القارئ المصري ماهر فرماوي يكشف كواليس فوزه بالمسابقة العالمية للقرآن (حوار)
فاز القاري المصري ماهر فرماوي بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم 2023 في فرع "حفظ القرآن وفهم معانيه لأصحاب الصوت".
وأعلن وزير الأوقاف المصري محمد جمعة أسماء الفائزين في احتفالية نظمتها الوزارة، الأربعاء، وجاءت المسابقة في 8 فروع، وشارك فيها 108 متسابقين من 58 دولة، وبلغت قيمة جوائزها 2 مليون جنيه.
وكشف القارئ المصري ماهر فرماوي لـ"العين الإخبارية" مراحل المسابقة وطريقة توزيع الدرجات في فرع حفظ القرآن، مؤكدا أن المسابقة شهدت منافسة كبيرة على كتاب الله أمام لجنة محكمين من 7 دول.
وإلى نص الحوار:
بداية.. من هو القارئ ماهر فرماوي؟
أنا ماهر محمد فرماوي، مدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، عمري 31 سنة، وأقيم في قرية بهرمس التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، بدأت حفظ القرآن الكريم منذ الصف الأول الابتدائي بالمعاهد الأزهرية، وتمكنت من ختمه وإتمام حفظه في الصف الخامس الابتدائي على يد والدي، وبعد ذلك التحقت بمعهد قراءات، وتخصصت في التجويد، والحمد لله أنني سلكت طريق حفظ القرآن.
هل تشارك لأول مرة في مسابقات القرآن الكريم؟
شاركت في عدد كبير من المسابقات، ومنها المسابقة العالمية للقرآن في دولة الكويت عام 2015، وحصلت على المركز الخامس فيها، وكرمني حينها أمير دولة الكويت، وجاءت مشاركتي بترشيح من وزارة الأوقاف المصرية، وتنافست مع ممثلين عن أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، والأجواء كانت جميلة على مدار 12 يومًا، وجميع المشاركين رحبوا بالمتسابق المصري؛ لأنهم جميعًا يعلمون أن القرآن قُرئ في مصر، وعندما اعتليت المنصة للاختبار امتلأت القاعة عن آخرها للإنصات إلى تلاوة المرشح المصري.
كيف يجري تنظيم المسابقات العالمية للقرآن؟
كل دولة لها مسابقة عالمية، مثل مصر والكويت والإمارات والمغرب، والمسابقة يتقدم إليها ممثلون عن دول العالم، والمنافسة في المسابقة العالمية بمصر شريفة والاختبارات تتم على أجهزة الكمبيوتر، ومن مزايا المسابقة المصرية أن نتيجة كل متسابق تظهر أمامه أول بأول، وهذه الميزة غير موجودة في المسابقات العالمية الأخرى، وبعد الانتهاء من الاختبار على المنصة يعرف كل متسابق نتيجته أمامه وأمام الجميع لضمان الشفافية والوضوح.
ما نوع الأسئلة في المسابقة؟
المسابقة لها أكثر من فرع، والفرع الأول هو "حفظ القرآن وفهم معانيه ومقاصده العامة لأصحاب الصوت"، وفزت بالمركز الأول في هذا الفرع، وكان توجيه وزير الأوقاف هو أن المسابقة لا تستهدف حفظة القرآن فقط، ولكن تستهدف الحفظة الوسطيين القادرين على حفظ القرآن وفهم مقاصده بالوسطية السمحة منعًا لانتشار الأفكار المتشددة والمتطرفة، وبالتالي جاءت المسابقة بين حفظ القرآن وفهم مقاصده، وتتوزع الدرجات الـ100 على 75 درجة لحفظ القرآن و20 لفهم مقاصده و5 درجات للصوت الحسن، ونخضع لاختبار تحريري وآخر شفوي في المقاصد، بالإضافة إلى اختبار الحفظ ويكون بالاختيار من بين 100 سؤال على جهاز الكمبيوتر، ويحدد السؤال للمتسابق آيتين ويطلب منه تلاوة الآيات الواردة بينهما.
كيف ترى مستوى قراءة القرآن في مصر في ظل المنافسة العربية؟
في الفترة الأخيرة رأينا الكثير من القراء الشباب، وأمثال هؤلاء يجعلوننا نطمئن على قراءة القرآن، وفي رأيي يظل القارئ المصري هو الأكثر قدرة على الإلمام بأحكام التجويد والتلاوة وإتقانها، وهناك قراء خارج مصر أصواتهم مقبولة وجيدة، لكن "السمّيعة" ومن يدركون أحكام التلاوة والتجويد أصبحوا نادرين، وصار الحكم على القارئ بمعيار الصوت الحسن فقط، ولكن أين أحكام التجويد؟
الذين لا يدركون أحكام التلاوة والتجويد يقولون إن مستوى القراء المصريين في تراجع، وهذا غير حقيقي، لأن الأمر ليس مقتصرًا على الصوت، وأحكام الغُنة تقيدنا بحركتين، كما أن أحكام المد تقتصر على 4 حركات فقط، وبالتالي نحن نقرأ وفق ضوابط، ولو خرجنا على هذه الأحكام والضوابط سيصبح الأمر مجرد تغنّي، وفي مسابقة القرآن إذا أسقط المتسابق الغنة أو المد فستنقص درجاته، وأعيد القول بأن القرآن قُرئ في مصر، وجميع القراء يأتون إلى مصر ليتعلموا القراءة على طريقة القراء الكبار مثل محمد صديق المنشاوي ومحمود الحصري وعبدالباسط عبدالصمد، وبالتأكيد الأصل أقوى من التقليد.
هل الجيل الحالي قادر على ملء الفراغ الذي تركه قراء الجيل الذهبي؟
بالفعل، الجيل الحالي من القراء الشباب قادر على ملء هذا الفراغ، وأرى أن القراء الصاعدين لديهم الموهبة، وعطاء ربنا ليس له حدود، وهذه المسابقة فيها عدد كبير من المتمكنين في حفظ وقراءة القرآن، ويجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء عليهم والتعريف بهم، وأقسم لك أن لدينا في مصر كنوز من الشباب، لكنهم في حاجة إلى الرعاية والاهتمام، وهو ما تحرص عليه القيادة السياسية الآن، من خلال الاهتمام بأهل القرآن ومضاعفة جوائز المسابقة وغيرها من أوجه الرعاية.
كيف جرت احتفالية تكريم الفائزين بمسابقة هذا العام؟
بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم ثم كلمة وزير الأوقاف، وبعدها بدأ تكريم الفائزين والمحكمين، وبإذن الله سيتم تكريم الفائزين مرة أخرى في احتفالية ليلة القدر التي سيحضرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأنا أهدي هذا الفوز إلى مصر الحبيبة، ومصر دائمًا في العلا بحفظ الله وعزم شبابها، والأزهر الشريف به جيل قادر على حفظ القرآن، والرسول يقول "الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة".
في الختام.. كيف ترى الإيماءات التي يصدرها بعض القراء في العزاءات؟
هذه الحركات والإيماءات في رأيي تصرفات فردية للفت الانتباه على السوشيال ميديا وليست اتجاها عامًا ومنتشرا بين عموم القراء، وحركة القارئ الشيخ محمد السلكاوي قد تكون انفعالية أو لا إرادية، وإذا كانت كذلك فلا يُسأل عنها، ولكن إذا كان الأمر متعمدًا فهذا لا يليق بجلال القرآن ووقاره.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA== جزيرة ام اند امز