خبراء يحللون جرأة مسلسل "أزمة منتصف العمر": فكرة هدفها تغريب المجتمع المصري (خاص)
أثار مسلسل "أزمة منتصف العمر" جدلا واسع المجال بين المصريين منذ بدء عرضه على إحدى المنصات الرقمية؛ لتطرقه إلى علاقة شائكة للغاية.
العمل الدرامي تدور قصته حول سيدة تتزوج من رجل يكبرها سنا ثم تقع في حب زوج ابنتها وتنشأ بينهما علاقة سرية.
القضية الجريئة أثارت الارتباك بين متابعي العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أن البعض يرى أن مثل هذا الشذوذ الأخلاقي يحدث في المجتمع، فإن آخرين يرون أنها دراما لا تعبر عن القطاع الأوسع، بل ومأخوذة من المسلسل التركي "العشق الممنوع".
المسلسل لم يمر على الرقابة الفنية
الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، رأى أن الجرأة التي يطرح بها المسلسل قضيته مقصودة ولا يمكن أن تكون صدفة، معتبرا أن هذا العمل "لم يمر على الرقابة الفنية".
وقال سعد الدين لـ"العين الإخبارية"، إن هناك العديد من الأسباب تجعل جرأة هذا المسلسل مقصودة، من بينها أن القائمين على العمل يفكرون خارج الصندوق ويسعون إلى إنتاج مسلسل جريء يخطف المشاهد، خصوصا أنه يعرض على منصة وبالتالي يكون متحرراً من رقابة المشاهد العادي.
وأضاف: "لذا سنجد هناك علاقات في المسلسل خارجة أو جريئة زيادة عن اللزوم مثل حب البطل لحماته، وهي قضية لم تكن الدراما المصرية تتطرق إليها رغم أنها موجودة في المجتمع لكن لم يسلط عليها الضوء".
وعلق الناقد عن الانتقادات التي طالت العمل الدرامي: "هناك انتقادات كثيرة وجهت للمسلسل ممن لم يتقبلوا هذه الفكرة الجريئة"، معتبرا أن "هذا العمل مصنوع بشكل جيد لكن السيناريو جريء".
عن حصول هذا السيناريو على موافقة الرقابة الفنية، قال سعد الدين: "أعتقد أنه لم يمر على الرقابة لأنه لو عرض عليها لن تجيزه بهذا الشكل، ومن الواضح أنه مصنوع خصيصاً للمنصة لأن اتجاهات المنصات يكون جريئاً جداً ويسعى لإظهار الهوامش الموجودة في المجتمع".
وأشار إلى أن هيئة الرقابة الفنية في مصر لا تستطيع التحكم سوى فيما يعرض على الفضائيات، وخصوصاً المصرية، لكن ما عدا ذلك لا تقدر عليه.
وتابع: "لا بد أن يتحسس القائمون على تقديم هذه الأعمال طريقهم لأن المشاهدين قد يقلدوا ما يشاهدونه في الدراما".
حالات فردية تحدث في سرية شديدة
الدكتور وائل فؤاد، استشاري الطب النفسي في مصر، رأى أن مثل هذه القصص نادرة الحدوث في المجتمع المصري، معتبراً أنها حالات فردية تحدث في سرية شديدة.
وشرح فؤاد لـ"العين الإخبارية" أن مثل هذه الحالات تكون ذات خلفيات اجتماعية ونفسية مضطربة، بحيث يكون هناك اضطراب في الأسرة واضطراب في النفسية فتحدث مثل هذه الوقائع.
وقال المختص إنه من خلال رؤيته ومتابعته للأحداث ونظرته لعدد كبير من الناس فإن مثل هذه العلاقات تكون نادرة الحدوث.
وعن تبرير البعض هذه التصرفات بافتقاد الحب، رأى أن الحب له أطر اجتماعية ودينية يسير فيها، وإلا يصبح حباً مطلقاً وهي الفكرة التي يحاولون بثها بهدف تغريب المجتمع وإدخال مفاهيم جديدة عليه؛ لتتحول بعد ذلك إلى مفاهيم عادية في المجتمع.
تناول تجاري
الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية والعلوم السلوكية ومستشار المجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر، وصفت تناول الأعمال الدرامية لمشكلات وقضايا الأسرة بأنه "يرقى إلى المستوى التجاري بشكل كبير"، معتبرة أن هذا "أمر كارثي".
وقالت شبانة لـ"العين الإخبارية" إن الجميع يبحث الآن عن نسبة المشاهدات الأعلى ومعدل الربح الأكبر للأسف، ما ينعكس بشكل سلبي على بعض الأمور مثل أداء الممثلين والحبكة الدرامية ووجود مشاهد مثيرة والإيحاءات غير اللائقة مجتمعياً والتي لا تتناسب مع العادات والتقاليد.
وأوضحت أن مثل هذه القضايا للأسف موجودة بالفعل داخل المجتمع؛ لذا فإن الإشارة إليها في الأعمال الدرامية ومحاولة معالجتها أسرياً من خلال الدراما أمر ممتاز جداً.
وتابعت: "عرض هذه القضايا في الدراما يلفت النظر على الأقل إلى مواقف قد تحدث ولا نلتفت إليها، وهي بمثابة دق ناقوس الخطر داخل كل بيت مصري وتنبيهه ليأخذ حذره".
وأكملت: "إذا كانت الدراما تستطيع معالجة مثل هذه المشكلات الأسرية من خلال قصص واقعية أرحب بذلك، لكن مع الحفاظ على عدم وجود مشاهد خارجة تتضمن إيحاءات جنسية وألفاظ جارحة أو نابية، والتنبيه على الفئات العمرية التي لا يناسبها العمل بعدم مشاهدته".