خدمات الموالد في مصر.. هل يؤثر غلاء الأسعار على إطعام المريدين؟ (خاص)
تشهد موالد آل البيت في مصر طقوسا خاصة، يحرص أبناء الطرق الصوفية على إقامتها سنويا في محيط المساجد فترة الاحتفال بالمولد.
في محيط المساجد تجد خياما متعددة تقدم فيها المأكولات والمشروبات مجانا لزوار الموالد، ومريدي الطرق الصوفية، والفقراء.
مع ارتفاع أسعار العديد من السلع مؤخرا، ارتفعت تكاليف المأكولات والمشروبات، الأمر الذي قد يؤثر على استمرار تلك الخدمات في الموالد مستقبلا.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من مشايخ الطرق الصوفية، لسؤالهم بشأن إمكانية توقف تلك الخدمات بسبب الغلاء، أو تأثرها بسبب ارتفاع التكاليف،.
نفحة سنوية
في البداية، يقول الشيخ أحمد التسقياني، شيخ الطريقة التسقيانية الصوفية، إن خدمات الموالد لن تتأثر، لأنها تعتمد على مبدأ المشاركة، بمعنى أن الخدمة يتولاها شخص ما، ويتلقى من الناس تبرعات مالية أو سلعية من لحوم وأرز وخضروات.
ويضيف التسقياني، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن البعض ينذر "نفحة سنوية" في مولد الإمام الحسين أو السيدة زينب أو السيدة نفيسة، ويقوم بتدبير قيمتها طوال العام، وهذا لن يتأثر بالغلاء، لأنه يجمع قيمتها على مدار السنة.
ويؤكد التسقياني أنه لن يتوقع حدوث أن تراجع في الخدمات، بسبب وجود كثيرين من راغبي الإنفاق في سبيل الله، وقد يدفع الغلاء الحالي البعض لزيادة الإنفاق على الفقراء، أو مشاركة من ينفقون لتقاسم الأجر والثواب.
إنفاق عقيدة
ويرى الشيخ طلعت مسلم، الداعية الإسلامي، أن الإنفاق وإطعام الطعام في الموالد والاحتفالات الدينية في مصر بمثابة "العقيدة"، لأن من ينفق يعتقد تمام الاعتقاد أن الله سيعوضه أضعافا مضاعفة، لذلك لن يوقف الإنفاق.
ويؤكد مسلم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن خدمات الموالد لم تتأثر، وما زالت الموالد تقام واحدا تلو الآخر، والخدمات كما هي.
ويضيف مسلم أن البعض إذا أنفق نفس قيمة الأموال فإنه لن يستطيع أن يقدم بها نفس السلع، لكنه يحافظ على نفس المستوى من خلال مشاركة غيره في نفس الخدمة، وأن الفقراء ما يزالون يأكلون ويشربون في خدمات الموالد ولم يتغير الوضع على الإطلاق.
الإنفاق سيزيد
من جانبه، يرى الشيخ السيد شبل، الداعية الإسلامي، أن الخدمات لن تتأثر بالغلاء، لأن أبناء الطرق الصوفية أصحاب الخدمات لم يتأثروا على بموجات الغلاء التي حدثت عدة مرات سابقا، واستمر تقديمهم للخدمات رغم ذلك.
ويوضح شبل، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن المنفقين ينفقون لوجه الله امتثالا للآية الكريمة: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، ومن ينفق لوجه الله لا يفكر في غلاء أو غير غلاء.
ويضيف شبل أن خدمات الموالد طوال التاريخ أدت دورا اجتماعيا كبيرا، وحمت فقراء كثيرين من الجوع، حتى أنه في أوقات معينة من التاريخ لم يكن الفقراء يأكلون اللحوم إلا في الموالد، فلذلك فهي باقية ولن تتوقف.
ويتوقع شبل أن تزيد خدمات الوالد وأن يقدم فيها المزيد من الطعام، بسبب دعوات مشايخ الطرق الصوفية، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، الدكتور علاء أبوالعزائم، الذي وجه أبناء الطرق الصوفية بزيادة الإنفاق حسب المقدرة لإطعام الفقراء في ظل ظروف التضخم الصعبة، موضحا أن هذه الدعوات سيكون لها تأثير كبير في الحفاظ على الخدمات وزيادتها.