البناء من أجل المستقبل.. خارطة طريق تعزير تعاون الإمارات وإسرائيل
منذ الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، الخميس الماضي، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالخطوة، التي وصفتها بـ"الشجاعة".
تتجاوز منافع معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية الجانب السياسي، إلى التعاون العلمي لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي يعد أكبر تحد تواجهه البشرية في الوقت الراهن.
هكذا جاءت رسالة الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، خلال لقائه مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية بواشنطن عبر فيديو كونفراس الخميس، حول أهمية معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، وذلك ضمن رسائل أخرى عديدة.
وكشف قرقاش في هذا الصدد أنه تم توقيع اتفاق التعاون بين مركزين بحثيين في البلدين حول تطوير أبحاث خاصة بفيروس كورونا المستجد، موضحا أنه سيكون هناك تعاون بين البلدين أيضا في مجالات الاقتصاد والزراعة والسياحة والأمن الغذائي.
خارطة تنموية.. وخطوات عملية
فقد وضع البيان الصادر عقب المكالمة الهاتفية الثلاثية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات في 13 أغسطس/آب الجاري، خطة عملية، وخارطة طريق تنموية، كانت بدايتها التعاون لمكافحة انتشار فيروس كورونا، لتكون أولى ثمار هذه الاتفاقية التاريخية انتصارا علميا لأجل خير البشرية.
وفي خطوة تؤكد مضي الدولتين قدما في تنفيذ معاهدة السلام بشكل عام، وخارطة التعاون العلمي بينهما بشكل خاص، تم الإثنين الماضي، توقيع مذكرة تقاهم بين قطبين صاعدين في مجال الخلايا الجذعية، ممثلين عن الطرفين الإماراتي والإسرائيلي في مراسم احتفال أقيمت عن بعد.
وأعلن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية عن توقيعه مذكرة تفاهم مع Pluristem Therapeutics Inc تمهيداً للتعاون في مجال الأبحاث والتطوير المتعلق بخدمات ومنتجات الطب التجديدي بما فيها تلك التي يمكن استخدامها في مكافحة جائحة كوفيد-19.
ويهدف التعاون إلى الاستفادة من مجالات خبرة كل من مركز أبوظبي للخلايا الجذعية وشركة Pluristem في العلاجات الخلوية لتوفير طب تجديدي لا تقتصر فائدته على مواطني الدولتين فقط، بل يعود بالنفع على الإنسانية ككل.
وكان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية وشركة Pluristem قد طورا منتجات مبتكرة أثبتت أنها آمنة وفعالة في علاج الإصابات بفيروس كوفيد-19، حيث عالجت Pluristem مرضى بـمنتجها المشيمي الخيفي PLX-PAD عبر برامج "الاستخدام الرحيم" والتي تتيح تقديم الأدوية التجريبية لأشخاص غير مشاركين في التجارب السريرية، وذلك في إسرائيل والولايات المتحدة، وهي تقوم حالياً بإجراء تجارب المرحلة الثانية في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
بينما عالج مركز أبوظبي للخلايا الجذعية المصابين بفيروس كورونا المستجد بمنتجه "UAECell19" الحاصل على براءة اختراع والمعتمد، والذي نجح في تحقيق تحسن سريري في نصف الوقت المتوقع وفي خفض مدة الاستشفاء لربع المدة مقارنة بالمرضى الذين تلقوا العلاج التقليدي.
ولا شك أن قيام الطرفين بتبادل نتائج الأبحاث والعينات، والتعاون في استخدام المعدات وفي إجراء الاختبارات، وجميع الأنشطة الأساسية الأخرى المتعلقة بتطوير العلاج والبحث في العلاجات بالخلايا، سيسهم في تحقيق نتائج أسرع وأفضل لمواجهة فيروس كوفيد-19، وستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة.
البناء من أجل المستقبل
وإلى جانب التعاون العلمي، فإن بدء العلاقات الدبلوماسية السلمية بين الجانبين، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
خصوصا مع توقعات بأن تسهم تلك الاتفاقية في تشجيع أطراف عربية أخرى بتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، فهناك العديد من الدول العربية لديها رغبة في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل وطي صفحة الماضي، والبناء من أجل المستقبل.
وكان الدكتور أنور قرقاش قد دعا خلال لقائه مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية، الفلسطينيين إلى الاستمرار في التفاوض، مؤكداً أن معاهدة السلام حافظت على حل الدولتين، وقال إنه منذ طرح مبادرة السلام العربية كان الخطر الأكبر هو ضم أراض في الضفة.
وأضاف: "هناك العديد من المجالات المفتوحة للتعاون بعد توقيع المعاهدة مع إسرائيل، وما زالت رسالتنا للفلسطينيين هي استمروا في التفاوض، لأن التغيرات على الأرض تؤثر على فرص السلام".
وأشار إلى أن ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية كان خطرا كبيرا، موضحاً أن الإمارات رأت فرصة في وقفه، ومعاهدة السلام حافظت على حل الدولتين.
ومنذ الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، الخميس الماضي، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالخطوة، التي وصفتها بـ"الشجاعة"، وجددت الآمال في استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد جمود دام 6 سنوات.