زوجة "الطبلاوي" تكشف سبب رفض الإذاعة المصرية التحاقه بها 9 مرات (حوار)
رسم لنفسه أسلوبا مميزا في قراءة القرآن فتربع على عرش التلاوة لعقود، ولقب بـ"صاحب النغمة المستحيلة"، إنه القارئ محمد محمود الطبلاوي.
ويبدع "الطبلاوي" في تلاوة كتاب الله بأسلوب فريد ومدرسة في الأداء لا مثيل لها تجبر المستمعين له على الجلوس في أماكنهم لساعات طويلة حتى ينتهي، فهو صاحب صوت ملائكي ساحر، ونفس طويل.
وتواصلت "العين الإخبارية" مع زوجة الشيخ محمد الطبلاوي، والتي عرّفت نفسها بـ"أم عمر"، لتكشف أسرارا من حياة الشيخ الراحل، وكيف جال بلاد الدنيا شرقا وغربا قارئا للقرآن الكريم، وأثار صوته إعجاب الملايين حول العالم.
وتحدثت "أم عمر" عن مراحل عديدة في حياة "آخر حبة في سبحة عباقرة التلاوة"، كما أطلق البعض على الشيخ الطبلاوي، منها مرحلة ختمه القرآن الكريم، ودخوله الإذاعة، والطقوس الخاصة به طوال شهر رمضان.
وإلى نص الحوار:
- متى ختم الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن الكريم لأول مرة؟
الشيخ محمد محمود الطبلاوي رحمة الله عليه حفظ القرآن الكريم وهو في سن صغيرة، وختمه لأول مرة وهو في التاسعة من عمره.
والد الشيخ محمد الطبلاوي كان حريصاً على تعليمه وحفظه القرآن الكريم منذ الصغر، نظراً لأنه الابن الوحيد له هو وشقيقته، بالإضافة إلى ذلك هناك واقعة حدثت قبل ميلاد الشيخ محمد كانت سبباً في حرص الأهل على تحفيظه القرآن، وهي أن والدة الشيخ محمد كانت قد شاهدت رؤيا في منامها في أثناء فترة حملها، وكانت الرؤيا عبارة عن أن جد الشيخ محمد يبشرها بأن مولودها سيكون صاحب شأن كبير، وسعد الوالدان بالرؤيا وتمنيا أن تتحقق، لذلك بعد ولادته حرص والده على تعليمه القرآن، واهتم به كثيراً حتى ختمه في هذه السن الصغيرة.
- حدثينا عن فترة حفظه للقرآن الكريم في طفولته
الشيخ الذي كان يحفظه القرآن الكريم ميز صوته منذ البداية، فقد كان يصف أصوات الأطفال الذين يحفظون معه القرآن فلان صوته رخيم والآخر صوته نحاسي، محمد الطبلاوي صوته كان مميزا، وكان دائما يحثه على الاهتمام بصوته، وأولاه رعاية واهتماما خاصا على غير ما كان يفعل مع زملائه من حيث التحفيظ بدقة والمراجعة المستمرة.
وأكد له أنه سيكون صاحب شأن في تلاوة القرآن الكريم، حتى امتهنها الشيخ محمد الطبلاوي وهو في سن الـ11 من عمره.
- كيف امتهن الشيخ محمد محمود الطبلاوي قراءة القرآن الكريم في المنازل؟
كان الشيخ محمد محمود الطبلاوي يقرأ القرآن الكريم بشكل يومي في كل صباح في منازل قريته، وكان يقرأ لهم القرآن في بعض المناسبات البسيطة، وكانوا يخصصون له رواتب شهرية رمزية.
- هل هناك موقف معين ارتبط بذاكرة الشيخ الطبلاوي في الصغر ورأى أثره في الكبر؟
نعم، كان يقص لي واحدة من أغرب الحكايات التي حدثت له في حياته، ففي أثناء مروره وهو صبي أمام الأزهر الشريف تمنى ودعا الله أن يكون قارئ الأزهر الشريف، وفي نفس اليوم مر على حي ميت عقبة وطلب من الله أن يكون له منزل فيه، وفي نفس الوقت دعا الله أن يرزقه بسيارة مثل التي كانت تمر بجانبه في ذلك الوقت، وتحققت دعواته، حقق الله سبحانه وتعالى له جميع أمنياته كما كان يطلبها منه، بل كان الله يرزقه بالأفضل دائماً.
- متى التحق الشيخ محمد محمود الطبلاوي بالإذاعة المصرية؟
التحق بالإذاعة المصرية بعد أن تقدم للامتحان فيها حوالي 9 مرات، وكان يخرج كل مرة وترفضه الإذاعة بسبب عدم إتقانه المقامات الموسيقية والانتقال النغمي بينها، فقد كان يقولها بالفطرة، ولكنهم كانوا يرغبون في الأداء بطريقة مدروسة وصحيحة، ووصفه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بأنه صاحب النغمة المستحيلة، ولكن في المحاولة العاشرة نجح الطبلاوي في الالتحاق بالإذاعة، ليكون قارئا معتمدا، يستمع إليه المسلمون في شتى بقاع الأرض، وكانت هذه بداية انطلاقه.
- كم مرة تزوج الشيخ محمد محمود الطبلاوي؟
تزوج 4 مرات، الأولى كانت من القاهرة ولم يكن لديه أولاد منها وانفصلا عن بعضهما، وتزوجت من بعده، ولكن علاقتهما كانت جيدة حتى بعد الانفصال وكان يزورها هي وزوجها باستمرار، وكان يقول عنها إنها أطيب قلب تعامل معه طوال حياته، وظل يدعو لها حتى وفاته، والثانية كانت من بلدته بالمنوفية وهي التي أنجبت له 10 أبناء، كانوا 5 أولاد و5 بنات، والثالثة كانت من أشمون وأنجبت له محمد وأحمد، وولده محمد هو الذي شرب منه التلاوة، وأنا الرابعة "يسرية الطبلاوي" أنجبت له ولدا واحدا فقط وهو "عمر"، وتزوجته وهو كبير في السن واستمر زواجنا حوالي 11 عاماً إلى أن فارق الحياة وهو في منزلي.
- هل كان له طقوس خاصة يقوم بها طوال شهر رمضان؟
كان يحب شهر رمضان جدًا، وجميع الأجواء المرتبطة بالشهر الكريم، وكان حريصا على توزيع "كرتونة رمضان" على من يستحقها، وحريص على قراءة القرآن بصوته الذي لا مثيل له، بالإضافة إلى الذبح والتوزيع على المحتاجين، وقبل زواجي منه كان يسافر إلى جميع دول العالم، فقضي شهر رمضان على مدار 40 عاما خارج مصر، فقد كان يرى في ذلك متعة كبيرة له.