شارع الرشيد في بغداد.. شاهد على نضال العراقيين في 100 عام
المتظاهرون يرون شارع الرشيد عاملا رئيسيا في حماية الساحات الرئيسية التي تشكل مركز ثورتهم، والتي تأتي على رأسها ساحة التحرير
يحتل شارع الرشيد مساحة كبيرة في ذاكرة العراقيين تمتد لقرابة 100 عام، حيث شهد الكثير من الأفراح والأحزان خلال تاريخ العراق الطويل.
قبل 100 عام خرج العراقيون للثورة على الاحتلال الإنجليزي، واليوم يخرجون إلى نفس الشارع للثورة أيضا، لكن الثورة هذه المرة لم تكن ضد محتل بل ضد نظام سياسي معيب واستشراء النفوذ الإيراني في بلادهم.
وذكر تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" حول تأريخ شارع الرشيد خلال القرن الماضي أن العراقيين عندما سعوا للاستقلال عن بريطانيا في عشرينيات القرن الماضي، لم يجدوا سوى أكثر شوارع بغداد رقيا ليكون مسرحا لثورتهم.
وأشار التقرير إلى أن الشارع الذي كان محورا ثقافيا مكتظا في قلب بغداد، تحول إلى ساحة حرب في الأيام الأخيرة عندما حاولت قوات الأمن قمع المتظاهرين، باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز والرصاص المطاطي.
ويرى المتظاهرون شارع الرشيد عاملا رئيسيا في حماية الساحات الرئيسية التي تشكل مركز ثورتهم، التي تأتي من بينها ساحة التحرير، حيث يخيم المئات من المتظاهرين، لكن الخبراء يبدون قلقا من الأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها الاشتباكات على مباني الشارع التاريخي.
وتقول زينب مصطفى، مدير مؤسسة "لوجال" غير الحكومة التي تعمل على تطوير شارع الرشيد: "نحن نفقد التراث.. لكن خسارة الدماء الإنسانية أكثر فداحة".
ومثّل العنف أيضا فصلا من فصول تاريخ الشارع، ففي عام 1958 تم سحب جثة ولي العهد الأمير عبد الإله والتمثيل بها في الانقلاب الذي قاده الجنرال عبد الكريم قاسم، وفي العام التالي وأثناء عبوره الشارع نجا قاسم، رئيس الوزراء آنذاك، بأعجوبة من محاولة اغتيال فاشلة دبرها الشاب صدام حسين.
وقام العثمانيون ببناء شارع الرشيد 1916 ليكون طريقًا عسكريًا يمتد من الشمال إلى الجنوب موازيا لنهر دجلة.
وعقب استيلاء القوات البريطانية على بغداد في الحرب العالمية الأولى، نظم العراقيون عام 1920 احتجاجات وتجمعات في شارع الرشيد تحولت في نهاية المطاف إلى تمرد مسلح في جميع أنحاء البلاد، وفي العام التالي، تم توسيع شارع الرشيد ليضم 4 جسور وساحات استراتيجية، ليتحول الشارع إلى محور ثقافي رئيسي.
وبذلت المنظمات غير الحكومية جهودا حثيثة لإعادة إعمار المباني الأثرية في الشارع، لكن جهودها لم تجد استجابة واضحة بسبب البيروقراطية وتداخل السلطات.