذونا ويتخذون قرارات مماثلة. لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى النتيجة ذاتها لولا إدارة ترامب".
وتابع: "لإثبات أن هذه تجربة ناجحة، يتعين عليك تحقيق الفوائد والنتائج والوظائف والتقنيات، يجب أن يشعر الشعب أن هذا قد جعل مستقبلهم أفضل".
ونوه بأنه "لم يكن من قبيل المصادفة أن بعض مذكرات التفاهم الأولى وقعت في مجالات الذكاء الاصطناعي أبحاث كوفيد-19، وإنتاج الأفلام. الترفيه والفنون والتكنولوجيا أشياء يعتقد الناس أنها ستجعل مستقبلهم أفضل".
وفيما يتعلق بالأثر طويل المدى لاتفاق إبراهيم على المنطقة، قال العتيبة "إن ما بدأ بمشاركة دولة واحدة وكسر أحد المحظورات تبعته دولتان أخريان. البحرين انضمت إلينا ثم السودان، ما يعني أن الأمر لم يعد حالة استثنائية. هذا يعني أن هذا اتجاه ونمط".
وشدد العتيبة على أن "حل الدولتين ما زال ينبض بالحياة اليوم لأن الضم توقف، إذا استمر الضم، لعلنا كنا سنناقش اليوم كيف يبدو حل الدولة الواحدة؟ كيف تبدو دولة ثنائية القومية؟ وسيكون حل الدولتين ميتا".
وحول ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة دفع الفلسطينيين والإسرائيليين للتفاوض، قال إنه "يجب أن يكون هدف الجميع، وليس فقط الإدارة (الأمريكية)، أعتقد أنه يجب أن يكون هدف الأمم المتحدة، وأعتقد أنه يجب أن يكون هدف جامعة الدول العربية. يجب أن يحاول الجميع جمع الأطراف معًا".
وتابع: "الآن، بعد أن قلنا ذلك، لا يمكننا إجبار الأطراف على الاجتماع معا إذا كانوا لا يريدون المضي في هذا الدرب".
واعتبر أن "هذا ليس إخفاقا لمجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة. هذا فشل للأطراف نفسها، يجب أن يتخذ الطرفان القرار بتشجيع منا جميعا".
وحول طلب الإمارات الحصول على طائرات عسكرية متطورة من طراز "إف-35"، قال العتيبة: "المزيد من البلدان أصبحت أكثر استقلالية، وتتحمل المزيد من المسؤولية وأعباء المنطقة".
وأردف: "سواء كانت طائرات إف-35 أم تعزير التجارة وزيادة الاستثمار مع الشركاء الإقليميين، فإن المزيد من الدول ستتحمل المزيد من العبء بأنفسها. من المهم للولايات المتحدة أن تفهم أننا نأخذ منطقتنا وأمننا على محمل بغاية الجد".
وقال العتيبة "نحاول الحصول على إف-35 منذ 6 سنوات"، لافتا إلى أنها "ليست جزءا من الصفقة" لاتفاق إبراهيم.