دموع ماما بشرى.. عجوز تسمع صوت ابنها لأول مرة منذ الزلزال (صور)
أمام أطلال المنازل المحاصرة لها بفعل زلزال تركيا، تشبثت عجوز بأملها الأخير في سماع صوت ابنها لأول مرة منذ الهزة الأرضية.
قصة ماما بشرى التي ظلت تواجه الموت يوميا مع فقدان ابنها منذ فاجعة الزلزال التي ضربت تركيا جعلتها تحظى باهتمام الملايين ورصدتها وكالة رويترز.
بين أطلال أحد المنازل المتضررة من الزلزال بمدينة أنطاكية، صعد جندي تركي إلى رافعة أحد الحفارات، السبت، بحثا عن هاتف جوال يخص امرأة عجوز (75 عاما).
رسم الخوف ملامحه على وجه السيدة وزادت ضربات قلبها خوفا من خبر يأتيها بوفاة ابنها بعد خمسة أيام من فقدان الاتصال به.
طال انتظار ماما بشرى أمام عمال الإغاثة والأمل يعتصرها للعثور على هاتفها من أجل الاتصال بابنها؛ حيث كانت تنتظر في حديقة قريبة نُصبت فيها الخيام للمشردين من الزلزال المدمر.
استجاب أحد الجنود الأتراك لطلبها، وهو جندي بالعمليات الخاصة يدعى عادل، قدم من أنقرة العاصمة إلى أنطاكية للمساعدة في عمليات الإنقاذ، وذهب مرتين للبحث عن هاتفها.
صعد جندي العمليات الخاصة إلى شرفة الطابق الثاني من المنزل المتضرر الذي تدمرت واجهته جزئيا وتحطمت النوافذ وظهرت الشقوق فيه.
لكن المفاجأة أنه بمجرد وصوله إلى شرفة المنزل، سلمه منقذ آخر حقيبة حمراء تحتوي على متعلقات ماما بشرى، بما فيها هاتفها المحمول، قبل أن ينزله الحفار مرة أخرى.
توقف عادل قليلا للمساعدة في وضع جثامين الأشخاص الذين لقوا حتفهم داخل المباني المجاورة على سيارة نقل الموتى، قبل أن يتوجه إلى الحديقة حيث كانت تنتظر ماما بشرى بقلق.
ونفدت بطارية الهاتف قبل أن تتمكن من الاتصال بابنها، لكن شخصا آخر في الحديقة سمع اسم ابنها قال إنه يعرفه وإنه لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة.
وسارع الشخص للاتصال برقم الابن من هاتفه، قبل أن تلتقط ماما بشرى منه الهاتف وتنفجر بالبكاء وهي تسمع صوت ابنها لأول مرة منذ وقوع الزلزال قبل خمسة أيام قائلة: "لقد منحتني العالم كله".
وبحسب آخر التقارير الرسمية، أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجة إلى مقتل 28191 شخصا على الأقل، 24617 في تركيا و3574 في سوريا.
لكن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث حذر بأن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا "ستتضاعف أو أكثر".
كانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت السبت أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص.