مشاهد مروعة للزلزال شمال سوريا.. "كلهم تحت الأنقاض.. لم يخرج أحد"
تبدو مشاهد المنازل المدمرة والجثث المحاصرة تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا، الإثنين، مألوفة للسكان هناك.
فعلى مدار 12 عاما، عانت مناطق شمال سوريا من القصف المتواصل والنزوح المؤلم لعشرات الآلاف من العائلات، ما جعل من مشاهد نحيب الأطفال والمباني المدمرة والمستشفيات المليئة بالجثث، أمرا معتادا.
ودفع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، بالناس إلى الشوارع في شمال البلاد حيث أصابت الضربات الجوية والقصف السكان بصدمات بالفعل وأضعفت أساسات العديد من المباني.
وفي بلدة جنديرس، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حلب، لم يتبق من مبنى متعدد الطوابق إلا كومة من الخرسانة والقضبان الفولاذية والملابس.
وقال شاب نحيف وهو مذهول من وقع الصدمة ويده مغطاة بضمادات "هناك 12 عائلة تحت (الأنقاض) هناك... لم يخرج أحد.. لا أحد... كنا نخرج الناس بأنفسنا في الثالثة صباحا".
وشوهد الشباب وهم يسيرون عبر الحطام ويزيلون الخرسانة بحثا عن ناجين. وكانت خزانات المياه والألواح الشمسية المنبعجة قد تطايرت فوق الأسطح وسقطت على الأرض الرطبة.
وقالت الخوذ البيضاء، وهي خدمة إنقاذ تأسست في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة لمعالجة المصابين من القصف، إن 380 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
ورجّحت ارتفاع حصيلة القتلى مع "وجود مئات العائلات تحت الأنقاض" وسط "صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ". وأحصت المنظمة انهيار أكثر من 133 مبنى بشكل كامل و272 بشكل جزئي، عدا عن تصدّع آلاف المباني في شمال غرب سوريا.
وأفاد مراسلو فرانس برس في شمال سوريا عن سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس (شمال حلب) وسرمدا (شمال إدلب).
وقال رائد الصالح مدير الخوذ البيضاء لرويترز عبر الهاتف "نحن نسابق الزمن لإنقاذ حياة الناس تحت الأنقاض. حتى وإن كانت فرقنا منهكة، فليس لدينا وقت للراحة".
وذكر أن الضربات الجوية على مر السنين تركت هياكل المباني هشة وبالتالي "انهارت على الفور" وأدت في النهاية إلى سقوط المزيد من القتلى.
وتقول الأمم المتحدة إن ملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا باتوا معرضين للخطر بسبب الصراع الذي تسبب في نزوح 2.9 مليون شخص في المنطقة وإقامة 1.8 مليون في المخيمات.
وعملت فرق الإنقاذ على مدى سنوات على إنقاذ الناس من القصف والغارات الجوية التي تشنها الحكومة السورية أو القوات الروسية التي غالبا ما تضرب نفس الموقع عدة مرات، مما يعرض حياة المسعفين للخطر.
وقال الصالح "لن يقصفنا أحد، على الأقل الآن، ونحن نعمل". لكن طقس الشتاء البارد يشكل تحديا آخر لعمال الإنقاذ، الذين قالوا إن العائلات تُركت في درجات حرارة شبه متجمدة وأمطار غزيرة.
وقال أحمد الشيخ، وهو من سكان بلدة حدودية قريبة في ريف محافظة إدلب، إن الزلزال دمر المباني المتواضعة التي أقيمت في مخيمات النازحين التي تستضيف سوريين فروا من الحرب على مدى سنوات.
وإلى الغرب، كان المستشفى الرئيسي في مدينة عفرين، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، يعج بالجرحى على الأرض فيما تكافح النساء للوصول إلى أحبائهن عبر الهاتف إذ كانت الخطوط معطلة. ويضع المسعفون أكياس الجثث السوداء على أرض ملطخة بالدماء بينما كان الأطفال الصغار يصرخون.
وقال إبراهيم عبيد، وهو أحد سكان عفرين "نسمع صوت صفارات الإسعاف في كل مكان. الناس في الشوارع مصدومة... في خوف كتير ولسه بنشعر بارتدادات".
من جانبهم، قدر المسؤولون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة عدد الضحايا بأكثر من 430 قتيلا، فضلا عن إصابة 1315 آخرين، في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعاً.
وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وطرطوس (غرب). وبثّت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" صوراً تظهر دماراً كبيراً في مدن عدة بينها جبلة واللاذقية، انهارت فيها أبنية بأكملها موقعة خسائر بشرية وأضرارا جسيمة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA==
جزيرة ام اند امز