عاد للجامعة.. عجوز يواجه ألزهايمر بحيلة غريبة
يهاجم مرض ألزهايمر كبار السن غالبا ويتغذى على خلايا الدماغ حتى سلبهم روحهم، لكن عجوز بريطاني نجح بمواجهة المرض بحيلة غريبة قد لا تتسق مع تخطيه القعد الثامن من العمر.
رون روبرت، ابن 85 عاما، قرر العودة إلى الصفوف الجامعية بعد 7 سنوات من تشخيص إصابته بمرض ألزهايمر، إذ رأى أن هذه الخطوة قد تساعدة في الحفاظ على عقله حادًا.
لكن بعد سنوات الدراسة اكتشف أنه واجه المرض وأيضا حصل على شهادة جديدة، إذ نجح العجوز في التخرج في الجامعة الخريف الماضي بدعم من أساتذته وأقرانه خلال أكتوبر/شترين الأول الماضي.
عجوز يهرب من ألزهايمر بالدراسة الجامعية
وحكى العجوز رون روبرت كيف حاول الحفاظ على نشاطه الذهني للمساعدة في درء فقدان الذاكرة المصاحب للمرض.
وقال روبرت، خلال استضافته مع الدكتور براين جولدمان: "لقد تعلمت دائمًا في وقت مبكر من الحياة أن الدماغ هو أقوى أداة لدينا في أجسادنا".
لذلك التحق ببرنامج بكالوريوس الآداب لمدة ثلاث سنوات في كلية كينجز الجامعية في لندن، وفقا لموقع cbc.ca.
وتذكر العجوز لحظة تخرجه قائلاً: "عندما مررت على المنصة لأحصل على شهادتي، وقف الأطفال جميعًا وصرخوا وصفقوا، وقتها كان علي أن أكتم دموعي. لقد كان شيئًا رائعًا".
بينما علقت زوجته كاثرين كورنيليوس: "بينما لاحظت بعض التدهور في ذاكرته منذ بدء الدراسة، فإنها لا تزال جيدة جدًا، وهو شيء ينسب جزئيًا لعودته إلى الدراسة وأعتقد أن السبب هو حفاظه على نشاط عقله".
العلاقة بين ألزهايمر والتعلم
ألزهايمر مرض يصيب الدماغ ويؤدي إلى الخرف كما أنه ضعف إدراكي يتعارض مع الوظائف اليومية، ويقول الخبراء إن التعليم واللياقة العقلية يلعبان دورًا مهمًا في تطور الحالة.
وتشير دراسة أجريت عام 2022 من جامعة واترلو إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف والذين لديهم مستوى تعليمي أعلى قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف.
ووجدت مراجعة منهجية نُشرت في عام 2011 أنه في أكثر من نصف الدراسات التي تم تحليلها، كان الأشخاص ذوو المستويات التعليمية المنخفضة أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وبينما جاءت رحلة روبرت الجامعية في وقت لاحق من حياته، تقول الباحثة الدكتورة نيكول أندرسون إنه لا يزال هناك الكثير من القيمة في التعلم النشط بعد تشخيص مرض الزهايمر أو الخرف.
وأضافت أندرسون، أحد كبار العلماء في معهد روتمان للأبحاث في مركز بايكريست للعلوم الصحية في تورنتو: "التفكير تمرين للدماغ".
وشرحت: "تعمل مناطق الدماغ التي تعمل على زيادة تدفق الدم، وهناك زيادة في التمثيل الغذائي في مناطق الدماغ هذه، كما تعزز المشاركة المعرفية تكوين الخلايا العصبية أو ولادة خلايا عصبية جديدة في الحُصين".
كانت العودة إلى المدرسة في الثمانينيات من عمره بالفعل تمرينًا لروبرت، حيث قال إن أول عامين من الدراسة قضيا "في تعلم التعلم مرة أخرى".
وكان حفظ الأسماء والتواريخ والأماكن تحديًا، وعلى الرغم من معرفته بالحقائق إلا أن تذكرها لم يكن سهلاً، على حد قوله.
تلاحظ أندرسون أنه مع استمرار تطور مرض الزهايمر، فإن لويحات البروتين المميزة للمرض والتشابك في الخلايا العصبية السليمة ستنمو بغض النظر عن اللياقة العقلية للشخص.
ومع ذلك، فإن زيادة النشاط العقلي يمكن أن تساعد في بناء "احتياطي معرفي" يجعل الدماغ أكثر مقاومة لتأثيرات المرض.
وقالت: "هذه الأشياء لن تتوقف أو تنعكس، لكنها ستسمح للناس بالعيش لفترة أطول بصحة دماغية جيدة، وبذلك يمكنهم منع الخرف بشكل فعال".