رئيسة الديوان وأم العواجز.. سر ارتباط المصريين بالسيدة زينب (خاص)
يحتفل المصريون بداية من الثلاثاء ولمدة أسبوع بمولد السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها في محيط مسجدها بالقاهرة.
ومن المقرر أن ينتهي المولد الثلاثاء المقبل بما يسمى "الليلة الكبيرة"، وهو ما يتوافق مع ذكرى وصول السيدة زينب لمصر في الثلاثاء الأخير من شهر رجب سنة 61 هجريًا.
هذا اليوم يحتفل فيه المصريون بالسيدة زينب الكبرى، وهو احتفال خاص بالمصريين لا يشاركهم فيه أحد من الشعوب الأخرى، فهو ليس يوم مولدها ولا انتقالها للرفيق الأعلى، وإنما هو يوم ارتباط الشعب المصري بها، واستقبالهم لها.
للسيدة زينب مكانة خاصة في قلوب المصريين، ويلقبونها بالمشيرة ورئيسة الديوان وأم العزائم وأم العواجز، وغيرها من المسميات التي تعبر عن مدى الارتباط والحب المتبادل بينها وبينهم..
فما سر هذه العلاقة؟ ولماذا اختارت السيدة زينب مصر؟ وكيف ارتبط بها المصريون؟.. هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها "العين الإخبارية" فيما يلي..
لماذا اختارت مصر؟
يقول الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية ومؤلف موسوعة "سيرة أهل البيت"، إن هناك عدة عوامل وأسباب لاختيار السيدة زينب الهجرة إلى مصر، بعد أن خيرها بنو أمية بترك مكة والمدينة والانتقال إلى أي بلد آخر.
ويوضح العزمي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن من ضمن هذه الأسباب سماع السيدة زينب عن محبة أهل مصر لآل البيت وولائهم ومودتهم بسبب حكم رجال أبيها لمصر: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ومحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
ويضيف العزمي أن السيدة زينب كانت تعرف أن مصر كنانة الله في أرضه، وأن الله قد ذكرها وخصها في كتابه العزيز، وكذلك من سماعها لوصايا جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بالمصريين وثنائه على جندها.
ويقول العزمي: "كما اختارت مصر لتكون في شرف استقبال رأس أخيها الإمام الحسين رضي الله عنه، وكذلك ذريته من الأئمة والأولياء والذين هاجروا إلى مصر عبر التاريخ، استعدادًا لإقامة دولة أهل البيت في مصر".
حب متبادل
ويقول الشيخ طلعت مسلم، الداعية الإسلامي، إن الحب متبادل بين أهل مصر وأهل البيت، فالنبي هو الذي أوصى الصحابة بالمصريين إذا فتحوها وأثنى على جيشها، فقال: "ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم منهم ذمة ورحما".
ويضيف مسلم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المصريين ردوا محبة النبي لهم في أهل بيت، فأحبوهم حبًا جمًا، وتوطدت العلاقة بينهم طوال التاريخ، ولا ينسى المصريون أبدًا دعاء السيدة زينب لهم حين وصلت أرض مصر: "يا أهْلَ مِصْرَ نَصَرْتُمُونَا نَصَرَكُمُ اللهُ، وآوَيْتُمُونَا آوَاكُمُ اللهُ، وأمَّنْتُمُونَا أمَّنَكُمُ اللهُ، وأعَنْتُمُونَا أعَانَكُمُ اللهُ، وجَعَلَ لَكُمْ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ فَرَجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا".
ويقول مسلم: "كل الشعوب أحبت أهل البيت، لكن ما ميز الشعب المصري أن أهل البيت أحبوا المصريين، حتى أصبحت مصر دولة أهل البيت، ووجود رأس الإمام الحسين في مصر إشارة إلى أن إمامة أهل البيت في مصر".
حب مستمر إلى الساعة
ويقول الشيخ السيد شبل، الداعية الإسلامي، إن اختيار السيدة زينب لمصر كان لسابق علم عندها أن المصريين يحبون أهل البيت، وأن المصريين ليس بينهم وبين أهل البيت إلا علاقة الود والاحترام والوئام.
ويضيف شبل، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن أهل مصر كانوا عند حسن ظن السيدة زينب بهم، ودعاؤها لأهل مصر خير شاهد على ذلك.
ويشير شبل إلى أنه حتى بعد انتقال السيدة زينب إلى الرفيق الأعلى ظل الود والحب بين المصريين وبينها، فاحتضنوا ذرية النبي، وقاموا بإحياء موالد أهل البيت بشكل يفوق أي بلد آخر.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز