"خليفة" الظواهري.. مقرّب من إيران؟
هل لإيران علاقة بالزعيم المقبل لتنظيم القاعدة؟ سؤال تفاقم الترجيحات بشأنه المخاوف من نفوذ محتمل لطهران على التنظيم وتداعيات ذلك.
موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي، ذكر أن الرجل الذي يرجح أن يصبح الزعيم القادم لتنظيم القاعدة أمضى عقودا يستخدم إيران كقاعدة للعمليات، ويحتفظ بعلاقات وطيدة بالنظام المتشدد.
وفي حال صدق ما سبق، يحذر الموقع من أن اثنين من قوى الإرهاب البارزة في العالم قد توسع علاقاتها في المستقبل القريب.
وقال إن سيف العدل، القائد الثاني بالقاعدة وزعيم ذراعه الأمني منذ فترة طويلة، هرب إلى إيران في أوائل الألفية الجديدة، إلى جانب قادة كبار آخرين، بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
ومن هناك، ساعد في نقل الأوامر من زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي استهدفته ضربة أمريكية مؤخرًا، وتنسيق عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل العشرات، من بينهم أمريكيين، بحسب مسؤولين أمريكيين سابقين ومعلومات بشأن محور إيران-القاعدة نشرتها مجموعة مراقبة.
وبحسب الموقع نفسه، فإن الحرس الثوري الإيراني وفر الحماية للعدل خلال فترة وجوده في البلاد، وسمح له النظام بالتخطيط لهجمات إرهابية دموية، بما في ذلك العملية التي استهدفت السعودية في مايو/أيار 2003 وأسفرت عن مقتل ثمانية أمريكيين.
تساؤلات
وقالت منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، التي تراقب عن كثب العمليات الإرهابية الإقليمية الإيرانية، إن "وجود العدل المشتبه به في إيران أثار مزيدا من التساؤلات بشأن النفوذ الإيراني على القاعدة إذا تمت تسمية العدل الزعيم (الجديد)"
فيما لفت "واشنطن فري بيكون" إلى أن تلك الروابط توطدت منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من أفغانستان الذي ترك طالبان في السلطة والبلاد في حالة فوضى.
وأفاد تحليل استخباراتي أوروبي بأن كبار القادة في فيلق القدس، وهو وحدة خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني ما زالوا على تواصل وثيق مع قادة القاعدة، "ومنذ سقوط أفغانستان، قدموا لبعض قادة القاعدة وثائق السفر والملاذ الآمن."
وكشف مسؤولون أمريكيون سابقون لـ"واشنطن فري بيكون"، أن تحالف "إيران-القاعدة" نما سرًا على مدار سنوات، مما يجعل احتمال إبرام اتفاق نووي إيراني جديد – والذي سيوفر المليارات لطهران – مفيدا لحلفائها في القاعدة.
ونقل الموقع عن جابرييل نورونها، المستشار السابق لشؤون إيران بوزارة الخارجية في عهد إدارة دونالد ترامب، قوله: "عندما تثري الحكومة الأمريكية الإرهابيين الإيرانيين بتخفيف العقوبات أو عدم إنفاذها، ستعود تلك الأموال في النهاية لدعم القاعدة. نعلم أن سيف العدل لم يكن يعيش فحسب في إيران معظم العشرين عاما الماضية، بل كان النظام يستضيفه إلى جانب عناصر آخرين من القاعدة."
وأضاف: "منذ 2015، سمح النظام الإيراني للقاعدة بإنشاء مقر للعمليات في البلاد، حيث زودوهم بالوثائق، وجوازات السفر، والأموال، والدعم اللوجستي مثل المنازل الآمنة."
تنسيق عملياتي
وذكر الموقع أن العدل وشبكته من الموثوقين في القاعدة استخدموا الفترة التي أمضوها في إيران لبناء "تنسيق عملياتي" وثيق مع قوات الأمن في طهران، من بينهم الحرس الثوري.
وفي حين كانت إيران في وقت ما على خلاف مع القاعدة بسبب الاختلافات الدينية، لم يكن هذا هو الحال على مدار عدة سنوات، بحسب نورونها ومسؤولين أمريكيين سابقين آخرين مطلعين على تلك الروابط.
وقال نورونها: "لم تعد هذه جماعات إرهابية منفصلة ومختلفة تماما أو حتى خصوم – بل هم جزء من تحالف مناهض لأمريكا والغرب."
وطبقًا لـ"متحدون ضد إيران النووية"، سمحت إيران لعادل، خلال الفترة التي أمضاها في إيران منتصف الألفينيات، بالسفر إلى باكستان، والتواصل مع قادة آخرين بالقاعدة."
وأزاح وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني 2021، عن مدى عمق تلك الروابط، عندما كشف عن أن عملية أمريكية قتلت أحد كبار قادة القاعدة بشوارع طهران في 2020.