تصاعد إرهاب الشباب بالصومال.. رسائل للداخل أم "عربون" خلافة الظواهري؟
"رسائل للداخل" و"عربون" لخلافة زعيم القاعدة أيمن الظواهري.. هكذا رأي خبراء أسباب تصاعد العمليات الإرهابية لحركة الشباب بالصومال.
وزاد من تلك التكهنات مرور أكثر من شهرين على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وعدم إعلان التنظيم عن بديل لخلافته حتى الآن، في ظل عدم وجود آلية واضحة لاختيار أو تعيين زعيم جديد للتنظيم، يحافظ على ولاء القادة والمنتسبين إليه في جميع أنحاء العالم.
بين الانتقام ومساعي الخلافة
ومنذ مقتل الظواهري بدأت حركة الشباب الصومالية، فرع تنظيم القاعدة في أفريقيا، في زيادة عملياتها الإرهابية.
واغتالت الحركة في آخر عملياتها، الجمعة، قائد شرطة مقديشو الجنرال فرحان محمود آدم، عبر تفجير إرهابي في مدينة بلعد شمالي مقديشو .
وأكد عدد من الخبراء أن الحركة تهدف بزيادة العمليات الإرهابية في الصومال بإبراز جهودها أنها الأقوى في فروع التنظيم، وأكثرهم وجودا بالعتاد والسلاح على الأرض لترشيح أحد قادتها للزعامة.
وأضافوا في حديثهم لــ"العين الإخبارية" أن "حركة الشباب الإرهابية تهدف لترشيح أحد قياداتها ليرأس التنظيم بعد الظواهري، لذلك تبرز وجودها في أفريقيا ليكون أكبر الأجنحة التابعة لتنظيم القاعدة عملا على الأرض".
وعلق منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، أن "هناك بعض الأسماء قد تكون مرشحة لرئاسة تنظيم القاعدة وقد تكون بعضها من داخل شباب الحركة".
وكشف أن "اختيار أحد أعضائها لرئاسة التنظيم لو حدث، لن يكون لأنها أحد أجنحة القاعدة، ولكن لأنها تشكل الأقوى بين الأفرع في أفريقيا"، لافتا إلى أنها "بدأت تبتلع التنظيم بشكل كبير وتسيطر عليه".
ويكمل الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي: "ومن هنا من الممكن رئاسة أحد قيادات حركة الشباب لتنظيم القاعدة خلفا للظواهري بغض النظر عن اسمة أو ميراثة داخل الحركة".
وأوضح منير أديب أن "الأمر مرتبط بمبدأ قوة الحركة ونشاطها في أفرع التنظيم في أفريقيا".
القرن الأفريقي
واتفق مع أديب، الدكتورة سالي فريد، رئيس قسم السياسة والاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية العليا، بجامعة القاهرة، قائلة، إن "حركة الشباب الصومالية تكثف بالفعل نشاطها رغبة منها في ترشيح أحد قياداتها لزعامة تنظيم القاعدة".
وتضيف فريد في حديثها لــ" العين الإخبارية" أن "ذلك جدد المخاوف من توتر الإقليم، فيما وصف بأنه اتجاه لتمدد نشاط الحركة في القرن الأفريقي حيث تحاول حركة الشباب لفت الانتباه وإثبات موقف تبعيتها لتنظيم القاعدة".
ورجحت أنه ربما تشهد الفترة المقبلة عمليات إرهابية حول العالم، خاصة مع تمدد القاعدة في أفريقيا وكسب ود جماعات إرهابية أخرى، مثل جماعة بوكو حرام في نيجيريا.
وبينت فريد أن "حركة الشباب تُعد من أكثر الجماعات الإرهابية دموية في أفريقيا، فوفقا لمؤشر الإرهاب العالمي تحتل الصومال المركز الخامس ضمن الدول الأكثر تعرضاً لعمليات إرهابية".
ولفتت إلى أن "حركة الشباب الإرهابية توسعت في هجماتها ووصلت إلى إثيوبيا التي نفذت فيها هجوما في يوليو/تموز، أسفر عن مقتل 17 شرطيا".
وشددت على أن "حركة الشباب تتمتع بقدرات عسكرية ومالية، وتعتبر تنظيم القاعدة بمنزلة التنظيم الأم للحركة، وتحاول التأكيد على أنها ما زالت قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية، وعلى أنها في مرحلة صعود بعد فترة من التراجع".
خلاف دولة المقر
الأمر ذاته أكده الباحث في الشأن الأفريقي والحركات المتطرفة دكتور أحمد خلف أبو الفضل، قائلاً، إن "قوة الحركة وتكثيف تواجدها على الأرض من خلال العمليات الإرهابية قد يعطيها الحق في البحث عن مناصب قيادية في تنظيم القاعدة".
ويعتقد أبو الفضل في حديثة لــ"العين الإخبارية" أنه "رغم ذلك من الصعب أن ترشح أيا من عناصرها لخلافة الظواهري خاصة أن القاعدة كتنظيم يتخذ من أفغانستان مقرا رئيسياً وهناك جيل قيادي يمكن ترشيح زعيم للتنظيم من داخلة هناك".
واستبعد أبو الفضل فكرة تنصيب زعيم من حركة الشباب جناح التنظيم في أفريقيا، مؤكدا أنها تنتظر تعيين زعيم جديد قد يمدها بالدعم اللوجيستي سواء مادياً أو عسكريا عن طريق إرسال بعض قياداته لتدريب عناصر الحركة على القتال.
وحول أسباب صعوبة تعيين قيادي من الحركة لزعامة التنظيم، أجاب بأن "زعيم القاعدة الجديد يفترض عليه الانتقال لأفغانستان وقادة الحركة من الجيل الحالي يستبعدون ترشيح أي من قادة حركة الشباب، ناهيك عن كون التنظيم يريد كسب دعم طالبان والتي سيكون لها بطبيعة الحال رأي في شخصية الزعيم الجديد بحكم وجوده في كابول".
وبين أن "زعامة تنظيم القاعدة ليست هدفاً رئيسيا للحركة فهي تطمح إلى السيطرة على الصومال".
رسائل للداخل
مدير وحدة الدراسات الأفريقية بمركز المستقبل الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، دكتورة إيمان الشعراوي أكدت بدورها أن "تكثيف حركة الشباب الصومالية نشاطها وزيادة العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة، ليس مرتبطا بسعي الحركة خلافة أحد المنتمين لها لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بعد مقتله".
وتابعت: "لأن الحركة يغلب عليها الطابع المحلي وعدم وجود شخصيات قيادية داخل الحركة تصلح لخلافة الظواهري، فإنه من المستبعد أن يكون زعيم تنظيم القاعدة من حركة الشباب، وذلك على الرغم من تبنيها أفكار تنظيم القاعدة".
وأكدت أن "زيادة نشاطها يرجع لأسباب أخرى أبرزها الانتقام لمقتل الظواهري، وإيصال رسالة بأنهم مستمرون في ممارسة العمليات الإرهابية، بعد فوز الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود".
وأوضحت الشعراوي أنه "قد يؤثر اسم الخليفة الجديد للقاعدة على استمرار إعلان حركة الشباب الانتماء للقاعدة، وذلك في ظل توغل حركة الشباب في دول الجوار الصومالي ومنها إثيوبيا الذي استهدفت فيها الحركة مواقعها ومقراتها في الصومال، ثم قامت بمحاولات للتوغل داخل الحدود الإثيوبية، ودولة كينيا أيضا".
ولفتت إلى أن ذلك "يؤكد مساعيها لتوسيع نشاطها في بعض دول القرن الأفريقي، وتوسيع نطاق سيطرتها الجغرافية وذلك لزيادة أعداد المنضمين لها، فضلا عن البحث عن نقاط موارد إضافية".
وأفادت الشعراوي أن "حركة الشباب استفادت من حالة الضعف التي يعاني منها الجيش الصومالي والأزمة السياسية القائمة قبل انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود، فضلًا عن استفادتها في السابق من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، والتي أدت إلى فرار آلاف الإرهابيين الأجانب والذي توجه معظمهم لأفريقيا وانضم عدد كبير منهم لحركة الشباب.
واختمت الشعراوي، بالتأكيد على أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من العمليات الإرهابية لحركة الشباب الصومالية في الداخل ودول الجوار، في ظل عدم وجود استراتيجية أمنية ذات آليات واضحة لمواجهتها.
فضلًا عن أنه "أصبح أكثر تنظيماً ودموية، ويستخدم تكتيكات متطورة جديدة على أساليب الحركة، من ضمنها تفجير العبوات الناسفة، والكمائن على القوافل، والهجمات الانتحارية، والسيارات المفخخة، بالإضافة إلى الاغتيالات وعمليات التصفية".
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز