فلسطينية تتحدى البطالة بالطبخ.. "لا صعب مع العزيمة"
الفلسطينية أماني تنيرة عزمت أن تشق طريقها ولا تكون عبئا على المجتمع، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي فرضها انتشار فيروس كورونا.
عبر مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، كسرت الفلسطينية أماني تنيرة، قيود البطالة المستفحلة لتفتح لنفسها آفاقا عبر موهبتها في المطبخ الفلسطيني.
أماني (26 عاما) تخرجت في الجامعة قبل 4 سنوات بعد أن نالت بكالوريوس تعليم أساسي، لم تنتظر الانضمام لصفوف البطالة التي تزيد على 50% في غزة، فعزمت أن تشق طريقها ولا تكون عبئا على المجتمع، ومن هنا لمعت فكرة إنشاء قناة لها على يوتيوب تقدم من خلالها أكلات وحلويات المطبخ الفلسطيني.
موهبة وخبرة
موهبة الطبخ لدى "أماني" اكتسبتها من والدتها وأخذت تنمو شيئا فشيئا، بالتوازي مع تنمية خبرتها التقنية التي انطلقت مع إنشاء حسابها على يوتيوب وهنا تعلمت التصوير والمونتاج لتوثق ما تصنعه يداها، والأهم أنها قطعت خط البطالة لتحقق عائدا من وراء عملها حيث تعمل على تنميته لتحقيق طموحاتها.
وخلال فترة وجيزة استطاعت "قناة أماني" أن تستقطب آلاف المتابعين، وهو ما حقق لها عائدًا ماليا أنقذها من براثن البطالة.
قصة نجاح
قصة نجاح أماني ترويها لـ"العين الإخبارية"، مبينة أنها شرعت فور التخرج على إعداد الأكلات والحلويات وتصويرها ونشرها على اليوتيوب لتعم الفائدة للجميع، ومنذ عام 2017 قدمت نحو 400 فيديو، تقدم عبره طرق طهي أكلة محددة أو صناعة حلويات.
وقالت: "أقدم الأكلات والحلويات الفلسطينية عموما وأكلات وحلويات المواسم"، وتنوع في الوصفات التي تقدمها، بين الأكلات الفلسطينية المتوارثة مثل المفتول والسماقية إلى جانب الحلويات وكعك العيد والمعمول.
وأشارت إلى أنها تتميز بتقديم بدائل لمكونات الأكلات التي تعرضها، بحيث تكون التكلفة منخفضة الثمن مراعاة للوضع الاقتصادي للأسرة الفلسطينية في كل مكان.
أكلات فلسطينية
وقالت: "يتميز مطبخي بسهولة وصفات الاكلات المختلفة وتنوعها ورخص تكلفة صناعتها وتراثية جزء كبير منها.. عندي شغف بالمطبخ الفلسطيني منذ الصغر حيث تعلمت من والدتي الكثير لذلك أتقدم وأتميز في الطهي"، وخلال مدة وجيزة، بات لدى قناة أماني أكثر من 25 ألف مشترك.
تبتسم وهي تشير إلى أن المتزوجات حديثا هن أكثر من يستفدن من وصفات الأكلات التي تقدمها على قناتها: "لأنني أسعى وأنا أقدم لهن الوصفات أن أكسر عندهن حاجز الخوف والرهبة من المطبخ".
إعداد الفيديوهات
وحول آلية إعداد الفيديوهات، أوضحت أنه في البدايات كان إخوتها يتولون مهمة تصوير عملها في المطبخ لكنها مع الوقت تعلمت التصوير والمونتاج على هاتفها المحمول وباتت تنفذ التصوير والطهي بنفسها: "فلا شيء صعب مع العزيمة القوية" .
وأكدت أن القناة حققت لها هدف التواصل مع المجتمع وطردت يأس البطالة ثم حققت مصدر دخل مهم لفتاة في مقتبل العمر خاصة في وسط مجتمع تزيد فيه البطالة في صفوف النساء عن 70%.
نصيحتي للشباب
ونصحت "أماني" الفتيات والشباب بأن لا ينتظروا وظيفة وينطلقوا بقوة نحو العمل ويخوضوا تجربة الحياة ولو بأقل الإمكانات، وقالت: "المهم تكون العزيمة قوية.. دون اقتحام الحياة سنبقى على مقاعد البطالة التي تقتل مستقبلنا وتقتل حلمنا بغد أفضل".