خبراء يجيبون لـ"العين الإخبارية" على السؤال الصعب.. هل تدخل مصر حزام الزلازل؟ (خاص)
خلال الفترة من 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سجلت مصر نحو 5 زلازل في أنحاء متفرقة، آخرها كان الإثنين 6 فبراير/ شباط.
وسجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل في مصر، تلك الزلازل، لكن لم يتخط أي منها قوة 6 درجات على مقياس ريختر.
البداية كانت مع مدينة الطور بزلزالَين يفصل بينهما 72 ساعة، الأول على بعد 26 كم جنوب غربي الطور وكان يوم الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول، بقوة 5 درجات على مقياس ريختر.
بينما ضرب الثاني المدينة مساء الخميس 29 ديسمبر على بعد 31 كم جنوب غربي الطور، بقوة 4.41 درجة على مقياس ريختر.
أيضا وقع زلزال بقوة 6 درجات في شرق البحر المتوسط، ويبعد 502 كم من السواحل المصرية وعمق 54 كم يوم الأربعاء 25 يناير/ كانون الثاني الماضي.
بينما الزلزال الرابع حدث يوم الجمعة 3 فبراير/ شباط على بعد 37 كيلومترا شمال شرقي الغردقة وبقوة 6 درجات على مقياس ريختر.
الزلزال الأخير الذي شعر به سكان العديد من محافظات مصر وقع فجر الإثنين، ومركزه كان على بعد 17.9 كيلو متر تحت سطح الأرض بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، وفقا لجمعية المسح الجيولوجي الأمريكية.
وتسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، في سقوط آلاف القتلى والجرحى في تركيا وسوريا.
"العين الإخبارية" تواصلت مع خبراء جيولوجيا وطرحت عليهم سؤالا: هل تدخل مصر حزام الزلازل؟، وهل الوضع الحالي يدعو للقلق؟.
مصر تشهد يوميا زلازل غير محسوسة
الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، كشف أن البلاد تسجل يوميا العديد من الزلازل لكن أغلبها يتراوح بين 1.7 و2.3 درجة على مقياس ريختر، وهذا يعتبر النشاط الطبيعي للأرض.
وشرح الهادي لـ"العين الإخبارية"، أن مصر يوميا تسجل من 5 إلى 6 زلازل في البحر الأحمر ومثلها في البحر المتوسط، وكلها غير محسوسة وغير مؤثرة علينا بل نعتبرها نشاطا طبيعيا للأرض، وهذا أمر غير مقلق نهائيا.
وتابع: "نبدأ القلق أو الخوف من الزلازل في مصر، عندما يكون بجوارنا أو يقترب منا، وتتعدى قوته الـ5 درجات على مقياس ريختر فما فوق".
وأضاف الهادي أن المباني العشوائية وغير صحيحة الأساسات قد تتأثر بزلزال قوته 4.5 درجة على مقياس ريختر أو أقل، لكن المباني سليمة الأساسات لا تتأثر حتى لو تعدت قوة الزلزال 5 درجات.
وأكمل: "إذا كان الزلزال يبعد عن مصر نحو 300 كيلومتر فإنه لا يؤثر عليها إطلاقا"، موضحا أن أقرب زلزال وقع قريبا من القاهرة هو زلزال 1992 وكان على بعد 30 كيلومترا ووقتها سبب العديد من الخسائر.
نادرا ما تحدث زلازل مركزها مصر
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، شدد على أن مصر لا تقع ضمن حزام زلازل ولا صحة لما يتردد بأنها قد تدخل حزام الزلازل.
وشرح شراقي لـ"العين الإخبارية": "مثلا هناك مدينة داخل الصحراء إذا طالتها الأمطار هل نقول إنها أصبحت مدينة ساحلية؟، بالطبع لا، لأنها بواقع موقعها الجغرافي صحراء".
وتابع: "مصر بواقع موقعها الجغرافي والجيولوجي ليست ضمن حزام زلازل، ونادرا ما يحدث زلزال منبعه الأراضي المصرية، لكن كونها ليست ضمن حزام زلازل ألا يطالها نهائيا".
وضرب شراقي مثالا بما تشهده تركيا منذ فجر الإثنين 6 فبراير، قائلا: "خلال 24 ساعة فقط طالت أكثر من 300 زلزال الأراضي التركية، والسبب أنها منطقة زلازل"، مشيرا إلى أن العالم بأسره شهد خلال آخر 24 ساعة نحو 500 زلزال.
وأوضح أن جميع الزلازل التي تحدث مؤخرا مراكزها في دول وأماكن أخرى، وما يحدث أننا في مصر نشعر بها فقط.
تكرار الزلازل في مصر غير مقلق
الدكتور محمد الجزار، عالم الجيولوجيا المصري، رأى أن مشكلة الزلازل التي تطال مصر منبعها "القارة المفقودة"، وهو مصطلح يطلق على منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وشرح الجزار لـ"العين الإخبارية"، أنه بعد تكون الأرض قبل 4 ملايين سنة سقطت منطقتين في العالم، أحدهما منطقة البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى حدوث فوالق، ومع حدوث أي زلازل صغيرة تتحرك صفائح القشرة الأرضية مسببة خسائر كبيرة مثلما حدث في تركيا يوم الإثنين.
وتابع: "من الضروري المتابعة وإجراء علامات استرشادية في البحر الأبيض المتوسط؛ لمعرفة وجود فوالق أو تحرك للصفائح".
وضرب الجزار مثالا بالفالق الموجود في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قائلا: "هناك نحو 3000 عالم يتابعون هذا الفالق خوفا من أن تصبح نصف الولاية في المحيط".
وحول تصاعد عدد الزلازل التي شهدتها مصر مؤخرا، قال الجزار إن هذا ليس جديدا وطبيعي وغير مقلق، لأن مصر ليست منطقة زلازل وما يطالها غالبا يكون منبعه إما البحر المتوسط أو البحر الأحمر".
واعتبر الجزار أن أكبر مشكلة هي ما يحدث "ما بعد الزلزال"، موضحا: "لابد من مراقبة التوابع أو ما يحدث بعد الزلزال، لأنه أحيانا يكون أقوى من الزلزال نفسه".