الإمارات تسبق العالم لإغاثة سوريا وتركيا بـ5 خطوات عاجلة
رغم هول كارثة زلزال تركيا وسوريا، وفداحة خسائرها، إلا أن مواقف التضامن الصادقة وجهود الإغاثة السريعة تخفف من الآثار والتداعيات.
في هذا الصدد، تتخذ الإمارات خطوات سبّاقة تجسّد مبادرتها السريعة والفعالة لتقديم جهود الإغاثة، وتعبّر عن مواقفها الإنسانية الرائدة في الوقوف إلى جانب الأشقاء في تركيا وسوريا.
وهز زلزال، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل الآلاف بين مشرد ومصاب.
وأسفرت الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب تقارير رسمية جديدة صدرت الثلاثاء، فيما لا يزال عناصر الإنقاذ يحاولون انتشال ناجين من تحت الأنقاض.
وانطلقت الجهود الإماراتية الإنسانية فور وقوع الزلزال، حيث بدأت الجهود باتصالات تعازي ومواساة ودعم على مستوى القيادة، ثم مساعدات عاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين من تلك الكارثة، قبل أن تتبلور إلى عملية إغاثية شاملة متكاملة تحت اسم "الفارس الشهم 2"، تم خلالها إطلاق جسر جوي إنساني، وصلت منه 3 طائرات إلى تركيا وطائرة رابعة إلى سوريا خلال أقل من 24 ساعة من وقوع الزلزال، وما زال العمل متواصلا.
مبادرات القيادة.. أول اتصال
يعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن بعد وقوع الزلزال، كما كان في طليعة قادة الدول الذين أجروا اتصالاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسبب نفسه.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان فور وقوع الزلزال عبّر فيهما عن خالص التعازي والمواساة للرئيسين السوري والتركي وشعبيهما وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر الذي شهده البلدان، سائلاً الله تعالى الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضامن دولة الإمارات الكامل مع سوريا وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال.
من جانبهما عبر الرئيسان السوري والتركي عن خالص الشكر والتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمشاعره الطيبة داعين الله أن يحفظ دولة الإمارات وشعبها من كل شر.
أضخم دعم.. 100 مليون دولار
أضخم مبلغ يتم رصده حتى الآن لدعم جهود الإغاثة في تركيا وسوريا كان من دولة الإمارات، حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في البلدين.
وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.
وتجسد المبادرة الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف.
وجنباً إلى جنب مع عملية "الفارس الشهم 2" ، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري بقيمة 50 مليون درهم.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة حاضرة لإغاثة الشقيق والصديق، وجاهزة لدعم الأخوة السوريين في مواجهة المصاب الجلل الذي أصابهم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستقف إلى جانب الشعب السوري، وستواصل مد يد العون للإخوة والأشقاء حتى يتخطوا هذه المحنة الطارئة، تعبيراً عن قيمها الإنسانية النبيلة.
وسيستفيد من الدعم الذي سيُقدم على شكل طرود تموينية من خلال "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، الفئات الأكثر تضرراً في سوريا.
جهود الإغاثة.. انفرادات بالجملة
3 انفرادات تمّ رصدها خلال عملية "الفارس الشهم 2" الإغاثية للتخفيف من آثار الزلزال الذي تعرضت له تركيا وسوريا وهي:
- أول طائرة إغاثة تصل إلى غازي عنتاب، أكثر المدن التركية تضرراً من الزلزال، كانت من الإمارات.
- تعد الإمارات أول دولة يصل منها 3 طائرات إغاثية إلى تركيا في غضون ساعات من وقوع الزلزال.
- رجال البحث والإنقاذ الإماراتيون من أوائل رجال الإنقاذ الذين وصلوا إلى تركيا لتقديم الدعم والإغاثة، حيث شاركت الإمارات في المرحلة الأولى ضمن فرق البحث والإنقاذ الدولية التي وصلت تركيا، وتم تحديد منطقة مسؤولية خاصة لدولة الإمارات لتقديم جهود الإنقاذ والإغاثة وهي منطقة كهرمان مرعش، أحد أكثر المناطق تضرراً بالزلزال، الأمر الذي يتوّج الثقة التركية والدولية في كفاءة رجال الإنقاذ الإماراتيين.
وحرصاً على تنسيق جهود الإغاثة الإماراتية وشموليتها وتكاملها، لتحقيق أهداف سريعة وواسعة تخفف من آثار الدمار الكبير الذي خلفه الزلزال، تم إطلاق عملية "الفارس الشهم 2" تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتضم العملية تحالفاً واسعاً من المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإنسانية والخيرية لتنسيق جهود الإغاثية بشكل فعال.
وأعلنت "قيادة العمليات المشتركة" في وزارة الدفاع الإماراتية، الإثنين، بدء عملية "الفارس الشهم 2" لدعم الأشقاء والأصدقاء في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي.
وتأتي هذه المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الاستجابة العاجلة للتخفيف من آثار الزلزال الذي تعرضت له سوريا وتركيا.
عن تفاصيل عملية "الفارس الشهم 2"، كشف قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، الثلاثاء، أن الإمارات حققت سبقاً بوصول 3 طائرات عسكرية إلى تركيا، الإثنين، تقلّ فرق بحث وإنقاذ ومواد طبية.
وبيّن أن من بين تلك الطائرات طائرة تم إرسالها إلى مطار مدينة غازي عنتاب، ليكون أول هبوط لطائرة إغاثية في المدينة.
وأضاف: "أيضا تم تسجيل سبق مهم آخر حيث كنا متواجدين منذ المرحلة الأولى مع فرق البحث والإنقاذ الدولية التي وصلت تركيا. وتم تحديد منطقة سنكون مسؤولين عنها وهي كهرمان مرعش في غازي عنتاب".
وعن خطط العملية اليوم، قال: "نخطط لتنفيذ 7 رحلات 2 منها للعاصمة السورية دمشق، وقد قمنا بتشكيل فريق قيادة متقدمة عمليات في مطار أضنة بتركيا، وجار العمل على إنشاء فرق قيادة أخرى لتنسيق العمليات مع تركيا وسوريا".
وبالفعل، أفادت وكالة الأنباء السورية بأن طائرة إماراتية وصلت إلى مطار دمشق الدولي تحمل على متنها مساعدات إغاثية للمتضررين جراء الزلزال الذي ضرب البلاد.
أولويات ومساعدات
وكشف العامري عن ميزة مهمة تميّز جهود الإغاثة الإماراتية في سوريا وتركيا، وهي أنها عملية منسقة تعمل وفقاً للأولويات التي تحددها السلطات في سوريا وتركيا، وليست عملية دعم عشوائية.
وأردف: يتم إرسال المساعدات بالتنسيق المباشر مع تركيا وسوريا، هم يحددون الأولويات ونحن نقدم المساعدات.
وفصَّل قائلا حول أولويات البلدين: "بالنسبة لتركيا هناك حاجة لفرق البحث والإنقاذ، وتجهيز مستشفى ميداني".
وكشف في هذا الصدد عن وجود فريقين للبحث من شرطة أبوظبي وشرطة دبي.
وتابع: "الأولوية بالنسبة لسوريا تتمثل بالمواد الغذائية والخيام، وجار دراسة تقديم الدعم في مجال البحث والإنقاذ، وتوفير مستشفى ميداني أيضا".
وكشف العامري أنه "تم بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية إجلاء مواطنين من مناطق الكوارث بطائرات القوات المسلحة الإماراتية وهم بصحة وعافية".
توجيه مهم ولفتة إنسانية
وفي رده على سؤال حول أهم التحديات التي تواجههم خلال عملية الإغاثة، قال قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية: "توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو تقديم الدعم الإنساني نوعاً وكماً بغض النظر عن التحديات التي تواجه عمليات الدعم".
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه عملية "الفارس الشهم 2"، قال العامري: "من الصعوبات في تركيا تكدس الطائرات في مطار أضنة والطقس البارد ومخاطر حدوث هزات أرضية ارتدادية. في سوريا تبرز مسألة الطقس أيضاً والوضع الأمني في كل من حلب وإدلب".
وفي لفتة إنسانية مهمة، كشف العامري أن عملية "الفارس الشهم 2" تحظى بمتابعة من مباشرة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال في هذا الصدد: "عملية (الفارس الشهم 2) مستمرة رغم التحديات حتى إشعار آخر بمتابعة مباشرة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".
تأتي تلك الجهود الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
كما تأتي تلك الجهود سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصاً على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.
وسيراً على درب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير التي بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفاء لسيرته واستلهاماً لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.