احتفالات الطرق الصوفية في مصر.. "الموالِد" تعود ولكن (خاص)
في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية في مصر عودة الاحتفالات الدينية والموالد الصوفية بموافقة الحكومة.
وظلّت الاحتفالات متوقفة لأكثر من عامين بسبب جائحة كورونا، وحتى مع عودة فتح المساجد منذ أشهر، كانت الاحتفالات الرسمية للموالد متوقفة امتثالاً لقرارات اللجنة العليا لمكافحة كورونا.
عودة مشروطة
المستشار الإعلامي للمشيخة العامة للطرق الصوفية والمتحدث باسمها، أحمد قنديل، أكد أن العودة مشروطة بمحددات وضعتها وزارتا الداخلية والصحة، وعلى رأسها الالتزام بقواعد وشروط القانون المنظم للأنشطة الصوفية وفي مقدمتها الحصول على تصريح من المشيخة العامة للطرق الصوفية.
وشدد، في بيان، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية، وعدم تسيير مواكب صوفية، والتي كانت تسير في أول شهر رمضان والمولد النبوي وبداية العام الهجري الجديد.
وأضاف قنديل لـ"العين الإخبارية" أن قائمة الموالد المعترف بها من قبل المشيخة العامة للطرق الصوفية سيتم الاحتفال بها كما كان الوضع قبل كورونا، على أن يتم أخذ تصريح مسبق من المشيخة العامة للطرق الصوفية، وهي الجهة المسؤولة عن التنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة.
وأشار إلى أن التصريح يجري بالتنسيق مع وزارة الداخلية التي تؤمّن تلك الاحتفالات التي يشارك فيها الملايين، وتنظم حركة المرور، لكنه أكد في السياق نفسه أن الوزارة منعت تسيير المواكب هذه الفترة، وأن الطرق الصوفية ستلتزم بذلك حرصاً على سلامة المحتفلين.
امتثال للقواعد
من جانبه وجه الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، مريدي الطريقة، بأهمية الحصول على تصريح مسبق من شيخ الطريقة، الذي سيتكفل بالتنسيق مع المشيخة العامة للطرق الصوفية، في إقامة أي مولد أو حتى ليلة صوفية.
وقال الرفاعي، في توجيه لأبناء الطريقة الرفاعية، إن طريقته ستحتفل بمولد القطب أحمد الرفاعي، بداية من يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول، حتى الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023.
وأعلن الرفاعي، عدم إقامة سرادقات كالمعتاد وترك الساحة لأبناء ومريدي الطرق الصوفية والطريقة الرفاعية في إنشاء السرادقات والخدمات الخاصة بهم حسب ما يشاءون مثل باقي موالد آل البيت.
أهمية الاقتداء
وأكد محمد عبدالرحمن زايد، أحد مريدي الطريقة العزمية، إن قرار عودة الموالد رسمياً بعد غياب أكثر من سنتين تقريبًا "أثلج القلوب"، لأن أتباع الطرق الصوفية والمحبين لأهل البيت ينتظرون هذه الاحتفالات بفارغ الصبر.
وقال زايد لـ"العين الإخبارية" إن أهمية الموالد تنعكس في ربط الصوفية بأهل البيت وإحياء ذكراهم، لأنهم يمثلون القدوة الحسنة التي يقتدي بها الصوفية.
وأضاف أن التصوف يهتم بتربية المريدين التربية الروحية والسلوكية، وأن شيخه الدكتور علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، يوجه دومًا بضرورة بناء الجماعة الصالحة المصلحة لنهضة المجتمع الإسلامي، وأن هذه الموالد تمكنهم من التعرف على سير الأئمة وأهل البيت للاقتداء بهم في نهضة المجتمع.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA== جزيرة ام اند امز