يوسف العتيبة: معاهدة السلام مع إسرائيل تفتح آفاقًا أرحب للمستقبل
سفير دولة الإمارات لدى واشنطن: بلادنا ستظل داعمًا قويًا ودائمًا للشعب الفلسطيني؛ لكرامته وحقوقه وسيادة دولته
تحت عنوان "شالوم، سلام، مرحبًا"، كتب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، يوسف العتيبة، مقالًا تناول معاهدة السلام التي وقعتها بلاده مع إسرائيل والتي بموجبها أوقفت إسرائيل مخططاتها لضم أجزاء من الضفة الغربية.
وقال العتيبة، خلال مقاله المنشور حصريًا بموقع "واي نت" الإسرائيلي، إن دولة الإمارات أعلنت معاهدة للسلام وعودة للعلاقات وفتح بوابة نحو مستقبل أفضل في شتى أنحاء الشرق الأوسط.
وأضاف: "كما أغلقنا باب الضم وخلقنا ديناميكيات جديدة في عملية السلام. إنه مكسب مهم للدبلوماسية ولشعوب المنطقة".
وبالنسبة لما تعنيه المعاهدة للإماراتيين والإسرائيليين وشعوب المنطقة، أوضح العتيبة أن توثيق العلاقات سيسرع النمو والابتكار، ويوسع نطاق الفرص أمام الشباب وسيوقف التحيزات القائمة منذ أمد بعيد، باعتبارهما اثنين من أكثر الاقتصاديات والمجتمعات نشاطًا وحيوية في الشرق الأوسط.
وأكد السفير الإماراتي لدى واشنطن أنها أيضًا ستساعد في نقل المنطقة بعيدًا عن الإرث المضطرب من العداء والصراع نحو مصير يحدوه أمل السلام والازدهار.
وأشار إلى أن عودة العلاقات بدأت بالفعل هذا الأسبوع وستتقدم تدريجيًا، فضلًا عن التعجيل بإعلان جهود تعاون جديدة في إطار مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، وفتح خط تواصل مباشر بعدما جمعت مكالمة هاتفية وزراء الخارجية للتهنئة.
وقال السفير الإماراتي إن المخططات قصيرة المدى ستتضمن محادثات بشأن الرحلات الجوية، والاتصالات، والشحن، والتعاون بمجالات الصحة والمياه والأمن الغذائي والتغير المناخي والتكنولوجيا والطاقة، إلى جانب التبادل الثقافي والعلمي، والزيارات الوزارية، وسيتبع ذلك تبادل السفراء والبعثات الدبلوماسية.
وأضاف أن الحكومتين ستبدآن العمل على إصدار تأشيرات متبادلة للسياح والطلاب ورجال الأعمال، ومع رحلات الطيران المباشرة، ستوفر شركات الطيران الرائدة عالميًا الوصول السريع إلى الإمارات وخارجها إلى كل وجهة رئيسية على الأرض.
ولفت إلى أنهم يتطلعون لاستقبال الإسرائيليين لزيارة جناحهم وأكثر من مائة أخرى بمعرض إكسبو الدولي في دبي أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وأشار إلى أماكن أخرى يمكن زيارتها، مثل "اللوفر" بأبو ظبي، وجامع الشيخ زايد الكبير، وسباق جائزة أبو ظبي الكبرى، وأكبر مركز تجاري في العالم، وأطول مبنى، فضلًا عن الصحاري الشاسعة والشواطئ الجميلة، وغيرها الكثير من الأمور التي يمكن فعلها ورؤيتها في الإمارات.
وأكد على تطلعه إلى صلات أعمق مع إسرائيل فيما يتعلق بقطاعات التكنولوجيا والمحتوى، وأن خبرة الإمارات باعتبارها رائدة عالمية في مجال الطاقة يمنح إسرائيل الإمكانية لتعزيز التعاون الإقليمي، إلى جانب أنها تأتي من بين أكبر منتجي الطاقة الشمسية والطاقة البديلة في العالم والأقل تكلفة.
ونوه السفير الإماراتي إلى أن المجتمع الديني الإماراتي من المواطنين والوافدين، الأكثر تنوعًا وقبولًا بالمنطقة، تواق لزيارة إسرائيل وبناء روابط أعمق، والتجمع معًا خلال عيد الفصح اليهودي، وإفطار رمضان أو عشاء عيد الميلاد.
وأبدى تطلعه لاستقبال الإسرائيليين من أجل الزيارة وممارسة الشعائر الدينية ببيت العائلة الإبراهيمي في أبو ظبي الذي سيبنى قريبًا، وهو مجمع متعدد الأديان سيتضمن مسجدا وكنيسة وكنيسا تحت سقف واحد.
وقال العتيبة إن الطائفية والتدخلات الإقليمية تهيئ الظروف من أجل المآسي والصراع وتحرض على التطرف وتقوض الاستقرار جراء قرون من سوء الفهم وعقود من انعدام الثقة التي تبث روح العدائية.
وأضاف أنه بهذا الإنجاز اختارت الإمارات وإسرائيل الدبلوماسية والتعاون باعتباره المسار المفضل لمواجهة تلك التحديات، وسنعمل معًا، مع الولايات المتحدة، على تعزيز أمننا الجماعي.
وأشار إلى أن زيادة الوعي وتعزيز القدرات للتصدي للمخاطر والتهديدات يوفر التطمينات، حيث سيتيح هذا مزيدًا من الحوار الإقليمي، مؤكدًا أن الهدف النهائي هو تشجيع فكر جديد بشأن النظام الإقليمي، وتشكيل عقلية تتميز بالتفاؤل، وتخفيف التوترات.
وأكد على أن النتيجة الفورية والأكثر أهمية هي قرار إسرائيل بقبول نتيجة تفاوضية، ورفض الأعمال أحادية الجانب، وتعليق مخططات ضم الأراضي الفلسطينية، مما يوفر الوقت والمساحة والديناميكيات الجديدة من أجل عملية السلام، كما يبقي على حل الدولتين على النحو الذي أقرته الجامعة العربية والمجتمع الدولي، ويعزز استقرار الأردن.
وانطلاقا من هذا المبدأ، أوضح السفير أن دولة الإمارات ستظل داعمًا قويًا ودائمًا للشعب الفلسطيني؛ لكرامته وحقوقه وسيادة دولته؛ إذ يجب أن يتقاسموا فوائد التطبيع.
وتابع: "كما فعلنا طوال خمسين عامًا، سندافع بقوة عن هذه الأهداف. والآن، سنفعل هذا مباشرة، وجهًا لوجه، مزودين بحوافز أقوى، وخيارات تتعلق بالسياسة، وأدوات دبلوماسية".
واختتم مقاله بأنه "من المؤكد أن هذا الصراع المستعصي والعديد من النزاعات الأخرى في منطقتنا لن تحل في لحظة، لكنها لن تحل بعنف لا نهاية له أو السير بنفس الطرق المسدود. إن إمكانات المنطقة، وآمال الشعوب، تضيع"، لكنه أكد أن الإمارات وإسرائيل ستحاولان الآن تحدي هذا المصير.
والخميس قبل الماضي، اتفق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وفي أعقاب الاتصال، تم الإعلان عن "وقف إسرائيل خطة ضم أراض فلسطينية"، بناء على طلب ودعم من دولة الإمارات.
بجانب إيقاف خطة ضم الأراضي الفلسطينية تضمنت معاهدة السلام مواصلة الإمارات وإسرائيل جهودهما للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، والسماح لجميع المسلمين بأن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.
ويعد التوصل إلى هذه المعاهدة -التي منعت إسرائيل من ضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة- دليلا واضحا على حكمة الدبلوماسية الإماراتية.
وقوبل الإعلان عن معاهدة السلام بترحيب عربي دولي واسع، وهنأت دول عربية بينها مصر والأردن والبحرين وسلطنة عمان وموريتانيا، دولة الإمارات بالتوصل لهذا الاتفاق التاريخي.
وأشادت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا واليونان وكوسوفو وإيطاليا واليابان وبلجيكا وكندا والهند وكوريا الجنوبية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والعديد من الساسة والقادة والمسؤولين حول العالم بمعاهدة السلام، واصفين إياها بأنها خطوة تاريخية تعزز من تحقيق فرص السلام في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز