"تسونامي" عامل مشترك.. خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" العلاقة بين التغير المناخي والزلازل
مع تصاعد حدة التغيرات المناخية وتكرار الهزات العنيفة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، ربط البعض بينهما، ما يطرح سؤالا عن وجود علاقة علمية بينهما؟
منذ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي وحتى صبيحة 6 فبراير/شباط الحالي، تعرضت مصر لنحو 5 هزات أرضية بعضها كان عنيفا، إذ تراوحت قوتها بين 4.41 و7.8 درجة على مقياس ريختر.
ورغم أن مصر تتعرض لزلازل متكررة، إلا أنه لم يرق إلى هذا العدد أو القوة، إذ أفاد المسؤول المصري بمعهد البحوث الفلكية الدكتور محمود صلاح بأن زلزال اليوم الإثنين 6 فبراير هو الأكبر من حيث القوة منذ عام 1975.
وتزامن مع تكرار الزلازل وتصاعد قوتها ارتفاع حدة وقسوة التغيرات المناخية التي ضربت العالم بأسره، ورغم أن البعض قد يبادر بنفي وجود علاقة بينهما، فإن أحد علماء العرب سبق وربط بينهما، مؤكدا وجود علاقة طردية بين التغيرات المناخية والزلازل، حيث يتغير المناخ بنسبة طردية مع قوة الزلازل والعكس صحيح.
وقال لوط بوناطيرو، العالم الفلكي والجيوفيزيائي بدولة الجزائر، في تصريح لصحيفة جزائرية قبل أعوام، إن الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة قد يكون من أكبر العوامل المؤدية إلى حدوث الزلازل، بسبب تأثير درجة الحرارة المرتفعة على سخونة الطبقة الأرضية، والتي تزيد من نشاط الصفائح التكتونية للأرض مما ينتج عنه نشاط زلزالي غير مستقر.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء خبراء في التغير المناخي والبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حول وجود علاقة علمية تربط بين الزلازل والتغير المناخي.
التغيرات المناخية لا تسبب زلازل
في البداية، قال الدكتور حاتم عودة، أستاذ الجيوفيزيقية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، إنه لا توجد أي علاقة تربط بين التغير المناخي وحدوث الزلازل، فالأول يحدث في طبقات الجو العليا، بينما الزلازل تحدث في باطن الأرض نتيجة تفاعلات أو كسر فوالق.
وشدد عودة، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، على أن التغير المناخي لا يؤثر بأي حال من الأحوال على حدوث الزلازل، مضيفا: "التغيرات المناخية تتسبب في حدوث التصحر أو الجفاف أو سقوط أمطار شديدة أو ذوبان جليد أو سيول".
وأكد أستاذ الجيوفيزيقية أنه لا توجد أي دراسات أو أبحاث علمية دولية تتحدث عن وجود علاقة بين الزلازل والتغيرات المناخية، متابعا: "لا أعرف على ماذا استند العالم الجزائري في حديثه عن وجود علاقة طردية بينهما".
لا أبحاث دولية تربط بين الزلازل وتغير المناخ
المهندس المصري صابر عثمان، المنسق الأسبق لاتفاقية تغير المناخ، اتفق مع أستاذ الجيوفيزيقية، وقال إنه لم يسمع أبدا عن وجود علاقة أو رابط بين التغيرات المناخية وحدوث الزلازل.
وبشأن ما قاله العالم الجزائري عن تأثير درجة الحرارة المرتفعة على سخونة الطبقة الأرضية والتي ينتج عنها نشاط زلزالي غير مستقر، أكد أن هذا يحدث في باطن الأرض وليس في الغلاف الجوي.
وأوضح عثمان لـ"العين الإخبارية" أن الزلازل تحدث بطريقة مختلفة عن تغير المناخ الذي يقع نتيجة مشكلة تحدث في الغلاف الجوي، وبالتالي لا يوجد رابط بينهما، مضيفا: "لم أقرأ أي أبحاث تحدثت عن وجود علاقة بينهما".
"تسونامي" عامل مشترك بين التغيرات المناخية والزلازل
الدكتور المهندس السيد صبري، استشاري التغير المناخي والتنمية المستدامة في مصر، تحدث عن عدم وجود علاقة بين حدوث الزلازل والتغيرات المناخية، ورأى أن "التسونامي" العامل المشترك الوحيد بينهما.
وقال صبري لـ"العين الإخبارية" إن الزلازل ظاهرة أرضية بحتة خاصة بالتكوينات الجيولوجية الموجودة، كالقشرة الأرضية والصفائح التكتونية.
وأوضح أن التغيرات المناخية تختص بكل الظواهر المناخية التي تحدث فوق سطح الأرض، مثل العواصف المدارية والترابية والموجات الحارة والباردة وهطول الأمطار الغزيرة التي تسبب فيضانات وسيولا أو ندرة الأمطار وحدوث الجفاف والتصحر وهكذا.
وعما يتسبب في حدوث "تسونامي"، قال الاستشاري إن التغيرات المناخية والزلازل يتسببان في ذلك، وشرح "عند حدوث الزلزال فإن الصفائح التكتونية أو القشرة الأرضية تتحرك فترفع مياه المحيطات أو البحار إلى أعلى، وتصبح موجة مستمرة حتى تصطدم بالشواطئ ثم تضمحل طالما دخلت اليابسة".
وأضاف: "تحدث الزلازل نتيجة ظاهرة جوية مثل العواصف المدارية (إعصار)، التي تحدث بسبب الانخفاضات الجوية، وبالتالي ترفع العواصف الأمواج ويحدث تسونامي".
وشرح أن "تسونامي" عبارة عن ارتفاع كبير في موجات البحار والمحيطات على الشواطئ، حيث تصل إلى العديد من الأمتار، وبالتالي تغرق وتدمر المناطق الساحلية.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA==
جزيرة ام اند امز