قبائل آل ثابت.. آخر ضحايا الإرهاب الحوثي في اليمن
المليشيا الحوثية استهدفت سوق آل ثابت بعدد من صواريخ الكاتيوشا، وحاولت إلصاق التهمة بالتحالف العربي
لم تجد مليشيا الحوثي الإرهابية وسيلة لإسكات قبائل "آل ثابت" في مديرية قطابر، في أقصى محافظة صعدة اليمنية، سوى إمطارهم بصواريخ الكاتيوشا أثناء تسوقهم، في جريمة مروعة هزت الشارع اليمني.
وحاولت مليشيا الحوثي التنصل من المجزرة باتهام التحالف العربي بارتكابها، لكن الرد كان من الحكومة اليمنية والتحالف ومصادر محلية أجمعت على أن الانقلابيين هم من يقفون خلف الجريمة.
المجزرة الحوثية، التي استهدفت سوق آل ثابت في مديرية قطابر، أسفرت في حصيلة غير نهائية عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 20 آخرين، حسب إحصائيات للحكومة اليمنية.
وأكدت مصادر قبلية أن السلاح المستخدم كان عددا من صواريخ الكاتيوشا الحوثية، وأنه لم يُسمع أي تحليق لطيران التحالف، لكن المليشيا أرادت إلصاق التهمة لمقاتلات التحالف، كون المنطقة تقع بالقرب من الشريط الحدودي مع السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا الحوثية قامت بتطويق السوق ومنعت الدخول والخروج منه، في محاولة منها لطمس جريمتها، وإخفاء أي بقايا لشظايا صواريخ الكاتيوشا.
عقاب جماعي
كغيرها من القبائل اليمنية الساخطة من الانقلاب، بدأت قبائل "آل ثابث" برفض الإجرام الحوثي والأجندة الإيرانية باستخدام مناطقهم كمنصة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد الأراضي السعودية.
وقالت مصادر محلية إن قبائل آل ثابت منعت مليشيا الحوثي من نصب منصات صواريخ باليستية بهدف استهداف المناطق المأهولة بالسكان والمرافق المدنية جنوب السعودية، وهو ما جعل المليشيا تتعامل معهم بطريقة إرهابية وتحولهم إلى أهداف لنيرانها.
واعتبرت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، الجريمة الحوثية بأنها "عقاب جماعي على مواقفهم الوطنية الرافضة للانقلاب والمؤيدة للحكومة"، وقال إنها تؤكد "دموية المليشيا التي لا تتقن سوى القتل وسفك الدماء وبث الخوف في نفوس المواطنين".
وطالبت الحكومة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وأمينها العام بإدانة هذه الجريمة النكراء، والعمل على إدراج المليشيا الحوثية كمنظمة إرهابية.
كما طالبت الحكومة بدعمها لاستعادة باقي المحافظات وتثبيت الأمن والاستقرار في عموم الوطن، وإنهاء معاناة الشعب اليمني المتفاقمة جرّاء الانقلاب الحوثي وجرائمه اليومية بحق المدنيين.
المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي تركي المالكي وصف الحادثة بأنها "جريمة نكراء ترقى لجرائم الحرب"، لافتا إلى أنه "استهداف ممنهج" للأبرياء، بعد موقفهم البطولي ضد الانقلاب.
وأشار المالكي إلى أن الجريمة تعد امتدادا لجرائم مليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني منذ بداية الانقلاب أواخر 2014.
سوابق حوثية
وهذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها مليشيا الحوثي مجازر ضد المدنيين باليمن، وتسارع إلى إتهام مقاتلات التحالف العربي.
ولا تزال جريمة "شعوب" التي استهدفت طالبات مدرسة ثانوية في مديرية "شعوب" بالعاصمة صنعاء، قبل شهرين، شاهدة على الإجرام الحوثي، بعد أن نفت المليشيا الحوثية مسؤوليتها عن المجزرة التي راح ضحيتها نحو 8 طالبات، واتهمت التحالف العربي.
وبعد نفي التحالف العربي حينذاك تنفيذ أي غارات جوية في ذلك اليوم بصنعاء، أسفرت تحقيقات للأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المعنية بحقوق الإنسان، عن أن انفجار شعوب الذي تسبب بمقتل الطالبات كان ناتجا عن انفجار في مخازن أسلحة للحوثيين تم تكديسها بالقرب من مدارس الطالبات، في حادثة وصف بأنها أقرب لجريمة حرب.
تصعيد إرهابي للحوثيين
وتزامنت الجريمة الحوثية ضد قبائل "آل ثابت" مع تصعيد إرهابي غير مسبوق للحوثيين في عدد من المدن اليمنية، فضلا عن الأراضي السعودية.
ففي محافظتي تعز والحديدة، أسفرت هجمات حوثية خلال اليومين الماضيين عن مقتل وإصابة أكثر من 7 أطفال، وتدمير مصنع للألبان في مدينة الحديدة غربي اليمن.
وقال الناشط الحقوقي اليمني عبدالرقيب الشرعبي إن التصعيد الإجرامي للحوثيين، يتزامن مع تحركات دولية مكثفة لإنعاش عملية السلام، وهو ما يؤكد أن المليشيا تريد نسف كل فرص السلام خدمة للأجندة الإيرانية.
وأضاف الناشط اليمني لـ"العين الإخبارية" "إيران تريد أن يظل اليمن ساحة إرهابية لها من أجل تهديد دول الجوار، وتعمل على إفشال كل تحركات السلام، ومفاقمة معاناة اليمنيين".
وحول النفي الحوثي لجريمة "آل ثابت"، قال الناشط اليمني "هذه ليست المرة الأولى التي تقتل فيها مليشيا الحوثي القتيل وتسير في جنازته، شاهدنا حوادث مختلفة من هذا النوع بصعدة وصنعاء، وكانت الأهداف متشابهة، سواء أسواقا شعبية أو مدارس.